الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحالة الترامبية وإشكالياتها

2016-03-15 09:59:45 AM
الحالة الترامبية وإشكالياتها
دونالد ترامب

بقلم : نادر الغول – واشطن

 

لا يمكن إنكار دور رجل الأعمال والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في كثافة التغطية الانتخابية للانتخابات التمهيدية الأمريكية. فالرجل لا يفوت فرصة للهجوم على خصومه في الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.

 

حالة دونالد ترامب يمكن وصفها بالخطيرة على النسيج الاجتماعي الأميركي، فمرشح الحزب الجمهوري يعزز لدى مناصريه من العرق الأبيض الشعور بسادية عرقهم، وذهب بعض المفكرين السياسيين أمثال نعوم تشومسكي بوصف ترامب بأنه أودلف هتلر القرن الحادي والعشرين.

 

الأسبوع الماضي كان من المخطط إقامة تجمع انتخابي ضخم لترامب في جامعة ولاية الينيوي- شيكاغو، ولكن بسبب كثافة المتظاهرين المعادين لسياسية ترامب "العنصرية" تم إلغاء الفعالية. وأصدر الرجل بياناً مقتضباً يفيد بأنه ألغى الاحتفالية بسبب "مخاوف أمنية ومن أجل سلامة الحضور".

 

المتابع للرجل يعلم جيداً أن ترامب ليس بغبي، بل على العكس ترامب رجل ذكي ويعلم جيداً كيف يتعامل مع الإعلام، فهو صاحب برنامج حياة الواقع "المبتدأ" وهو صاحب حقوق الامتياز لملكة جمال أميركا وملكة جمال الكون.

وبالتالي فإن الرجل يعلم جيداً أن أي فعالية في داخل حدود مدينة شيكاغو ستقابل التظاهر وسيحاول نشطاء المجتمع المدني الناشطين في المدينة تعطيل أي نشاط له.

 

وهو ما حصل بالفعل حيث تواجد أكثر من ألف متظاهر داخل قاعة البيفليون في جامعة إلينيوي، يمكن القول إن ثلثهم من العرب والفلسطينيين بالذات، وكانت خارج القاعة مظاهرة تجوب الشوارع المحيطة بالملعب حيث عقدت الفعالية.

 

نجح المتظاهرون في إفشال الفعالية ولكنهم لم ينجحوا في إيقاف المد الإعلامي الذي توالى على مدى اليومين الماضيين للمرشح ترامب سواء دفاعاً عن حرية التظاهر حسب التعديل الأول في الدستور الأميركي، الذي يتيح حرية التعبير حتى لأكثر الأفراد عنصرية، أو لأي فرد يرغب بالتظاهر.

 

بالعودة إلى الحالة الترامبية، إن جاز الوصف، جمهور الحزب الجمهوري بانتظار انتهاء الانتخابات التمهيدية لمعرفة من سيمثل الحزب في الانتخابات العامة في نوفمبر القادم. في حال حصل ترامب على تصويت الحزب الجمهوري أو لم يحصل عليه، فإن ترامب على الأرجح سوف يقسم الحزب الجمهوري لسببين رئيسين هما:

 

أولاً، في حال عدم حصوله على أحقية تمثيل الحزب الجمهوري وهو المتصدر من حيث عدد ممثلي الحزب عن كل ولاية، وفاز في أغلب الانتخابات التمهيدية في منافسة مباشرة مع السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، وكما أسلفنا فإن ترامب جلب المزيد من الأعضاء الجدد إلى الحزب وكان هناك زيادة غير مسبوقة في إعداد المصوتين حيث وصلت نسبة الزيادة في إحدى الولايات إلى ٢٥٠٪.

 

ثانياً، في حال عدم حصول السيد ترامب على تمثيل الحزب في الانتخابات القادمة، فإنه من الممكن أن يخوض الانتخابات مستقلاً على الرغم من تعهده بعدم خوض النتخابات كمستقل في حال عدم حصوله على التمثيل. إلى جانب أن مناصري ترامب وجمهوره مقتنعون بما يقوله الرجل، ولديهم حقد على الطبقة السياسية التقليدية للحزب، وبالتالي فإنهم لن يشاركوا في الانتخابات العامة احتجاجاً على عدم ترشيح أو أن أصواتهم ستذهب إليه في حال نزوله الانتخابات مستقلاً.

 

أخيراً، أغلب الجمهور يعتقد أن الجمهور الأميركي يصوت مباشرة لمرشحيه في الانتخابات، سواء التمهيدية أو العامة ولكن ما يحصل أن الجمهور يصوت لممثل لهم، وهو بالتالي يقرر من هو الرئيس.