السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سفير الاتحاد الأوروربي في إسرائيل: منذ إقالة فياض والوضع الفلسطيني في تدهور

2016-03-25 07:18:32 AM
سفير الاتحاد الأوروربي في إسرائيل: منذ إقالة فياض والوضع الفلسطيني في تدهور
لارس اندرسون

 

الحدث- الناصرة

 

أشار لارس فابورغ- اندرسون سفير الاتحاد الأوروبي لدى اسرائيل في مقابلة خاصة بـ"الصنارة" ، الى ان فترة ولاية الدكتور سلام فياض في رئاسة الحكومة الفلسطينية كانت الأقرب لتحيق السلام وانه منذ اقالته قبل 4 سنوات حتى اليوم فان الأمور في تدهور مستمر.

 

وأكد أندرسون، أنه بالإمكان تحقيق السلام لكن على الفلسطينيين وقف التحريض ضد إسرائيل، وأشار إلى أن المبادرة الفرنسية، كانت مهمة لتحريك الأوضاع فيما يتعلق بعملية السلام. 

 

وأوضح أندرسون موقف الاتحاد الاوروبي من مقاطعة إسرائيل ومن حركة BDS، قائلا: بخصوص موقف الاتحاد الاوروبي من مقاطعة اسرائيل، نحن 100% ضد حركة BDS .

 

من جهة ثانية نفى السفير اندرسون ان يكون الإتحاد على علم بالإتهامات التي وجهها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى نشطاء منظمة "كسر الصمت" حين قدم الاتحاد الدعم لهذه المنظمة وقال ان الاتحاد يدعم مشاريع ولا يدعم منظمات او جمعيات.

 

وردًا على الصنارة : ما هو ردك حول الاتهامات التي طالت نشطاء منظمة "كسر الصمت" بأنهم متورطون في التجسس, والتي ذكرها رئيس الحكومة نتنياهو يوم الخميس الماضي. هل كنتم على علم بهذه الأمور حينما قدمتم لهم دعمًا مالياً؟

 

قال السفير لارس: كلا, من الواضح اننا لم نكن نعلم بهذه الاتهامات في السابق. انا ايضاً اعلم أن المنظمة نفت هذه الاتهامات بشدة. وعلى ذلك اضيف أننا ندعم مشاريع وليس منظمات, وعلى هذا الأساس دعمنا مشروع منظمة "كسر الصمت". نحن ندعم مشاريع تنفذ بواسطة منظمات مختلفة وندعم مشاريع محددة تحاول تحقيق اهداف وقضايا نجد انها تستحق المتابعة. قد يحصل بأن يكون لدى منظمة معينة مشاريع اخرى ولكن نحن لا ندعمها. التمييز بين الأمرين هام جداً وهو اننا لا ندعم جمعيات او منظمات بل ندعم مشاريع معينة فقط.

 

الصنارة: هذا توضيح هامم، لأن هناك اتهامات ضدكم بأنكم احياناً تدعمون مشاريع لا تخدم الناس

 

لارس: هناك شخص اسمه چيرالد شتاينبرڠ وهو بروفيسور ويدير منظمة اسمها NGO Monitor وطالما يطلق  ضدنا انتقادات بخصوص المشاريع التي ندعمها. واليوم ( الجمعة الماضي) صدر بيان جديد يتهمنا اننا على علم بما تقوم به منظمة "كسر الصمت" واننا نقدم لها الدعم رغم معرفتنا انها تقوم بأعمال ضد القانون .. 

