الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محلل إسرائيلي: أردوغان انتهازي والسيسي حليف مخلص

2016-02-13 07:24:30 PM
محلل إسرائيلي: أردوغان انتهازي والسيسي حليف مخلص
الرئيس السيسي و نظيره أردوغان

الحدث - مصدر الخبر

"بعكس الرئيس أردوغان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليف مخلص لإسرائيل في كل ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وقد أثبت إخلاصه فيما يتصل باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل"

 

"الرئيس أردوغان انتهازي وغير مخلص، لا يمكن الاعتماد عليه، وهو لن يتردد في إعطاء ظهره لإسرائيل وتشويه سمعتها في اللحظة التي تخدم مصالحه".

 

جاء ذلك في سياق مقال لـ"يوني بن- مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية، نشره موقع "نيوز1"، حذر فيه القيادة السياسية في تل أبيب من التوصل لاتفاق مصالحة مع تركيا على حساب العلاقات مع مصر.

 

إلى نص المقال..

عاد الطاقم الإسرائيلي للمحادثات مع ممثلي تركيا إلى الوطن بعد عدة أيام من المباحثات في جنيف دون البت بشكل نهائي في اتفاق المصالحة مع تركيا.
 

الوفد الذي ضم مبعوث رئيس الحكومة المحامي يوسف تسحنوفر ونائب رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب نجال، أفاد بإحراز تقدم في المباحثات، لكن تبقى عدد من نقاط الخلاف المهمة بالنسبة لإسرائيل ما يُلزم باستمرار المباحثات.

 

قال وزير الدفاع موشيه يعالون خلال زيارة عمل في سويسرا أنه ليس متاكدا البته أن إسرائيل وتركيا ستتوصلان لاتفاق وأن تركيا تستضيف في أسطنبول قيادة حماس الإرهابية، وبشكل عام تدعم حماس و"الإخوان المسلمين".

 

ألمح يعالون إلى أن تركيا معنية الآن بتحسين العلاقات مع إسرائيل بسبب أزمتها مع روسيا ورغبتها في الغاز الطبيعي الإسرائيلي.

 

أردوغان في أزمة صعبة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو سياسي مخضرم ومحنك، على إسرائيل التعامل معه بحذر وعدم التسرع في التوصل لاتفاق.

 

لدى أردوغان تطلعات كبيرة فهو يسعى ليكون الزعيم الكبير لجماعة "الإخوان المسلمين" الدولية وزعيم إقليمي مهم وحزبه "العدالة والتنمية" هو ذراع جماعة "الإخوان" تماما كما هو الحال بالنسبة لحركة حماس.

 

يواجه أردوغان أزمة كبيرة، فقد نجح في توريط بلاده في أزمة عميقة في العلاقات مع روسيا بعد أن أمر طياريه بإسقاط طائرة السوخوي الروسية قبل شهرين، والآن هو على حافة أزمة في علاقاته بالولايات المتحدة على خلفية رفض واشنطن التعامل مع الأكراد في سوريا كممثلين لتنظيمات إرهابية.

 

هدد أردوغان الأسبوع الما ضي علانية الولايات المتحدة التي لا تبدي تعاطفا خاصا مع كلامه قائلا "على واشنطن الاختيار بين تركيا وبين الأكراد".

 

يرنو أردوغان للحصول على إجماع دولي لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية تحول دون إنشاء دولة أو منطقة حكم ذاتي كردي على حدود تركيا، الأمر الذي من شأنه بالنسبة له، تشجيع مطلب مماثل من قبل الأكراد داخل تركيا نفسها.

 

فرصة تحقيق هذا الهدف ضعيفة جدا، ينظر الرئيس التركي هذه الأيام بنفاذ صبر لإنجازات عدوه القديم بشار الأسد الذي تمكن من استعادة السيطرة الميدانية على مناطق واسعة بفضل المساعدات العسكرية التي تقدمها روسيا وإيران وحزب الله.

 

تركيا بقيادة أردوغان هي جزء من المحور المؤيد لحركة حماس الذي تشارك فيه السعودية وقطر.

 

حركة حماس يقظة وتترقب معرفة كيف ستنتهي المفاوضات بين إسرائيل وتركيا، ولذلك انعكاسا مهما على القرار الاستراتيجي الذي يتوقع أن تتخذه الحركة حيال جولة قتال جديدة أمام إسرائيل.

 

تعهد أردوغان لقيادة حماس أن يكون أحد الشروط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل رفع كامل للحصار على قطاع غزة، إذا نجح في انتزاع هذا التنازل من إسرائيل فسوف يفتح أمام حماس الطريق لترسيخ حكمها في القطاع، وإعادة إعماره بعد الأضرار التي لحقت به نتيجة لعملية "الجرف الصامد" وإقامة ميناء بحري، بهذا الثمن من الأفضل لها تأجيل المواجهة مع إسرائيل.

