السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو: "إسرائيل" ستعود إلى افريقيا

2016-04-06 07:17:46 PM
نتنياهو:
نتنياهو

 

الحدث - رام الله

 

يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة دول افريقية في إطار سعي بلاده إلى تعزيز علاقاتها مع هذه القارة واقامة تحالفات جديدة، مع ازدياد الطلب الافريقي على المساعدات الأمنية الإسرائيلية.

 

ويرجح أن تتزامن الزيارة مع الذكرى السنوية الأربعين لمقتل شقيق نتنياهو في عملية نفذتها مجموعة عسكرية إسرائيلية في عنتيبي (أوغندا) لتحرير ركاب طائرة تابعة لشركة اير فرانس خطفت في تموز/يوليو 1976.

 

ولم يتم الاعلان عن برنامج محدد لزيارة نتنياهو، لكن من المتوقع أن يزور كينيا التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل. وقال نتنياهو مؤخرا للسفراء الأفارقة والبرلمانيين "إسرائيل ستعود إلى افريقيا، وافريقيا ستعود إلى إسرائيل".

 

وقال نتنياهو إنه ينوي التوجه إلى افريقيا في ذكرى العملية التي "تشكل تجربة وطنية أساسية والتي لها معنى خاص بالنسبة لي شخصيا". وكان يشير إلى مقتل شقيقه يوناتان نتنياهو الذي كان يقود وحدة النخبة الإسرائيلية التي تدخلت في عنتيبي.

 

وتشهد عدد من الدول الافريقية التي عانت من الاستعمار في الماضي، وحديثا من مطامع الغرب والصين، تطورا اقتصاديا. في الوقت نفسه، تشهد دول عدة تناميا في خطر التطرف في أجزاء من القارة دفع حكومات بعض الدول إلى البحث عن تقنيات متقدمة لاستخدامها في المواجهة.

 

ويقول نعيم جينا، مدير مركز الدراسات الافريقية والشرق أوسطية ومقره جنوب افريقيا، إن بعض الدول الافريقية حريصة على الإفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في مجالي الزراعة والمياه.

 

وأكد جينا أن "الطريقة التي قدمت بها إسرائيل نفسها لهذه الحكومات تتحدث عن الفرص الكبيرة"، معربا عن اعتقاده بأن "العديد من البلدان" ستكون مهتمة بذلك. وستكون زيارة نتنياهو الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى القارة الافريقية منذ عام 1994.

 

وتشكل الزيارة أيضا فرصة أمام الدولة العبرية لتعزيز علاقاتها مع الدول الافريقية النامية اقتصاديا في المجالات التي تمتلك خبرة فيها. وتسعى إسرائيل أيضا إلى الحصول على المزيد من الدعم الدبلوماسي من الدول الافريقية داخل هيئات الأمم المتحدة حيث تواجه انتقادات لاذعة حول الأوضاع في الضفة الغربية وحصار قطاع غزة.

 

دفء في العلاقات

وأثر الصراع العربي الإسرائيلي على العلاقات بين الدول الافريقية والدولة العبرية في ستينات القرن الماضي. ودفعت الضغوط من دول شمال افريقيا، بالإضافة إلى حرب عام 1967 وحرب عام 1973، دولا افريقية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل.

 

وفي 27 حزيران/يونيو 1976، خطف فلسطينيان والمانيان مناصران للقضية الفلسطينية طائرة تابعة لشركة الخطوط الفرنسية (اير فرانس) كانت تقوم برحلة من باريس إلى تل أبيب عبر اثينا. وحطت الطائرة في عنتيبي بعد أن سمح لها الرئيس الاوغندي آنذاك عيدي امين دادا بذلك.

 

 

ونفذت مجموعة كومندوس إسرائيلية عملية إنزال فجأة في عنتيبي وهاجمت المطار من أجل تحرير الرهائن. وقتلت المجموعة خاطفي الرهائن السبعة بالإضافة إلى 20 جنديا أوغنديا. وكان يونتان، شقيق نتنياهو، يونتان الإسرائيلي الوحيد الذي قتل في العملية.

 

ويقول ارييه عوديد الذي كان لسنوات دبلوماسيا إسرائيليا في عواصم افريقية إن التغيير في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول افريقية عدة بدأ في الثمانينات. وقال عوديد الذي يعمل حاليا باحثا في معهد ترومان في الجامعة العبرية "اكتشف الأفارقة منذ عام 1982 أنهم ارتكبوا خطأ في قطع العلاقات"، ولكنه أشار إلى أن إسرائيل كانت غاضبة و" لم تكن ترغب في تجديدها".

وفي السنوات الأخيرة، مع فشل إسرائيل في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، تجدد الاهتمام بالعلاقات مع افريقيا. ويقول عوديد "جددت إسرائيل اهتمامها بافريقيا مع افيغدور ليبرمان وزير الخارجية السابق زعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف، لأنه كانت هناك صعوبات مع أوروبا وأماكن أخرى". وقام ليبرمان بزيارات عدة إلى افريقيا عندما كان وزيرا للخارجية في الفترة الممتدة بين 2009 و2015.

بيع الامن

وأكد نائب مدير عام وزارة الخارجية لشؤون افريقيا يورام اليرون مؤخرا في مؤتمر عن العلاقات الافريقية الإسرائيلية على حاجة الدولة العبرية إلى دعم من الدول الافريقية في المحافل الدولية. وقال اليرون لعشرات الدبلوماسيين الأفارقة "علاقاتنا اليوم مع القارة الافريقية على رأس جدول سياستنا الخارجية". وزار كل من الرئيس الكيني اوهورو كينياتا ووزير خارجية غانا بالإضافة إلى وفود إسلامية افريقية أخيرا إسرائيل.


وزار مدير عام وزارة الخارجية المقرب من نتنياهو دوري غولد جنوب افريقيا للقاء نظيره هناك. ومع أن تجارة إسرائيل مع افريقيا تشكل فقط 2% من اجمالي تجارتها الخارجية، إلا أن امكانية النمو موجودة. ويقول اليرون "افريقيا لديها اليوم أعلى معدلات النمو في العالم، وتقدم عددا من فرص العمل في مجالات تملك إسرائيل فيها خبرات واسعة مثل الزراعة والاتصالات والطاقة البديلة والبنية التحتية".

 

وأشار أيضا إلى خبرات إسرائيل العسكرية والاستخباراتية التي تعد مهمة وقيمة للدول الافريقية في تعاملها مع جماعات القاعدة والشباب وبوكو حرام المتطرفة.

 

ولكن على الرغم من دفء العلاقات، لا تزال إسرائيل مستاءة من عدم قيام الدول الافريقية بالتصويت لصالحها في المحافل الدولية. وقال نتنياهو في جلسة برلمانية "أرغب برؤية انعكاس قرب علاقاتنا في نمط تصويت دول الاتحاد الافريقي".

 

 

المصدر: ا ف ب