 

وهنا اود ان اؤكد بشكل عام وأجيب بوضوح أن كل المشاريع التي ندعمها هنا في اسرائيل تنفذ على يد منظمات، ومرة اخرى اوضح أننا لا ندعم منظمات وانما مشاريع. على الرغم من ذلك, ليست هناك منظمة واحدة من المنظمات التي ندعمها تدعم BDS ولا مقاطعة اسرائيل ولا محاربة شرعية دولة اسرائيل ولا تشكك في ديمقراطية دولة اسرائيل، كلها تعمل في إطار الوسائل السلمية وبواسطة المحادثات. السيد شتاينبرڠ يسيء فهمنا كثيرا, وفي نفس الوقت هم يقومون بالكثير من الأبحاث, وللأسف هذه المنظمة يتم استغلالها كثيراً من قبل بعض الجهات الحكومية ويأخذون اقوالها بشكل سطحي وبدون تعمق. وقد كانت لي محادثات مع السيدة خورطوبيللي, نائبة وزير الخارجية ,  بهذا الخصوص, وقلت لها انني على استعداد لمناقشة أي قرارات تمويل اتخذناها, وعلى استعداد لمناقشتها معها او مع أي من زملائها, بخصوص تمويلنا للمنظمات الشرعية والقانونية في الدولة. لو كانت هذه الجمعيات او المنظمات التي ندعمها غير شرعية او غير قانونية بأي شكل فلما كانت قانونية في الدولة, ونحن نعرف أن هذه حقيقة. هناك بعض الحركات او الجمعيات التي قامت الحكومة بتحديد نشاطها ولكن الجمعيات التي ندعمها تعمل كليًا في نطاق القانون. نحن لا ندعم أي منظمة إذا لم تكن شرعية مئة بالمئة.

 

الصنارة: واجهت مؤخراً هجوماً عنيفاً ضدك من قبل حركة يمينية متطرفة من المستوطنات، قاموا بما يشبه التحريض ضدك ونشر صورتك بشخصية "هانيبال ليكتر". هل شعرت بأنك في خطر؟

 

لارس: هذه الحادثة واحدة من المزايا الأقل لطفاً وهي جزء من كوني شخصية معروفة تعمل في المجال العام في اسرائيل. بالرغم من ذلك لقد سررت جداً وتشجعت من كثرة الزيارات والدعم الذي تلقيته من قبل اشخاص تضامنوا معي في هذه الأجواء ومن مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي وصولاً الى رئيس الدولة ريڤلين الذي ارسل لي رسالة قال فيها انه صُدم جداً من الهجوم الشرس والدنيء ضدي ودعاني لمناقشة هذه التهجمات وأمور اخرى. اعتقد ان اسرائيل محظوظة كونها لديها شخصية كالرئيس ريڤلين, الذي هو دائماً على استعداد للدفاع عن التعددية وحق كل فرد في هذه الدولة بأن يكون له رأي. وهو يعارض كليًًّأ كم النقاش والجدال وكم الأفواه بواسطة التخويف والتهديد والإفتراء والتشهير.

 

 وفيما يخص امني الشخصي, فأنا اثق بالسلطات الاسرائيلية بهذا الخصوص واعرف انني تحت مسؤوليتهم وانهم يتخذون الاحتياطات الضرورية. وقد قامت وزارة الخارجية بمطالبة وزارة القضاء بالنظر في الموضوع من الناحية القانونية, وقد اتخذوا خطوات لمنع نشر الڤيديو المذكور, وكما نعلم ليس من السهل ازالة شيء من الانترنت لكنني اقدر محاولاتهم واثق بهم كلياً.

 

الصنارة: كيف تدعمون الوسط العربي؟


لارس: اولاً احب ان اوضح انني اعتبر نفسي سفيراً للاتحاد الأوروبي لكل مواطني الدولة إن كانوا عرباً, (مسلمين او مسيحيين او دروز) ويهود. لديّ الكثير من النشاطات مع الوسط العربي وغالباً ما ازور الناصرة وغيرها. ولدينا عدد من نقاط التواصل مع اطراف تنادي بعدم التمييز في هذه الدولة. بالنسبة لنا هذا امر في غاية الاهمية وجزء لا يتجزأ من تعاوننا مع اسرائيل, الذي يشمل ايضاً احترام حقوق الانسان بضمنه احترام حقوق الأقليات وعدم التمييز ضد أي مواطن. مهم جداً في الحوار المتبادل مع اسرائيل ان نوضح ما هي الجوانب التي نشعر انه يمكن بذل المزيد من الجهد فيها من اجل تحسين وضع الأقلية العربية هنا وتمكينها. 

