الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إيران وتركيا تتعهدان التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز التجارة

2016-04-16 10:00:47 PM
إيران وتركيا تتعهدان التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز التجارة
روحاني و أردوغان

 

الحدث - رام الله

 

تعهد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما السبت في أنقرة التعاون في مكافحة الارهاب وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين بعد رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران، فرغم الخلاف بين البلدين الجارين بشأن الأزمة السورية والعديد من القضايا الإقليمية، الا أنه يبدو ان المثل القائل "الاختلاف بالرأي لا يفسد للودِّ قضية" بكل ما يخص التجارة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وقد شارك روحاني في قمة منظمة التعاون الاسلامي في تركيا لكنه لم يحضر الجلسة الختامية الجمعة احتجاجا على تنديد المنظمة بايران في بيانها الختامي، واتهامها بـ"دعم الارهاب".

 

وركز لقاؤه مع أردوغان على بحث النزاع السوري والروابط التجارية بين البلدين. حيث أكد أردوغان على ضرورة تعاون ايران وتركيا لوقف إراقة الدماء في المنطقة وبشكل خاص في العراق وسوريا.

 

وفي مؤتمر صحافي مشترك عبّر أردوغان عن أمله في أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 30 مليار دولار سنويا. وهو يبلغ حاليا 10 مليارات دولار بعد سنوات من العقوبات على الجمهورية الاسلامية، مشيرا الى أنه كان يبلغ في الماضي 22 مليار دولار.

 

وأوضح الرئيس التركي أن محادثاته مع نظيره الايراني تناولت تشجيع الاستثمارات المتبادلة ودعم الاستثمار المشترك في الدول الأخرى.

 

وأكد الرئيس التركي على ضرورة الارتقاء بالتعاون بين البلدين الجارين وقال إن "تركيا وإيران بلدان هامان على الصعيد الدولي والاقليمي، ولذلك علينا العمل معا من أجل التغلب على مشاكل الارهاب والطائفية، وما ينجم عنهما من أزمات انسانية. ولا بد من العمل معا من أجل إيقاف اراقة الدماء والأزمات في منطقتنا، وفي طليعتها سوريا والعراق". 

 

وأوضح أردوغان أنه من المهم توطيد العلاقات بين البلدين وتعزيز الحوار السياسي بينهما. 

 

وبعد توقيع الاتفاق النووي في 14 تموز/ يوليو المنصرم بين إيران والقوى الكبرى وخروج طهران من عزلتها اثر رفع العقوبات الدولية عنها، تتطلع اوروبا وتركيا لدخول السوق الايرانية من اجل الاستثمار وتعزيز التجارة.

من جهته دعا روحاني الى تعزيز الروابط بين البلدين في مجالي المصارف والطاقة فيما وقّع مع اردوغان اتفاقات تعاون عدة.

 

وتعتمد تركيا على روسيا وايران للحصول على النفط والغاز الطبيعي لكنها قد تتعامل أكثر مع طهران بعد توتر علاقاتها مع موسكو على خلفية إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

ولكن رغم تقاربهما تبقى تركيا وايران على خلاف بصورة خاصة حول سوريا حيث تقدم ايران دعما ماليا وعسكريا لنظام الرئيس بشار الأسد، في حين تدعم تركيا فصائل معارضة.

 

وأكد روحاني أن الاستقرار في سوريا واليمن والعراق سيفيد العالم الاسلامي.

 

اردوغان: اتفاق على وقف حمام الدم في المنطقة

من جهته قال اردوغان أنه رغم الاختلاف مع ايران حول قضايا اقليمية، اتفق البلدان على ضرورة "وقف حمام الدم في المنطقة". وأكد على ضرورة محاربة الإرهاب قائلا إن "مكافحة الارهاب تتطلب تعاونا دوليا، وفي هذا الاطار لن يتم التساهل مطلقا في التصدي للارهاب ، وأن الجانبين متفقان على أن لا يوجد إرهاب سيء و جيد".

 

وكان رد الرئيس الإيراني حسن روحاني بهذا المضمار إن "مصير أي بلد يقرره شعبه، وأن أي قوة أجنبية لا يمكنها تقرير مصير البلدان الاخرى".

 

كما أشار رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية الى أن الهدف من قمة المؤتمر الاسلامي هو متابعة قضايا وحدة العالم الإسلامي واستيفاء حقوق الشعب الفلسطيني ووقف الممارسات القمعية الإسرائيلية ضده. لكنه أوضح أيضا أنه بحث خلال محادثاته مع اردوغان ثلاث أولويات لمنظمة التعاون الاسلامي، "الأول تعريف دور النساء المسلمات في المجتمع الاسلامي وتعريف مكانة المرأة في الحقوق والثقافة الاسلامية، والموضوع الثاني مكافحة التطرف والعنف والارهاب ومتابعة اقتراح إيران الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بايجاد عالم خالٍ من العنف والتطرف، والموضوع الثالث وحدة العالم الاسلامي والتقريب بين المذاهب الاسلامية والتأكيد على الهوية الاسلامية وأن الاسلام هو دين الرحمة والأخوة، ونبذ الطائفية".

 

كما أكد الرئيس روحاني ضرورة توطيد الصلات بين المصارف الايرانية والتركية، مشيرا الى انه بامكان المصارف التركية افتتاح فروع لها داخل ايران لتسهيل التجارة والنشاطات الاقتصادية بين البلدين.

 

روحاني: رهاب الإسلام مؤامرة صهيونية

وأوضح روحاني أنه ناقش مع نظيره التركي قضايا إقليمية أن "المنطقة تواجه مشكلات عديدة، فالشعب اليمني يواجه مذابح وحشية، وفي سوريا يتواصل انعدام الأمن ومقتل الابرياء، وفي العراق نشهد عدم الاستقرار، طبعا في الدول الأخرى ايضا مثل أفغانستان وباكستان لا يوجد الاستقرار اللازم، اذ يجب ان نساعد جميعا هذه الدول من اجل تحقيق الامن والاستقرار، لان هذه المساعدة واجب شرعي وديني، وكذلك يصب بمصلحة العالم الاسلامي والمنطقة وشعبي البلدين".

 

كما أكد أنه لا خلاف بين تركيا وإيران حول سيادة وسلامة أراضي الدول في المنطقة، واتفاق حول محاربة الإرهاب بلا هوادة. وتابع "لدينا اتفاق في وجهات النظر حول جميع هذه القضايا ، طبعا من الممكن ان تكون هناك خلافات ثاوية وهذا أمر طبيعي جدا ، ونحن على استعداد لإجراء مزيد من المشاورات وتعزيز التعاون والمساهمة ، وخاصة تعاون البلدين في محاربة الارهاب وتقديم صورة ناصعة عن الاسلام الى العالم ، لأن رهاب الاسلام مؤامرة صهيونية"!

 

وكانت قمة منظمة التعاون الاسلامي نددت الجمعة بـ"تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول اخرى اعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، وباستمرار دعمها للارهاب".

 

وشارك ممثلون لـ56 بلدا الخميس والجمعة في القمة بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني اللذان تأزم الوضع بين بلديهما منذ الهجوم في كانون الثاني/يناير على السفارة السعودية في طهران احتجاجا على اعدام الرياض رجل دين شيعيا.

 

 

المصدر: ا ف ب