الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كاتب إسرائيلي: فيس بوك يرعب السيسي

2016-01-12 07:05:37 PM
كاتب إسرائيلي: فيس بوك يرعب السيسي
جدل حول إلغاء مصر خدمة فيس بوك المجانية

الحدث - مصدر الخبر

عتبر الصحفي الإسرائيلي "يوسي جورفيتس" وقف السلطات المصرية خدمة الانترنت المجانية Free Basic المقدمة من شركة فيس بوك دليلا على "ذعر" النظام من موقع التواصل، الذي يعتقد أنه ساهم بقوة في إسقاط نظام مبارك.

 

ونشر “جورفيتس" الذي يعد أحد أشهر المدونين اليساريين في إسرائيل مقالا على موقع "كالكاليست"، خلص فيه إلى أن إغلاق الخدمة - التي وفرتها شركة "اتصالات" لمدة شهرين- يعد جزءا من "القمع الحكومي" الذي "استوحش" منذ وصول الرئيس السيسي للحكم على حد قوله.

 

نص المقال..

 

فشلت محاولة فيس بوك في السيطرة على الانترنت بمصر

 

لكن القصة أكثر تعقيدا من هذا العنوان. مختصر الفصول السابقة: يقرر مارك زوكربيرج السيطرة على الشبكة في أرجاء العالم الثالث. الوسيلة: طرح حزمة دخول مجاني للسكان المحليين إلى الفيس بوك، في وقت تقدم فيه جميع الخدمات تقريبا بمقابل مادي. الهدف: جعل المستخدمين هناك يعتادون على اعتبار فيس بوك بوابتهم للإطلاع على كل ما يحدث في العالم.

 

في الهند لم يجد هذا نفعا. تنبهت الجهات التنظيمية للعملية وأوقفتها. كذلك في مصر سارت الخدمة على لغم، لكن هناك بالطبع، القصة أكثر تعقيدا. مصر ديكتاتورية عسكرية: حكمت مجموعة الضباط هناك منذ عام 1952 حتى الإطاحة بمبارك في 2011، بعدها عاشت مجموعة الضباط عامين من الارتباك الشديد، انتهى عندما نفذ الطاغية السيسي انقلابا عسكريا على نظام الإخوان المسلمين المنتخب.

 

وفقا للأسطورة، كان فيس بوك عنصرا رئيسا في ثورة 2011: كما لو أن ملايين المصريين قد تآمروا على الديكتاتورية الكريهة عبر فيس بوك، وخرجوا آنذاك للشوارع وأسقطوا النظام.

 

الواقع أقل رومانسية: أغلق فيس بوك مرة تلو الأخرى صفحات الثوريين، لأنهم ولخشيتهم من الشرطة السرية، رفضوا الظهور بأسمائهم الحقيقية.

 

ما أسقط مبارك لم يكن الفيس بوك، بل كان تلاقي وحشية الشرطة الموثقة وإهانة النساء، وفي الأيام الأخيرة للنظام أيضا حقيقة حجب مصر عن الإنترنت. حاول عشرات الملايين من المصريين الذين لم يشاركوا في الاضطرابات استيضاح لماذا لا يستطيعون بحق الجحيم مشاهدة اليوتيوب، اكتشفوا أن هناك أعمال شغب واسعة، اكتشفوا أن النظام هو من حرمهم من مقاطع القطط، وانضموا لأعمال الشغب.

 

قضى السيسي البالغ من العمر 62 عاما كل أيامه في الجيش، وعلى ما يبدو فإنه مثل سياسي إسرائيلي معين يعتقد أن محرك البحث بينج تابع لجوجل. لا يفهم (السيسي) وأجهزته الرقابية في تلك الأمور، وعندما بدا أن الفيس بوك على وشك غرس نفسه كبوابة رئيسية للمصريين نحو الشبكة العنكبوتية، فإن شخصا ما في النظام- من المؤمنين بالأساطير التي تقول إن الفيس بوك هو ما أسقط مبارك- انتابه الذعر.

 

الوكالات الحكومية التي تسوق الإنترنت في مصر عملت في البداية مع فيس بوك، لكنها قللت للغاية من شأن الخدمة ولم تنشرها بالمرة. بعد ذلك، غيرت رأيها، والآن تزعم أن الحديث يدور عن محاولة عفا عليها الزمن، الإعلان عن ذلك، صدم فيس بوك.

 

في Freedom House الذي يراقب المساس بحرية التعبير في أنحاء العالم، يرون في إغلاق خدمة فيس بوك جزءا من القمع الحكومي في مصر- الذي استوحش بالمناسبة منذ تنفيذ النظام الانقلاب على الإخوان المسلمين. قال نشطاء لموقع بازفيد إن النظام لن يتردد في حجب أي موقع من الشبكة إذا ما شك أنه يتم التخطيط لثورة ضده. ولديهم في ذلك ما يستندون إليه: هذا في النهاية، ما قام به مبارك في أيامه الأخيرة.