 

الصنارة: نلاحظ في الآونة الأخيرة, في ظل الحكومة اليمينية الجديدة, ان الديمقراطية في اسرائيل اخذت تفقد معناها.. على سبيل المثال, الدانمارك واسرائيل تسميان ديمقراطيتين, لكن لربما مفهوم الكلمة يختلف في الدولتين؟

 

لارس: اسرائيل دولة ديمقراطية ولكن يتوجب على كل دولة ديمقراطية ان تعيد ابتكار نفسها وان تتطور بشكل دائم. ولهذا السبب لدينا حوار دائم في اوروبا موضوعه كيف ننفذ الأشياء, وعلى الشركاء مثل اوروبا واسرائيل الدخول في حوارات حول كيف يمكن ان نفعل هذا بشكل افضل. 

 

سأكون صريحاً واقول انه في الانتخابات الاخيرة حينما علت قضية رفع مركز المواطنين اليهود في الدولة لوضع خاص بالمقارنة مع السكان العرب, كنّا قلقين جداً وأوضحنا موقفنا من القضية. نحن ايضاً نبحث قضايا اخرى مع الحكومة والحكومة تدرك ان هناك عدة مجالات التي فيها المساواة بين العرب واليهود لم تحقق ومنها, على سبيل المثال, الفرق الكبير بين معاشات الطرفين وكذلك الفجوة الكبيرة في التعليم. ومؤخراً جرى تقليص كبير في دعم المدارس العربية الأهلية من قبل الحكومة وهي ايضاً قضية نتحاور فيها مع الحكومة. من ناحية اخرى هنالك عدد من السلطات المحلية العربية التي في معظم الأحيان ليست في وضع اقتصادي جيد كمثيلتها في الوسط اليهودي, لدينا برنامج لدعم السلطات المحلية العربية ومساعدتها لتوفير خدمات افضل لسكانها. لدينا كذلك خط  تواصل لمساعدة ضحايا العنف العائلي ولدين كذلك تخطيطات بيئية. باختصار, كل هذه الخدمات التي نوفرها تكون لدعم السلطات المحلية لتوفير خدمات افضل للسكان وبالتالي تقوية دور هذه السلطات, وحققنا نجاحات كبيرة في هذا المضمار. 


قبل ايام زرت الطيرة الواقعة قرب كفار سابا وبين البلدتين تعاون مثير بخصوص توفير الطاقة, من خلاله يتم تركيب عدادات كهرباء في المدارس والأماكن العامة لمراقبة استهلاك الطاقة. وقد تم اكتشاف ان الاستهلاك يصل للحد الأقصى في ساعات الليل وهذا الأمر غريب لأنه في هذه الساعات لا يوجد احد في المدارس. وبالتالي بدأوا تدريب الطلاب بأن يصبحوا سفراء ينشرون رسالة توفير الطاقة. بالإضافة الى اهمية هذا المشروع لتوفير الطاقة فهو مهم ايضاً لأنه يشمل تعاوناً بين السلطات المحلية العربية واليهودية وعن طريق التعاون يتعرف كل طرف على الآخر وينشآن الثقة بينهما ويبنيان الأسس لفرص تعاون مستقبلية اخرى. لدينا امر مشابه في ايلات حول تغيير البرادات القديمة لأنها تستهلك طاقة كبيرة .لكن الأمر المهم هو ان اكثر ما همّ رئيس بلدية ايلات كان كيفية مشاركة هذه المعلومات مع منطقة العقبة في الاردن ووجدت انهم معنيون بقضية التعايش السلمي ويرون اهمية التعاون مع الجيران.  

