الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | جيش الاحتلال: علاقة طردية بين ارتفاع نسبة المتدينين للثلث والإعدامات الميدانية

2016-04-04 11:38:07 AM
متابعة
صورة تعبيرية

 

الحدث- فرح المصري

 

على الرغم من استقلاية المؤسسة العسكرية الاحتلالية في "إسرائيل" عن الدولة وما يتحكم بها من يمين متطرف، إلا أن الآية قد انقلبت في الآونة الأخيرة، آخذة بالتحول نحو مؤسسة عسكرية بطابع ديني يهودي متطرف، فأصبحت وحشية هذا الجيش مدعمة بتحريض ديني بفتاوي حاخامية.

 

الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت يقول لـ"الحدث": "إن جيش الاحتلال تحول إلى جيش "ديني" مهمته الأساسية حماية المستوطنين اكثر من خضوعه لأوامر المؤسسة السياسية، نتيجة عدة تحولات دينية وديمغرافية طرأت على المجتمع الاسرائيلي".

 

ثلث جيش الاحتلال "يميني متطرف"

 

وأضاف شلحت:" إن ابرز التحولات الدينية تكمن في ارتفاع نسبة اليهود المتدينين القومين العاملين في الجيش، حيث باتوا يشكلون أكثر من ثلث الجيش، ولكن الملفت للموضوع أنهم أصبحوا يتبؤون مناصب متقدمة ويضعون القرارت، ولم يعد يقتصرون على الجنود".

 

ورأى شلحت، إن هذه الظاهرة تشكل نقطة ضعف لجيش الاحتلال لأن اغلب العسكريين في التيار الديني الاسرائيلي الصهيوني يكونوا خاضعين لسلطة الحاخامات أكثر من خضوعهم لسلطة الجيش، ما يؤدي لنشوء سلطة مزدوجة يكون الولاء الأعلى فيها لصالح السلطة "الدينية".

 

تأثير الدين على السياسة

 

وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أنه من المفترض أن يخضع  الجيش للمؤسسة السياسية، وليس الدينية، وخاصة وأن معظم القرارات السياسية تتناقض مع  المؤسسة الدينية "المرتبطة بالمشروع الإستيطاني" لتصبح مهمة الجيش حماية المستوطنين فقط.

 

ومن الجدير ذكره، أن كبار الحاخامات حاييم دروكمان الذي يعد احد حاخامات المعاهد الدينية المشمولة في التسوية مع جيش الاحتلال، والذي يؤصل فتاوى قتل العرب، يتباهى أن رؤساء الموساد والشاباك وكثير من جنرالات الجيش كانوا طلابه.

 

وقد طلب 10 نواب من الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي من وزير الخارجية جون كيري التحقيق في تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات قتل خارج نطاق القانون وتعذيب ضد فلسطينيين في الأحداث الأخيرة وتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث تنتهك القانون الأميركي.

 

في الإطار ذاته، تحاول بعض الأوساط الإسرائيلية تجميل واقع جيش الاحتلال، وكأن هناك جيشين جيش إسرائيلي "أخلاقي" وجيش يتعرض لتأثيرات من قبل عناصر متطرفة تجعله جيش "غير أخلاقي"، إلا أن جميع ممارسات جيش الأحتلال غير أخلاقية، وتأخذ شرعيتها من حكومة الاحتلال، حسب ما أكد شلحت.

 

وحشية جيش الاحتلال

 

ويتابع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت: "إن التطرف الديني لعناصر الجيش، زاد من وحشيتهم اتجاه الفلسطينين، وخاصة بما يرتبط بالإعدامات الميدانية المتواصلة خلال الفترة الماضية، تماشيا مع الفتاوي الدينية التي تحلل قتل العرب، وتعتبره فرض علىيهم.  

 

في ذات السياق، قالت الخارجية الفلسطينية في وقت سابق"إن فتاوى القتل والتحريض التي يطلقها الحاخامات لا تلقى أية إدانات واستنكارات من جانب المسؤولين في إسرائيل"، معتبرة أن الصمت على هذه الفتاوى من جانب حكومة نتنياهو، "يدل على موافقة الاحتلال عليها واحتضانه الرسمي لها ولمطلقيها".

 

وما يؤكد أن الإعدامات هي القاعدة في سياسية جيش الاحتلال الإسرائيلي هو أن عملية إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف الأسبوع الماضي نفذت دون أن تواجه ولو مجرد ملاحظة من أحد ممن كانوا من حوله من المسؤولين.