الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السبب وراء عدم إستهداف "داعش" للأردن

2016-02-20 11:24:05 PM
السبب وراء عدم إستهداف
الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبه - أخبار الأردن

الحدث - رام الله

 

نشر موقع مجلة "فورين أفيرز" تقريرا للصحافي آرون ماغيد، يتحدث فيه عن السبب الذي منع تنظيم "داعش" من استهداف الأردن، مع أنه ضرب جيرانه وأماكن أبعد منه.

 

ويقول ماغيد: "في النظرة الأولية، يبدو الأردن الهدف الرئيسي للتنظيم، فقد ضرب جيران الأردن كلهم"، مشيرا إلى أنه في أيار 2015، نفذ التنظيم هجوما دمويا في مسجد في السعودية، وفي تشرين الثاني، ضرب طائرة روسية في مصر، وضرب في العراق مركز تسوق في كانون الثاني 2016، واستهدف قوات النظام لأكثر من عامين. ومنذ عام 2014 قتل التنظيم أكثر من 18 ألف عراقي، وفي عام 2015 قتل حوالي ألفي سوري".

 

ويشير التقرير إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية تواجه مشكلات اقتصادية حانقة، مبيناً أنها دفعت عددا من الأردنيين للانضمام لتنظيم "داعش"، ويقدر عددهم بحوالي ألفي مقاتل".

 

وتقول المجلة: "بعبارات أخرى، فإن الأردن في ظروفه الاقتصادية وموقعه، يبدو الهدف الرئيسي لتنظيم الدولة، لكن الأخير لم ينفذ فيه أي عملية، والسؤال: ماذا فعلت السلطات الأردنية كي تمنع وصول الجهاديين إلى أراضيها؟".

 

ويجيب الكاتب عن هذا السؤال بالقول إن "حرق الطيار معاذ الكساسبة عام 2015 في سوريا كان لحظة وحدت البلد، وقبل الحادث بأشهر كانت نسبة 72% من الأردنيين تعتقد أن التنظيم إرهابي. وارتفعت النسبة بعد مقتل الكساسبة إلى 95%، ووصفت جماعة الإخوان المسلمين المؤثرة القتل بـ(الجريمة الشنيعة)".

 

ويكشف التقرير عن أن الحقيقة الثانية التي حمت الأردن مرتبطة بقدرة المؤسسة الأمنية، وينقل عن المؤلف المشارك في كتاب "تنظيم الدولة الإسلامية" حسن أبو هنية، قوله: "لدى الأردن خدمات أمنية وعسكرية قوية، رغم ما يعانيه من مشكلات اقتصادية".

 

وتلفت المجلة إلى أن المخابرات الأردنية تعد السابعة في العالم، بحسب تصنيف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ولدى الأردن 100 ألف جندي في الخدمة الرسمية و 65 ألف جندي احتياط، مشيرة إلى أن المخابرات الأردنية لديها خبرة تعود إلى عقود في التعاون مع الأجهزة الأمنية الغربية في مجال مكافحة الإرهاب.

 

ويذكر ماغيد أن إحدى العمليات المهمة التي نفذتها المخابرات الأردنية، هي تزويد "سي آي إيه" بمعلومات قادت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي.

 

وينوه الكاتب إلى أن ملك الأردن رد على التظاهرات المناهضة للفساد بحل حكومة سمير الرفاعي، وعقد الانتخابات البرلمانية عام 2013، فيما تجنبت الأجهزة الأمنية سياسة اليد الحديدية.

 

وبحسب التقرير، فإن العاهل الأردني وجماعة الإخوان المسلمين أقاما علاقة متسامحة، وذلك على خلاف المعركة الدموية في مصر بين السلطة وجماعة الإخوان المسلمين. وترى المجلة أن غياب القمع ضد الإسلاميين في الأردن منح الأفراد محفزا للبقاء في البلاد ومواجهة الحكومة، بدلا من ترك البلاد والمشاركة في معركة خارجه.

 

ويعرض التقرير لوجهة نظر رئيس الديوان الملكي السابق وسفير الأردن السابق في الأمم المتحدة عدنان أبو عودة، الذي يرى أن عدم وجود طائفة شيعية في الأردن ربما كان سببا في ضعف وجود تنظيم "داعش" فقد استهدف الجهاديون الشيعة في لبنان واليمن، كما أنه يخوض معركة مع الرياض حول من يمثل الإسلام.

 

وتذهب المجلة إلى أنه رغم هذا كله، فإن المملكة لم تتجنب العنف بشكل كامل، فقتل شرطي خمسة مدربين متعاقدين مع الأمن العام في تشرين الثاني، وأثنى التنظيم في العدد (12) من مجلة "دابق" على الهجوم، إلا أن وزير الداخلية الأردني قال إنه عمل فردي نفذه ما يطلق عليه "الذئب المتوحد"، وأشار إلى مشكلات مالية ونفسية كان يعاني منها الشرطي. ولا تزال أهداف ودوافع الهجوم غير واضحة.

 

وتختم "فورين أفيرز" تقريرها بالإشارة إلى أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع منع حدوث العنف وللأبد، لكن الأردن استطاع، من خلال الحفاظ على مستوى عال من الحرفية بين مؤسساته الأمنية، وتعامله الهادئ مع التظاهرات المطالبة بالإصلاح، وإقامة علاقات بناءة مع الإسلاميين، أن يحد من تهديد تنظيم "داعش".