 

المضمار الثالث الذي بواسطته نقدم الدعم للوسط العربي هو من خلال المنظمات غير الحكومية NGO" " التي تعمل في سبيل حقوق الأقليات. على سبيل المثال, نتعاون مع احدى هذه الجمعيات في موضوع العنصرية في المدارس, العنصرية     ضد العرب والأثيوبيين والأقليات. ومعاً, بالتعاون مع وزارة الثقافة وهذه المنظمة غير الحكومية, نحاول أن نثير الوعي بهذا الخصوص, وايضاً ان نجعل من الأمر جزءا من منهاج تدريب المدرسين بحيث يصبح بإمكانهم معرفة كيفية مواجهة هذه الأمور في المدرسة. 

 

الصنارة: ما رأيك بخصوص المبادرة الفرنسية لإعادة تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟


لارس: زار اسرائيل الاسبوع الماضي السيد بيير ديمو مكلفًّا  من قبل الخارجية الفرنسية لإجراء مشاورات, وفي نفس الوقت التأم مجلس العلاقات الخارجية الاوروبي المكوّن من 28 وزير خارجية في بروكسل وقد ايدوا المبادرة الفرنسية. 

 

جاءت المبادرة الفرنسية على اساس ان هناك حاجة لتحريك الأمور لأن الوضع الراهن يتدهور بشكل كبير. الجميع يشعر انها خطوة مباركة لإعادة التركيز على القضية وحل النزاع او على الأقل اعادة نوع من الاستقرار لضمان عدم استمرارية تدهور الاوضاع. لهذه المبادرة عنصران, مؤتمران في باريس, واحد لمجموعة صغيرة والثاني لمجموعة اكبر, طبعاً بحضور الاسرائيليين والفلسطينيين. وسيتم وضع فحوى اوضح بخصوص مواضيع المؤتمرين. اعتقد ان هذا الأمر ملائم كلياً مع جهود الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط,  ( الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة) وستكون بمحاذاة التقرير  الذي ستقدمه هذه الرباعية قبل العطلة الصيفية بخصوص كيفية التقدم بعملية السلام في الشرق الأوسط وضمان بقاء حل الدولتين. نحن نشهد التآكل الحاصل في امكانية نجاح حل الدولتين ونحن نناقش الحكومة الاسرائيلية بأن موجة العنف التي تواجهها منذ تشرين الأول الماضي والتي هي أمر نشجبه كلياً, وفي نفس الوقت علينا ان ندرك ان القضاء على هذه الموجة يجب ان يتم ليس فقط بواسطة الإجراءات الأمنية. يجب ان نمنح الناس الأمل للمستقبل وان نمنحهم نوعاً من الأفق السياسي للغد, بأنه في المستقبل القريب او بعد 5 اشهر, الحياة ستصبح افضل وانه سيكون معنى اكثر للحياة. لذلك نحن نحاول ان نقنع الحكومة بأن تقدم اجراءات متكاملة تأتي بتحسينات اقتصادية وفورية للفلسطينيين والتي هم بأمس الحاجة اليها, وتسهيل القيود على امكانيتهم للتنقل, وايضاً اجراءات سياسية تستطيع ان تحدد السبيل لهذا الأفق السياسي. آمل ان تستطيع المبادرة الفرنسية وما تفعله الرباعية إعادة بدء العملية السلمية تدريجياً من جديد. ولكن لا يمكن تحقيق ذلك في الوقت الحالي لأن مستوى الثقة منخفض ويجب اعادة بناء هذه الثقة ولذلك هناك حاجة لهذه المبادرات. 

 

الصنارة: لكن العائق ان نتنياهو يدعي ان ابو مازن ليس شريكاً..

