الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| معلم يبيع البقوليات بعد انتهاء المدرسة..قصة من قصص المعلمين

لأن الرابت لا يكفي

2016-02-22 07:56:24 AM
متابعة
إضراب المعلمين في فلسطين (أخبار فلسطين تتصدرها أخبار إضراب المعلمين)

 

الحدث – رائد ابو بكر

 

"راتبي الشهري الذي لم يصل أل 2500 شيكل لا يكفيني.. والالتزامات كثيرة.. ولي من الأبناء اثنان يدرسون في الجامعات، عدا عن ثلاثة منهم في المدارس، واقطن في بيت للإيجار، وإذا اعتمدت على هذا المعاش البسيط لن يكفيني، لذلك اعمل بعد الدوام في بيع الترمس والفول".

 

بهذه الكلمات وصف المعلم أبو حسن "اسم مستعار" وضعه المادي ومعاناته مع الراتب القليل الذي يتقاضاه من وزارة التربية والتعليم العالي.

 

ويضيف "بعد الدوام اجر عربتي التي تتزين بأنواع مختلفة من البقوليات الجاهزة للأكل، أسير في شوارع جنين وأزقتها وخاصة الأحياء السكنية، يصدح صوتي عارضا بضاعتي، لانتظر عددا من الأطفال يطلبون ما يريدونه ببضع شواكل، فحالي كما الكثير من المعلمين صعب، والرواتب لا تكفي، وما أبيعه على هذه العربة يسد قليلا من الالتزامات، وما يقهرني أكثر أن نسبة كبيرة ممن يشتري هم طلبتي، في الصباح أكون معلمهم وبعد الظهر أكون بائع الترمس والفول"... ويواسي نفسه بالقول "الشغل مش عيب المهم لا أمد يدي للآخرين".

 

أبو حسن في الفترة الأخيرة ترك عمله الثاني لانشغاله بالاعتصام مع زملائه المعلمين أمام مديرية التربية والتعليم في جنين، للتأكيد على ضرورة تحقيق مطلب كل المعلمين، مؤكدين على استمرار ثورتهم لإعادة اعتبارهم وكرامتهم، فأزمة المعلمين مازالت تراوح مكانها منذ أكثر من أسبوع تزامنا مع حالة الغضب تجاه الحكومة من جهة واتحاد المعلمين من جهة أخرى باعتبارهما المسؤولين عن تفاقم معاناة المعلمين.  

 

المعلمون اتهموا الحكومة واتحاد المعلمين الالتفاف على مطالبهم وتجاهلها والمماطلة بتنفيذ اتفاقيات سابقة، متسائلين عن سبب إبرام الاتفاقات مع نقابات واتحادات أخرى تضمنت زيادة كبيرة في الرواتب اذا ما قورنت بما تم الاتفاق عليه سابقا مع اتحاد المعلمين.

 

ما هي المطالب

 

ويرى الأستاذ هيثم حسن احد المعلمين المحتجين أن مماطلة الحكومة واستهتار اتحاد المعلمين هما السببان الأساسيان للإضرابات الحالية، فمطالبنا لا تذكر إذا ما قورنت بغيرها من الاتفاقيات مع نقابات واتحادات أخرى، علاوة على عدم التزامها بما تم التوافق عليه مسبقًا.



وقال "إنه في عام 2013 خاض المعلمون إضرابًا مطلبيا يتضمن زيادة على الراتب تزامنا مع غلاء المعيشة، بالإضافة إلى تحقيق بعض المطالب الأخرى المتعلقة بالدرجات، إلا أن أغلب بنود الاتفاق ظل حبرًا على ورق وما تم تطبيقه ما هو إلا القليل.

وحسب البيان الذي اتفق عليه المعلمون المحتجون خلال اجتماعاتهم المتكررة خلال الاعتصامات ، طالبوا بضرورة تشكيل لجنة انتخابات لاتحاد المعلمين عضويتها هيئات حقوقية ونقابات مهنية على أن تجرى الانتخابات وفق جدول زمني يتعدى أواخر شهر آذار القادم، بالاضافة الى تعديل النظام الأساسي والداخلي يتاح لكل معلم حق الترشح والانتخاب، عدا عن تقديم الأمانة العامة وأمناء سر الفروع الحاليين في الاتحاد تقديم استقالتهم مباشرة.

