الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إعلام اللون الواحد في اضراب المعلمين الحكوميين

2016-03-05 08:54:07 AM
إعلام اللون الواحد في اضراب المعلمين الحكوميين
إضراب المعلمين

                                                                              

بقلم: تيسير الزّبري

 

ظهرت مساوئ الاعلام الشمولي؛ إعلام اللون الواحد في اثناء ازمة اضراب المعلمين الحكوميين الاخيرة باجلى صورها، وقد تم ذلك في اعقاب الاتفاق ما بين حكومة الحمد الله ورئيس الامانة العامة لاتحاد المعلمين وتم التوصل بنتيجتها الى (اتفاق) لم يرض الغالبية العظمى من المعلمين واعتبروه مجحفا بحقوقهم ولا يلبي مطالبهم ولا بالاتفاقيات التي كانت قد تمت بين المعلمين والحكومة منذ سنوات.

 

المشكلة الاولى ظهرت بين المضربين وقيادتهم بسبب ما اعتقده المعلمين مهينا لحقوقهم...ومما زاد الامور تعقيدا ان امين الاتحاد قدم استقالته الى العنوان الخطأ بدلا من تقديم استقالته ومعه امانة الاتحاد الى قيادة الاتحاد (المجلس المركزي ). لقد تواصلت تداعيات هذا الخطأ من رئاسة الاتحاد بالرغم من قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدعوة قيادة الاتحاد لاتحاذ الموقف المناسب بما فيه انتحاب قيادة جديدة ؛ فما زال رئيس الاتحاد يرفض ذلك القرار ؟!

 

اما المشكلة الابرز والتي ما تزال تداعياتها قائمة – حتى كتابة المقال – فهي الانحياز الرسمي   لجهة ما اعلن من اتفاق مع قيادة الاتحاد المستقيلة والمطعون بشرعيتها من قبل لجان التنسيق في المحافظات . لم يتوقف الحال عند هذا الحد ؛ بل جرى اشراك قطاعات رسمية اخرى في التصدي ومحاربة اضراب المعلمين مثل الاجهزة الامنية والمحافظين وبعض رؤساء البلديات والمساجد من اجل كسر اضراب المعلمين وقد وصل الامر بنزول مجموعات مسلحة تهدد المضربين في حال مواصلة اضرابهم  ؛الامر الذي ترك آثارا سلبية وفتح الباب امام اعتداءات على بعض المضربين . حصل كل هذا والحكومة متمسكة باتفاقها مع رئيس الاتحاد في مواجهة المعلمين وبعض القوى السياسية والمجتمع المدني واعضاء المجلس التشريعي والنقابات العمالية ، ولم تلتفت الى مبادرات نزيهة لانهاء الاضراب بحلول اقرب الى الحلول الوسط والتي وافقت عليها لجان المعلمين المضربين .لقد قدم المعلمون المضربون مبادرات تدلل على عمق التزام وطني واجتماعي  بحقوقهم ،وبحقوق الطلبة بما فيها الالتزام بالدوام الاضافي ولم يستمع الموقع الرسمي لكل هذه المبادرات!

 

المشكلة الاكبر تتمثل بالانحياز الاعلامي الرسمي لجهة الاتفاق الحكومي مع رئاسة الاتحاد المستقيلة ، وكذلك المشاركة في الفبركات الاعلامية حول (انهاء الاضراب وانتظام الدراسة المزعوم ) ، ولم تحاول ان تنقل ولو رأي آخر من طرف المعلمين المضربين ، ولا من اصحاب المبادرات الوسط ، والموقف الفعلى للاعلام الرسمي ان لا صوت سوى صوت الحكومة ومن مع موقف الحكومة والاجهزة الامنية مما اوصل الامور الى  الطريق المسدود !!

 

هل قام الاعلام الرسمي الممول من جيوب المواطنين – بمن فيهم المعلمون – بنقل واقعي ونزيه وموضوعي لحراك المعلمين بمن فيهم من وقعوا اتفاقا مع حكومة الحمدالله ، ولنفترض ان موقف الحكومة سليما فلماذا لم يجر نقل موقف حراك المعلمين حتى يكون الرأي العام بحقيقة ما يجري . لو كان اعلامنا موضوعياً وغير منحاز لنقل رأي كل الاطراف بمن فيهم الوسطاء من خارج قطاع المعلمين.

 

ما جرى بخصوص المعلمين ربما يعتبر "بروفه "على ما يمكن لقطاعات اخرى نقابية او اجتماعية او حتى قوى سياسية لا ترضيها السياسة الرسمية ، والنتائج لمثل هذه السياسات الشمولية ستكون وبالا على الشعب الفلسطيني ومانعا لقدرته على مواجهة العدو الرئيسي : الاحتلال ومخططاته ، وعلى اى حال فان تجارب الانظمة الشمولية ، نظام القائد الاوحد والحزب الاوحد والرأي الاوحد بجانبنا ؛ يعرفها القاصي والداني " فليس من الضروري ان نموت لنعرف طعم الموت ".!

 

 

.