 

لارس: الصعوبة تكمن في عرض هذه الرزمة التي ذكرتها في ظل العنف وكذلك التحريض من قبل السلطة الفلسطينية. هنالك آراء مختلفة حول وزن واهمية هذا التحريض في دفع العنف الذي نراه مؤخراً ولكنه يلعب دوراً. واي نوع من التحريض, ان كان من الجهة الإسرائيلية او الفلسطينية, مرفوض تماماً. الحكومة الاسرائيلية تقول انه من الصعب عليها التقدم نحو شيء ممكن ان يعتبر على انه مكافأة لموجة العنف وهذا برأيهم ما يعيق فكرة الرزمة. ولكن رأينا, وهذا أمر هام جداً, عدداً من الإجراءات الفردية مؤخراً ومنها دفع 500 مليون شيكل بعد اللقاء بين وزير المالية كحلون ونظيره الفلسطيني. ايضاً سمعنا عن اعلان منح بضعة الاف من تأشيرات العمل وهناك إجراءات اخرى. 

 

الصنارة: هل تؤمن أن نتنياهو في حكومته الحالية يستطيع فعلاً الوصول الى السلام بالذات مع وجود الاحزاب التي تدعمه في الحكومة؟

 

لارس: بصراحة التحالف الحكومي الذي اختاره رئيس الحكومة يفرض بعض الحدود لما يمكن تحقيقه, ولكن بالرغم من ذلك اعتقد ان نتنياهو يتمتع بسيطرة كاملة على السياسة الخارجية واعتقد ان باستطاعته التقدم قدماً في هذه القضايا عندما يشعر أن الوقت قد حان. ارى المأزق الذي هو فيه وآمل ان يتمكن المؤتمر والمبادرة الفرنسية دفع الطرفين على اثبات الرغبة السياسية والشجاعة السياسية للتقدم الى الأمام. السيد نتنياهو بحاجة لتشجيع سياسي وسيحظى بذلك من المجتمع الدولي, وهو ايضاً بحاجة لذلك من الطرف الفلسطيني. وآمل ان يركز الطرفان على ما يستطيع كل واحد ان يفعله لتسهيل عملية التقدم الى الأمام. وكذلك السيد عباس بحاجة لان يأخذ بعين الاعتبار دوره في التحريض. لذلك اومن ان هناك امكانية حقيقية للتقدم. 


فترة ولاية سلام فياض كانت اقرب مرحلة للتوصل لاتفاقية سلام بين الشعبين , ومنذ اقالته قبل 4 سنوات حتى اليوم اعتقد ان الأمور في تدهور مستمر. في تلك المرحلة اعلن البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ان فلسطين جاهزة لتصبح دولة, فيها كل المتطلبات والأسس لإقامة دولة من منشآت ومؤسسات, ولكن اليوم للأسف هذا الامر لم يعد واقعياً.


الصنارة: في عدد "الصنارة" الأخير نشرنا عن خطة لمصادرة 13 الف دونم في الحريش.. ويُقال انها خطة لبناء حدود عند ام الفحم..


لارس: لا اعتقد ان هذا امر يمكن تحقيقه.

 

الصنارة: هناك مبادرة فلسطينية لتعاون فلسطيني اوروبي في الأمم المتحدة لفرض الضغوطات على اسرائيءل بحيث لا تستطيع امريكا استخدام الڤيتو في الأمم المتحدة..


لارس: نؤمن أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يجب ان يتم حله بواسطة حوار مباشر بين الطرفين مع دعم وتشجيع المجتمع الدولي. ربما سيفيد المجتمع الدولي لو قام مجلس الأمن بتحديد معالم الحل. الحوار المباشر لا يستطيع ان يبدأ من لا شيء, بل يجب ان يبدأ من نقطة اطار معينة والإطار متوفر ومقبول بشكل عام من قبل المجتمع الدولي وهو مرتبط بإطار"براميتر" كلينتون. وزير الخارجية الأميركي كيري ايضاً اعتمد على هذا الإطار في محاولته لإعادة تحريك عملية المفاوضات. كانت اقتراحات لوضع اطر لتقديم هذه المبادئ قدماً بواسطة قرار مجلس امن او بواسطة تصريح كبير من الرئيس اوباما وهي فكرة نحن متقبلون لها جداً, لكننا ما زلنا نؤمن أن الصراع يجب ان يتم حله بواسطة المفاوضات المباشرة مع دعم المجتمع الدولي. بينما التحرك عن طريق الأمم المتحدة او بواسطة مبادرات احادية ليس بديلاً للمفاوضات المباشرة بين الطرفين ولذلك لا اعتقد ان الأمر هو فرض الضغوطات على أي طرف, وبالطبع ليس على الولايات المتحدة, لتتحرك على المستوى الدولي. القضية في مكان آخر. 

