الحدث- رام الله
يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملات الخداع والتضليل والتحريض ضد الشعب الفلسطيني، باحثاً عن أبواب هروب من دفع استحقاقات السلام وإنهاء الإحتلال لأرض دولة فلسطين، كان آخرها التصريحات التي أطلقها بالأمس في ذكرى وفاة شارون، والتي أكد فيها: ( رفض نقل أي سيطرة وصلاحيات للفلسطينيين في المستقبل )، وفي سياق مواقفه الرافضة لحل الصراع أعرب عن قناعته بـ (عدم جدوى التوصل إلى أي اتفاقيات في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة)، مؤكداً إنحيازه لخيار القوة والحلول العسكرية والأمنية. هذا التصريح سبقه (نبوءات خراب ودمار) أطلقها وزير ما يسمى بشؤون القدس والإستيعاب زئيف إلكين (الليكود)، قال فيها: (إن إنهيار السلطة الفلسطينية مسألة وقت)، مضيفاً (أن هذا الإنهيار سيكون نهاية عملية أوسلو)، كما تتزامن نبوءات الخراب تلك مع مساعي ومواقف إسرائيلية تدعو إلى عدم جدوى حل الدولتين، وتترافق في ذات الوقت مع سياسة إسرائيلية وإجراءات ميدانية ممنهجة، في مقدمتها التوسع الإستيطاني، ومزيد من السيطرة على المناطق "المسماة ج"، وإستباحة مناطق السلطة الفلسطينية، ومواصلة عمليات الإعدام الميدانية، والاعتقالات التعسفية وهدم المنازل، والعقوبات الجماعية، بالإضافة إلى تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية، بهدف ضرب مقومات قيام دولة فلسطينية حقيقية، وإضعاف السلطة ومؤسساتها المختلفة.
إن غياب التحرك الدولي الحازم لإنهاء الإحتلال والإستيطان، وغياب ردود الفعل الدولية الرادعة للمواقف والسياسات والإجراءات الإسرائيلية، يتيح لحكومة نتنياهو إستكمال مخططاتها وإجراءاتها في تهويد القدس والمناطق (المسماه ج) وإفشال أية جهود دولية لإنقاذ عملية السلام وفقاً لحل الدولتين.
إن الوزارة إذ تدين بأشد العبارات تصريحات نتنياهو وأصحاب (نبوءات الخراب)، فإنها تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في عقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الإحتلال الإسرائيلي، ويرفع الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني.