الأحد  12 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قد قال لي/ الشاعرة: عبلة جابرة

2016-01-13 09:12:02 AM
قد قال لي/ الشاعرة: عبلة جابرة
عبلة جابر

قد قال لي والريحُ تعصفُ ناري

والحزنُ بعض عتابي:

"الليلُ فكرةُ هاربٍ

عرف الخطيئةَ فاستجار ببابي

أنّى فتحتُ له السماءَ معابراً؛

ضلّ الطريقةَ والطريقَ وغاري"

وهناكَ قرب الشمسِ خلْوة عاشقٍ

تركَ الخليقةَ والهوى ...
 وأتاني

سفحَ الدموعَ قوافلا

 ثمّ ارتقى

 أيراني!؟


*

إنّي أراهُ كمثلِ حلمٍ عابرٍ

بين الظلالِ وتربتي وفضائي

عافَ الفناءَ بسجدةٍ أو نظرةٍ لجناني

عاف الخلودَ كأي شيءٍ مارقٍ، اكسير صبرٍ كي يقيم ندائي

وأراهُ..
       يُمْسك في الصباح نشيدهُ..

حزنُ الغريبِ سلالمٌ لسمائي
دمعاته الآهات تسبقُ بوحه ُ
  سكراتهُ..
 جمراً تشبّ بذاتي ..
وأراهُ...
 يَسكبُ جرحه قربان طهرٍ للعبورِ الآتي
وصفاتهُ الأمواجُ تشبه قلبهُ
 محكومةٌ بأصابعي ورهاني 
يغفو على شيءٍ، يصيرُ لضدهِ
وبه اختصام الحبّ والنسيانِ
 وتكاملت أضدادهُ

 فكأنّما فيه اقتران الروح بالشيطانِ
أرضيّةٌ، نزعاتهُ،
   أهوائهُ..
      شهواتهُ..
فتنزّلت في وصفهِ..
              كلماتي..
 وأراهُ ..
يَحرسُ ظلّهُ
        ويعيدُ تهيئة المدى لدعائي ..
*

ربّاهُ إنّي والذنوب تشدّني
آوي لركنكَ
فاستجبْ صلواتي
"جسدي الضعيف رهين موتٍ قادمٍ
نهشَ الغراب الآن بعض حياتي"
إنّي هززت جذوع بوحٍ حارقٍ
ناديت ربّي:...
         أُجْهِضتْ عبراتي
لا نهرَ تحتي أو غلامَ يردُّني
 ويقول أمّي: أبشري بكلامي
"ها قد أتيتكِ والنجومَ سواطعاً
حرس القلوبِ تخاصموا بغرامي
والله أكبرُ من قِتالٍ غرّهمْ
والله ألطفُ أن يبيحَ دمائي
الله حبٌّ والمحبةُ دينهُ
ما ضرّهُ ...
  جهلي ولا أخطائي"


*
 صمتي شموعٌ راح يذوي بعضها
والصبرُ فيّ معتّق الأحزانِ
بردٌ يسافرُ في الضلوعِ كأنّما قدر المحبةِ دمعةٌ ورجائي:
يا ليتها... روحي تغادرُ طيفها
يا ليتها.. لو لم تكن أحلامي
يا ربّ إنّي والرحيل يؤزّني
آوي لدفئكَ
فاحتملْ أهوائي..
عمري نشيدٌ للغياب كما الردى
 لي قِبلتين توحّدي وفنائي

*
أمّاهُ..
 عودي للديارِ وحدّثي:
"لا خوفَ إنّي قد شهدتُ بلادي ..."
قولي لهم :
"لي جرح هذي الأرض أحفظ وشمه
مذ غيّبتني في المدى أشلائي
لي خمرةُ التطوافِ حين رأيتهُ
حلمٌ يطلّ بأعينِ الشهداء"
جرحان من شقّ العيون
تسلّقا
دمع البيوتِ وتينة الغرباءِ

وجهان للمدّ الذي في خاطري

طوفان عشقٍ مثقلٌ برمادي
"يا قوم إنّي قد شهدت ضياعنا
ومتاهةً مفتوحة الأنحاء"

ربّاااه ُ

أرضي عاقرٌ

وطني عجوزٌ

والمدى أعياني

ربّااااااهُ هذا ظلّ طيف وجودنا  ...
 صورٌ  تكرر نفسها..

 أتراني ؟!!


*

 فيقول لي:

إنّي اصطفيتكِ للقصيدةِ والندى
واخترتُ روحكِ كي تكون ملاذي
وصنعْتُ قلبك خالصا  
طهرا على طهرٍ بدى
كم غار منكِ ...
                ألفُ ألف ملاكِ! 
ونفختُ فيكِ سرّ كلّ حقيقةٍ
ألِفُ الوجودِ وآيةُ الإسراءِ
لو قلتِ: "ربّي"؛ جئتُ فيكِ مهرْوِلا
إنّي هنا متفرّدٌ ببقائي ...