 

الصنارة: هل توافق بعض الاعتقادات أن اعمال الارهاب التي تجتاح أوروبا تكمن جذورها في القضية الإسرائيلية الفلسطينية؟

 

لارس: اعتقد أن هناك عناصر.. ولكن لو رأيتم العملات المعدنية التي يصدرها داعش سترون على أحدها صورة للمسجد الاقصى وقبة الصخرة. بالطبع القضية الإسرائيلية الفلسطينية التي لم يتوفر لها حل بعد هي نقطة لكسب التأييد والإلتئام نحو توحد قوى إسلامية متعصبة تعمل في اوروبا ومنها داعش. وجهة نظرنا في الموضوع انه من الأهمية محايدة او الغاء قدرة نقطة التلاحم هذه والتوصل الى مرحلة من التقدم لحل القضية. الموضوع كله حساس جداً, موضوع الحرم الشريف, يجب على اسرائيل التعامل معه بكل حذر وهو أمر نشدد عليه وسنرى في عيد الفصح المقبل, حيث يذهب العديد من اليهود للصلاة في تلك المنطقة, كيف ستكون الأمور. القضية تلعب دوراً ولكن لا يمكن الإدعاء بأنها مصدر كل شر في الشرق الأوسط والمنطقة وهي نقطة ليس موثوق بها. لكنها قضية تتطلب الحل في منطقة تجتاحها العديد من الصراعات الأخرى ولهذا السبب نشدد على أهمية إيجاد حل فوري لها. كذلك, إيجاد الحل سيمكن اسرائيل من تحقيق تعاون أفضل لمواجهة مخاطر داعش والتهديد الإيراني.

 

الصنارة: البعض يعتقد ان الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا تشن حملة تشويه لسمعة اللاجئين السوريين لطردهم من البلاد الغربية.

 

لارس: ما حصل في كولون (ألمانيا) في رأس السنة من اغتصابات واعتداءات لا يساعد الوضع وهو يصعّب مواجهة هذا التحدي الكبير في استيعاب هذه الارقام الكبيرة من اللاجئين. نتكلم عن 1,5 مليون لاجيء قدموا خلال آخر 12 شهراً. المانيا استوعبت ثلثين منهم حتى الآن. هذا تحدٍ كبير وأصبح من الواضح ان علينا ان ننفذ حماية اكبر لحدودنا وعلينا ان نعرف بشكل افضل من الذي يدخل عندنا, لأنه كما هو معروف, هناك اسباب تدعونا لأن نؤمن ان عناصرارهابية تدخل مع هؤلاء اللاجئين.

 

هذا موضوع يصعب علينا مواجهته لأنه يؤثر على الـ 28 دولة أوروبية بطرق مختلفة, بعضها يتأثر اكثر من غيره وبالتالي يعنيها ايجاد اتفاقية لتحويل اللاجئين لأماكن اخرى, وكما هو معروف ان اللاجئين يفضلون دولاً معينة عن غيرها لأنهم مرغوب بهم في أماكن معينة اكثر من غيرها. ليس سراً على سبيل المثال, ان هنغاريا لم ترحب كثيراً باللاجئين. الأمر يخلق العديد من المشاكل, وعندما تضاف المشاكل التي حصلت من قبل اللاجئين في المانيا, فإن الأمر يأخذ جانباً سلبياً جداً.

