الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| الإرهاق والانترنت سبب حوادث قتل المعتمرين

2016-03-20 08:00:43 PM
خاص| الإرهاق والانترنت سبب حوادث قتل المعتمرين
حادث حافلة يوم 16 آذار 2016

 

الحدث- محمد غفري

 

"وصلنا يوم الأربعاء الساعة 11 صباحاً إلى جسر الملك حسين مسافرين من الضفة الغربية لتأدية العمرة، وكان سائق الحافلة الأردنية بانتظارنا قادماً هو الآخر من السعودية في رحلة عمرة، وبدا عليه علمات الإرهاق والتعب الشديد حيث مضى عليه ما يقارب 24 ساعة وهو يقود الحافلة مستيقضاً ولم ينم طوال الطريق من مكة المكرمة إلى جسر الملك حسين".

 

هذا ما قصه علينا المواطن مجدي الأسمر (34 عاما) من مدينة رام الله، بالحديث عن تفاصيل رحلة العمرة التي قام بتأديتها قبل نحوي شهرين.

 

ويتابع الأسمر لـ"الحدث"، "بعد أن تبين لنا مدى إرهاق السائق كان لابد له من آخذ قسط من الراحة لينام مدة لا تتجاوز الساعتين ومن ثم انطلقت الحافلة بنا إلى السعودية، والتي أمضى السائق جل وقته يقودها وهو يتصفح جواله على الانترنت".

 

ويضيف الأسمر"في طريق العودة انطلقنا من مكة المكرمة عائدين إلى أرض الوطن في تمام الساعة 8 صباحاً واستمر السائق يقود الحافلة لأكثر من 19 ساعة حتى وصل به الإرهاق إلى أقصى درجاته وبدأ يظهر ذلك على قيادته المترنحة، لنجبره على النوم  مدة ساعة ومن ثم تابع المسير ووصلنا جسر الملك حسين في اليوم التالي الساعة 9 صباحاً".

 

ويسافر المعتمرون الفلسطينيون أثناء تأديتهم لمناسك الحج والعمرة مروراً بالأراضي الأردنية، إما عبر الطائرات، وفي أغلب الأوقات بالحافلة التي تتبع شركات نقل أردنية.

 

وبالحديث عن السفر عبر الحافلات، يسافر المواطن الفلسطيني حتى يؤدي مناسك العمرة أو الحج في الأراض المقدسة عبر الحافلة لمدة تتجاوز 24 ساعة يقودها سائق واحد، حيث تبلغ المسافة من مدينة القدس المحتلة إلى عمان 80 كلم، أما من عمان إلى مكة المكرمة فتبلغ 1225 كلم.

 

 

حوادث حافلات المعتمرين

 

توفي مساء يوم الأربعاء الماضي 16 معتمراً فلسطينياً جراء انقلاب حافلة لنقل المعتمرين، في منطقة المدورة على الحدود الأردنية السعودية.

 

وفي ذات التاريخ يوم 16 آذار من العام 2013، تكرر نفس الحادث عندما انقلبت حافلة تقل معتمرين عائدين من السعودية بالقرب من الشونة الجنوبية في الأغوار الوسطى بالأردن وأسفرت عن نفس عدد الضحايا والمصابين لهذا العام.

 

وفي مشهد مشابه لقي 20 معتمراً مصرياً مصرعهم فجر أمس السبت، جراء إنقلاب حافلة على طريق الهجرة غرب المملكة العربية السعودية.

 

 

ووفق تقديرات لجنة التحقيق المروري التي شكلت عقب انقلاب حافلة المعتمرين الفلسطينيين يوم الأربعاء الماضي، للوقوف على أسباب الحادث، فإن السائق قد غالبه النعاس مما أدى إلى فقدانه السيطرة على الحافلة محاولا بردة فعل سريعة العودة الى المسرب إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب السرعة.

 

وقال رئيس شعبة التحقيق المروري المقدم ياسر الهباهبة في تصريح للصحفيين إن اللجنة استمعت الى إفادة سائق الحافلة والذي أفاد فيها للمحققين "فقدت السيطرة على الحافلة وحاولت الرجوع إلى المسرب إلا أن الحافلة انقلبت على الجهة اليسرى ما أدى إلى انزلاقها لعدة امتار واستقرت على جانبها"

 

كذلك يؤكد الحاج فارس عتيق أحد الناجين من الحادث، أن الحادث وقع بعد أن نام سائق الحافلة بسبب التعب الشديد أثناء سير الحافلة ما تسبب في فقدانه السيطرة عليها وانحرافها وانقلابها على جانبها ما تسبب في هذا العدد الكبير من الوفيات والمصابين.

 

وأضاف في تصريح سابق للوكالة الرسمية، أن الركاب الذين كانوا خلف السائق أيضا كانوا قد ناموا أيضا، ولم يشعروا بأن السائق قد نام، إذ لم يعمل أحد من أجل تنبيه السائق أو مساعدته، ولم يكن هناك سائق إضافي مساعد له.

 

وتابع قائلا، "عندما لاحظ ركاب الحافلة في الخلف أن الحافلة تسير بسرعة كبيرة جدا طلبوا من السائق تخفيف السرعة عدة مرات بعد أن نام على المقود دون جدوى"، وقد علمنا بعد فترة من انطلاق الحافلة من جسر الملك حسين أن السائق متعب وبحالة غير طبيعية وطلبنا منه التوقف والاستراحة لفترة من الزمن لكنه رفض ذلك".

 

 

وفي ضوء ما سبق ذكره يتبين أن أسباب الحوادث في أغلب الأوقات هو إرهاق السائقين لقلة النوم والقيادة لساعات طويلة متواصلة، يضاف إليها سبب آخر جديد قد يؤدى إلى تكرار الحوادث مستقبلاً لا قدر الله، وهو ما جاء على ذكره المواطن مجدي الأسمر حول استمرار السائقين في تصفحهم للأنترنت على جوالاتهم المزودة بخدمة "3G".

 

ادعيس: طالبنا الجانب الأردني بتأمين سائق ثاني مساعد للحافلات

 

وبالحديث عن الحلول المفترضة لمنع تكرار حوادث حافلات المعتمرين، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس، أن الوزارة طالبت الجانب الأردني بتأمين سائق ثاني مساعد لحافلات نقل المعتمرين.

 

وأوضح ادعيس في تصريح مقتضب لـ"الحدث"، اليوم الأحد، أن الوزارة وخلال اجتماع مع وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية توجهت بطلب رسمي إلى الجانب الأردني لإجبار شركات باصات نقل المعتمرين الأردنية على تأمين سائق ثاني مساعد للحافلات، وهو ما يخفف من أعباء السفر على السائق الأساسي في حالات التعب وقلة النوم.

 

من جهتها طالبت نقابة شركات الحج والعمرة في الضفة الغربية، وزارة المواصلات الفلسطينية، بالعمل على تعديل بروتوكول نقل الحجاج والمعتمرين مع وزارة المواصلات الاردنية، وإلزام شركات النقل بتوفير سائق اضافي لكل حافلة، وفحص سلامة الحافلات قبل انطلاقها للسعودية.