 

حال استمر الحصار وجرى تخفيفه فقط، من المرجح أن تسارع حماس في استعداداتها العسكرية للحرب مع إسرائيل.

 

 

موقف قوي لوزير الدفاع

بفضل عناد وزير الدفاع موشيه "بوجي" يعالون نجحت إسرائيل في التسبب مؤخرا في طرد تركيا القيادي في حماس صالح العاروري الذي فتح مكتب لحركته في تركيا ويقود من هناك بدءا من العامين الماضيين نشاطات تخريبية في أراضي الضفة ضد إسرائيل وحكم السلطة الفلسطينية.

 

طُرد العاروري كما ذكرنا لكن السلطات التركية لم تعمل حتى الآن على إغلاق المكتب.

 

تطالب إسرائيل تركيا أن تمنع تماما أي نشاطات تخريبية تقودها حماس من داخل أراضيها، ووفقا لعدة تقارير مؤخرا، طرح وزير الدفاع موشيه يعالون طلبا جديدا أمام تركيا يتمثل في أن تنهي المباحثات مسالة إعادة جثامين جنود الجيش الإسرائيلي هيدر جولدين وأورون ساؤول، رحمهما الله، التي تحتفظ حماس بها.

 

بالنسبة لحركة حماس يدور الحديث عن ورقة مساومة مهمة، تحاول فعلا من خلال الإبقاء على الجثامين، والإبقاء في الأسر على مواطنَين إسرائيليَين آخَرين علىقيد الحياة، الاتفاق مع إسرائيل على صفقة تبادل أسرى جديدة وأكبر من "صفقة شاليط" التي حدثت في 2011.

 

يتحفظ وزير الدفاع حقيقة على المطلب التركي بالحصول على وصول يومي حر لقطاع غزة، ويأخذ في الحسبان الخطر الأمني الكامن في ذلك، والمعارضة الحادة من قبل مصر على تدخل تركي مباشر في شئون قطاع غزة.

 

تستضيف تركيا داخل أراضيها زعماء جماعة "الإخوان المسلمين" الذين فروا من نظام السيسي في مصر وتدعم هذه الجماعة المصنفة في مصر كجماعة إ`رهابية.

 

الموقف المتصلب لوزير الدفاع يعالون، على النقيض من موقف باقي وزراء الكابينيت هو موقف هام ومبرر، يجب أن نأمل ألا يطويه رئيس الحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق مع تركيا بأي ثمن أو للحصول على الرصيد كمن أدى لإغلاق المصالحة أمام تركيا، هو وليس يعالون.

 

قبل أسبوعين فقط، وخلال زيارته لليونان قال وزير الدفاع يعالون أن "تركيا تدعم الإرهاب وتشتري البترول من تنظيم داعش".

 

كما أسلفنا، يواجه الرئيس التركي أردوغان أزمة كبيرة، اتفاق المصالحة مع إسرائيل يمكن أن يمنحه متنفسا سياسيا واقتصاديا في كل ما يتعلق بالغاز الطبيعي في ضوء الأزمة الشديدة في العلاقات مع روسيا.

 

كذلك إسرائيل سوف تحقق مكاسب سياسية واقتصادية من تطبيع العلاقات مع تركيا لكن عليها استغلال أزمة أردوغان لاستنفاد طلباتها كاملة لاسيما في كل ما يتعلق بالتصدي لإهاب حماس.

 

هنا فرصة جيدة لإسرائيل لحل مسألة إعادة جثامين جنود الجيش الإسرائيلي في ظل غياب قناة مصرية للتفاوض مع حماس وبعد أن فشلت محاولات الوساطة عبر القنوات الأخرى.

 

أيضا تواجه حركة حماس أزمة، وهي غير معنية في هذه المرحلة بجولة قتال جديدة أمام إسرائيل، من ناحية أخرى تواجه ضغوطا من قبل الأسرى الأمنيين وأبناء عوائلهم لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل في أقرب وقت ممكن."بعكس الرئيس أردوغان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليف مخلص لإسرائيل في كل ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وقد أثبت إخلاصه فيما يتصل باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل"

 

مع ذلك لا يجب التوصل لتسوية مع تركيا على حساب علاقات إسرائيل بمصر، فبعد كل شئ أردوغان هو من تسبب في تدهور العلاقات مع إسرائيل.

 

بعكس الرئيس أردوغان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليف مخلص لإسرائيل في كل ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وقد أثبت إخلاصه في كل ما يتصل باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل.

 

الرئيس أردوغان انتهازي وغير مخلص، لا يمكن الاعتماد عليه، وهو لن يتردد في إعطاء ظهره لإسرائيل وتشويه سمعتها في اللحظة التي تخدم مصالحه.

 

علينا أن نجري معه بصبر شديد مفاوضات صارمة دون أن نتسرع، عملا بالمثل المعروف "العجلة من الشيطان".