 

كل القادة الأوروبيين, من ضمنهم السيدة ميركيل التي مارست قيادة متفوقة في هذا الامر, قالوا انه ليس من المفروض ان نكون الاشخاص الذين يقفلون الباب امام اللاجئين في وقت الحاجة, بل علينا ان نثبت سمعتنا كمدافعين عن حقوق  الانسان, وهم بحاجة لحمايتنا. انجيلا ميركيل في صدد مواجهة انتخابات ونرى في المراحل الأولية ان الأمور ليست في صالحها. بالتالي, الموضوع حساس ولكن اعتقد اننا سنستطيع ان نواجه الأمر ونتعامل معه. لا ننسى انه في النهاية نحن نتكلم ليس حتى عن 1% بالمئة من عدد سكان اوروبا. ونحن بالواقع بحاجة لقوى بشرية في المستقبل في اوروبا لأن السكان يتقدمون في السن وسيكون هناك نقص في الأيدي العاملة.

 

الموضوع مركّب وحساس وبالذات في ظل الأزمة الاقتصادية, حيث يكون من السهل البحث عن ضحايا, وصحيح ان بعض الاحزاب اليمينية في اوروبا تجعل من اللاجئين والمهاجرين ضحايا وكأنهم سبب كل ما يحصل من مشاكل اقتصادية وغيرها في أوروبا.

 

الصنارة: وظيفتك ليست سهلة, فمن ناحية الفلسطينيون يدعون ان الاتحاد الاوروبي لا يفعل كفاية بينما الاسرائيليون يتهمونكم بمقاطعتهم والتحيّز مع الجانب الفلسطيني..


لارس: اعتقد اننا نفعل ما باستطاعتنا وما زال امامنا وظيفة كبيرة وهي توضيح ما قام به الاتحاد الاوروبي عبر السنوات, وتصحيح سوء الفهم بخصوص موقف الاتحاد الاوروبي من مقاطعة اسرائيل. نحن 100% ضد حركة BDS ومقاطعة وعزل اسرائيل. على سبيل المثال, وضع علامة عن البضاعة المصنوعة في المستوطنات, هذا الأمر ليس له ايّ علاقة بمقاطعة اسرائيل, بل سببه الاتفاقيات التي لدينا مع اسرائيل داخل حدودها المعترف فيها دولياً, وكل ما يصنع في المناطق الفلسطينية ليس جزءاً من اتفاقيتنا مع اسرائيل. لذلك, من الطبيعي, اننا عندما نقبل بضاعة اسرائيلية بدون ضريبة في داخل اوروبا, فهذا ساري المفعول فقط على البضائع القادمة من اسرائيل وليس على البضائع القادمة من المستوطنات, لأننا ليس لدينا اتفاقية مع المستوطنات. وبالتالي, نحن لا نرى الضفة الغربية على انها جزء من اسرائيل وهذا ما فسرناه للحكومة الاسرائيلية. بالتالي, لا افهم كيف ممكن ان يعترض احد على ان البضاعة الواردة من المستوطنات ليست من اسرائيل. هي غير مصنوعة في اسرائيل, ولو سألنا الحكومة الاسرائيلية عمّا اذا كانت الضفة الغربية في اسرائيل لقالوا لنا "كلا", وبالتالي, لا افهم ما القضية اصلاً في هذا النطاق وكيف تتحوّل لقضية "مقاطعة اسرائيل"!

 

اجد ان وظيفتي فيها العديد من التحديات وكذلك اجدها مثيرة للغاية ولا آخذ الامور بشكل شخصي. الجميع يتصرف معي بكل لطف رغم انه في بعض الاحيان هناك خلافات في الرأي, باستثناء حدث واحد وهو المستوطنون المتعصبون في ضواحي القدس وما نشروه ضدي في الانترنت. هم فعلاً الاستثناء الوحيد.