الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من المسؤول عن أخبار المنخفض؟ - رولا سرحان

2016-01-26 12:28:25 PM
من المسؤول عن أخبار المنخفض؟
- رولا سرحان
رولا سرحان

 

الله، هكذا سيجيب المتكلون.

 

الأرصاد الجوية، هكذا سيجيب المواطنون.

 

الحكومة، هكذا سيجيب الموظفون.

 

التقديرات البيانية الزمانية والمكانية، هكذا سيجيب الاقتصاديون.

 

الكل سيكون جاهزا ومستعداً، للإجابة على هذا السؤال الذي بات وجودياً منذ نحو الأسبوع تقريباً، وخابت الآمال في أن منخفضاً عميقاً سيضرب الأرض الفلسطينية، فبتنا على جاهزية تامة لتحميل الملامة بافتراض قدرتنا على الإجابة عن هذا السؤال.

 

والواضح من ذلك، أننا ننتمي إلى "ثقافة الجواب"، أي أننا كأفراد لدينا إجابة على كل سؤال قد يطرح علينا، ما يعني ان الفرد الفلسطيني هو فرد خارق للعادة، فهو قادر على أن يكون "راصداً جويا"، و"محللا سياسيا" و"ناقدا فنياً"، و"طبيبا" و"صيدلانياً" أو "صاحب فتوى تحليل وتحريم دينية". وإن كان هذا هو واقع حال المواطن، فإن حال السياسي مشابهة تماماً لكن بمستويات متضخمة تكون فيها "الأنا" تراكمية ومتعددة المواهب.

 

ولعل السبب في ذلك ذو صلة بحاجة الفلسطيني بأن يشعر أنه انسان "ذو قيمة"، وهي حاجة إنسانية عامة، وليست حاجة استثنائية او حكراً علينا كشعب، وهي حاجة منبعها "الذات" وتوقها إلى الاحترام. وهو ما فقده المواطن العربي عموماً، نتيجة "تجريم السؤال" في البيت والمدرسة، ومن ثم صادرت السلطات هذا الحق عندما خرج إلى الحيز العام، أما الفلسطيني  فأضيف إلى تلك القيود سنوات طويلة من الاحتلال، إلى أن جاءت السلطة الفلسطينية وأجهزت بممارساتها على ما تبقى من هذا الحق؛ فصار غائباً في اللاوعي، لكنه موجود بطريقة أو بأخرى، ويتكشف من حين إلى حين.

 

لذلك، نجد الفلسطيني يجري ويجري حتى يلحق بمن يعتقد أنهم أفضل منه، وهم في هذه الحالة، من يمتلكون المعلومة، المعلومة الطبية، المعلومة السياسية، المعلومة الدينية، لأنهم أصحاب النفوذ، فمن يمتلك المعلومة يمتلك نفوذها ونفاذها على وإلى القلوب والعقول.

 

 و"ثقافة الجواب" هي عكس "ثقافة السؤال" تماماً، فهي متصلة بالتفكير والتحليل وإعمال العقل في مجموعة من الأسئلة ذات الصلة بالواقع، وليس بالضرورة أن يكون لها إجابات بديهية واضحة ومحددة، لأنها تنطلق أساساً من أن تكون قادراً على ممارسة "حق السؤال" الذي يتطور تدريجيا إلى استخدام "عقلية التساؤل" ثم ممارسة "حق المساءلة".

 

ونحن إذ فقدنا "حق السؤال" سنظل في مدار "ثقافة الجواب" متمسكين بما يلوح من أمل ولو كان على شكل نصف فرصة في الاحترام.