 

أما بالنسبة إلى المطالب الاخرى تضمنت صرف علاوة طبيعة عمل من الراتب الأساسي 50% للمعلمين حملة شهادة الدبلوم، و55% لحملة البكالوريوس، و60% لحملة الماجستير، و65% لحملة الدكتوراه، وجدولة الديون المتبقية بواقع كل 3 أشهر بشهر ابتداء من شهر آذار القادم ولغاية تشرين أول القادم من عام 2016، مطالبين الحكومة بمعاملة موظفي وزارة التربية بعلاوة طبيعة العمل سواسية ابتداء بالدبلوم وانتهاء بدرجة الدكتوراه ، مشيرين إلى ضرورة فتح باب التدرج للمعلمين كافة عبر سنوات الخدمة، ودفع علاوتي غلاء المعيشة والدورية من تاريخ توقفها واستحقاقها بأثر رجعي وفق جدول زمني واضح، ورفع علاوة الزوجة إلى 100 شيكل والطفل 60 شيكل أسوة بالموظفين العسكريين، وشددوا على ضرورة تطبيق إلغاء أدنى مربوط الدرجة على المعلمين من تاريخ التعيين وليس من تاريخ استحقاق الدرجة الحالية، مشيرين إلى ضرورة تعديل قانون التقاعد لكي يصبح قانونا عصريا يحافظ على كرامة المعلم، ومعاملة أبناء المعلمين في الجامعات كما يعامل أبناء العاملين في وزارة التربية.

 

استياء المعلمين من تجاهل الحكومة

 

وفي ذات السياق عبر معلمون عن استيائهم بتجاهل الحكومة لمطالبهم البسيطة وتخاذل اتحاد المعلمين، حيث أكد المعلم ياسين حرب من رام الله على مواصلة الإضراب حتى تحقيق كافة المطالب دون نقصان، فالمعلم الذي يطلق عليه اسم "الشحاذ المحترم" يتقاضى راتبا زهيدا ولا يغطي نفقاته، متطرقا إلى حسابات بسيطة بالمصروفات الضرورية والاحتياجات الأساسية مع التقشف حيث قال "200 شيكل ثمن الكهرباء، و300 شيكل مصروف 3 أطفال في المدرسة، و250 شيكل خبز، و100 شيكل فاتورة الهاتف اوالخلوي، و2000 شيكل مصروف مواد تموينية للمنزل، و600 شيكل ما بين مصروف شخصي ومناسبات، يكون المجموع هو   3950شيكل، فما بالك من لديه ابناء في الجامعات نضيف عما سلف 1500 شيكل وبالتالي يكون المجموع 5450 شيكل، كيف عندما يكون الراتب 2500 شيكل تكون المديونية منه 2950 شيكل".

 

المعلم سعد شرقاوي من جنين يقول "سعر المحروقات في دولة الاحتلال والخبز والدخان ذات السعر في دولتنا، بينما الخضروات والمواد الأساسية أغلى من دولة الاحتلال، والسيارات أغلى بضعفين أو ثلاثة، لكن المشكلة راتب المعلم فهو مربوط برواتب الصومال" دلالة على قلة ما يتقاضاه المعلم من راتب شهري.

 

علاء الحسين احد المعلمين في نابلس وجه رسالة بكلمات عفوية إلى الدكتور رامي الحمد الله رئيس الحكومة حيث قال "دولة رئيس الوزراء أنا معلم فلسطيني وقبل هيك فلاح أصيل، آكل من خشاش الأرض كالخبيزة والعكوب، أما زيت الزيتون من شجرة ورثتها عن والدي، وفي منزلي بضع دجاجات استفيد من لحمها وبيضها، ورغم ذلك معاشي لا يكفيني، فكيف بمعلمي  رام الله المعروفة عن هذه المدينه بغلاء الأسعار فيها والذي يشتري كل شيء من الأسواق؟".

 

احد المعلمين المعتصمين أمام إحدى مديريات التربية والتعليم قال غاضبا "المعلمون مظلومون، فالمعلم يتقاضى ثلث راتب المهندس، وربع راتب المحامي، وخمس راتب الطبيب، وسبع راتب عضو التشريعي، أما آن له أن يعيش بكرامه، ويسدد احتياجاته دون استخدام دفتر الديون ".

بينما المعلم فراس صبحي من إحدى قرى جنين عبر عن استيائه من طريقة تعاطي الحكومة والجهات الاخرى مع الإضراب الحالي ومحاولات إفشاله من خلال حجج واهية وإيهام الرأي العام وتسييس الإضراب، حيث قال "يحاول الكثير إجهاض ثورة المعلمين، ولجؤوا إلى استخدام مصطلح الإضراب السياسي، للحد من التعاطف الشعبي مع المعلمين الكادحين" وفق تعبيره.

 

 أما المعلمة أم جود ترى أن الإضراب هو الحل الوحيد لرفع صوت المعلمين المظلومين وتسليط الضوء على أوضاعهم، مشيرة إلى أنها تخدم في سلك التربية والتعليم منذ 17 عاما وراتبها لم يزد عن 3000 شيكل، متساءلة لماذا لا يتم التعامل مع المعلمين أسوة بغيرهم من الوظائف الأخرى التي حصلت على زيادة عالية، موضحة أن فرق موازنة الترقيات المدنية الأخيرة للموظفين وصل إلى 2 مليون شيكل، وموظفي وزارة المالية حصلوا على علاوة بنسبة 30% بينما المعلم الذي صنع الأجيال يحصل على الفتات من الراتب.