الإثنين  14 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": إسعاف جندي "إسرائيلي" يثير جدل الفلسطينيين

نجمة داوود تتعمّد عدم تقديم المساعدات الطبية لمنفذي العمليات

2016-01-26 08:05:38 PM
متابعة
حادث السير

 

خاص الحدث

 

أظهر تسجيل مصور نشر حصرياً عبر موقع "الحدث" الإلكتروني، ومن ثم تداولته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قيام مسعفين فلسطينيين بتقديم العلاج ومحاولة إنقاذ حياة جندي احتلال إسرائيلي، وذلك قبل أن يلقى مصرعه في حادث سير وقع قبل أيام، في منطقة عيون الحرامية شمال رام الله.

 

هذا التسجيل المصور أثار جدلاً واسعاً، بين من رحب بقيام المسعفين الفلسطينيين بتقديم المساعدة من وازع إنساني بحت، دون الإلتفات إلى أي قضية أخرى، وبين من استنكر هذا الأمر معللاً رأيه، بترك جنود الاحتلال عدد كبير من الشبان الفلسطينيين ينزفون حتى الشهادة، وبتواطؤ من مسعفي نجمة داوود الحمراء.

 

الهدف إنساني ديني

 

وفي متابعة لهذا الأمر، قال المواطن عبد الله غفري (29 عاما)، إنه كان يقود سيارته وراء سيارة الجندي مباشرة، وبعد انزلاق سيارة الجندي واصطدامها بسيارة مواطن فلسطيني، نجى هو من الحادث واصطدمت سيارته بالحديد على طرف الطريق.

 

وأضاف غفري لـ"الحدث"، أنه نزل من سيارته مباشرة، وذهب لكي يقدم المساعدة للمتضررين دون الإلتفات إلى أي اعتبارات أخرى، مؤكداً أن لديه خبرات في الاسعاف الأولي وسبق وتلقى عددا من الدوارت في التعامل مع الحوادث.

 

وأوضح، أن سيارة اسعاف فلسطينية كانت في المنطقة بالصدفة، وتولت أمر المصاب الفلسطيني، وذهب بدوره إلى جانب مسعف فلسطيني أخر، كي يحاول إنعاش الجندي الإسرائيلي بعد إخراجه من سيارته.

 

وأفاد غفري، أن الأسباب التي دفعت لذلك، هو تعاليم الدين الإسلامي وضميره الإنساني، وكي يظهر للعالم أن الفلسطيني يرفض القتل دون مبرر ويعشق الحياة، على عكس ما يفعله جنود الاحتلال مع الفلسطينيين الذين يتم تركهم ينزفون حتى الموت.

 

الشيخ معطان: الدين الإسلامي دين إنساني

 

وعلق الشيخ صالح معطان، على هذا الأمر أن الدين الإسلامي هو دين إنساني، وتعاليمه كانت الأرضية التي وضعت منها كافة التشريعات والقوانين الجديدة، ومن واجب المسلم أن يقدم المساعدة في مثل هذه الحالات.

 

واستشهد الشيخ معطان في حواره مع "الحدث"، بعدد من الأدلة الشرعية، التي توجب على المسلم أن يقدم المساعدة في مثل هذه الحوادث، وكانت على النحو التالي:

 

1. قوله تعالى في سورة الأنبياء (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

 

2. قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجاره اليهودي الذي كان يلقي القاذورات على باب منزله يومياً، وعندما توقف عن ذلك علم الرسول أنه مريض، فذهب إلى زيارته.

 

3. ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: (أليست نفسا).

 

4. عندما أرسل صلاح الدين الأيوبي طبيبه الخاص، إلى ريتشارد قلب الأسد عندما علم بمرضه.

 

الأورومتوسطي: نجمة داود تتعمّد عدم تقديم المساعدات الطبية للجرحى الفلسطينيين وتتركهم يموتون

 

وفي وقت سابق، قال المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، إنه اطّلع مؤخراً على تسجيلات وتلقّى إفادات بتعمد “نجمة داود الحمراء” وطواقم الإسعاف الإسرائيلية عدم تقديم المساعدة الطبية اللازمة لجرحى فلسطينيين، على الرغم من قدرتها على تقديم المساعدة الطبية العاجلة لهم، وتركهم ينزفون لساعات طويلة، امتدت في بعض الحالات لما يقارب الساعتين، وأفضت أحياناً لموت الجريح، والذي كان يمكن إسعافه وإنقاذ حياته.

 

ورصد الأورومتوسطي في بيان له، وصل لـ"الحدث" نسخة منه، العديد من الأدلة التي تظهر تعمّد نجمة داود عدم تقديم المساعدات الطبية للجرحى الفلسطينيين رغم تواجدها في مكان الحادث وتركهم يموتون.

 

وذكر البيان العديد من الأدلة بشكل مفصل، منها ما حصل مع الشهيد أحمد الشوبكي، والشهيد محمود نزال، والشهيدة دانيا أرشيد، والشهيدة هديل الهشلمون، والطفل الأسير أحمد مناصرة.

 

وقال إحسان عادل، المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي: "إن هذه الأفعال تمثل تمييزاً فاضحاً وهي فعل مجرَّم بموجب “الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري” والتي نصت في مادتها الخامسة على حظر التمييز بكافة أشكاله وضمان حق كل إنسان في التمتع بخدمات الصحة العامة والرعاية الطبية".

 

ولفت المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي إلى أن المهمة الأساسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية تتمثل في تقديم الرعاية الضرورية والإسعافات الأولية لكل إنسان وإيلاء الاحترام الواجب لكرامة الأشخاص الجرحى وعدم ممارسة أي شكل من أشكال التمييز، مشيراً إلى المــادة (70) من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف، والتي نصت على أن أعمال الغوث يجب أن تجري بدون تمييز.

 

وأكد عادل، أن هذه الحوادث التي تظهر تمييزاً قبيحاً واستهتاراً بيّناً بأرواح الجرحى الفلسطينيين، تحتاج إلى تحقيق فوري من قبل “نجمة داود الحمراء”، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى امتناع طواقمها عن تقديم الإسعافات الأولية للجرحى، وتحديد ما إذا كانت المسؤولية تقع على أفرادها أم أن عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي كانوا يتعمدون منعهم من تقديم العلاج للجرحى الفلسطينيين، وتقديم المسؤولين عن ذلك، أياً كانوا، للمحاكمة.