الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": أن تكونِ امرأة عاملة يعني ..عزباء، دوّامة، مظاهر، صُداع، إرهاق، فرصة عريس

2016-04-27 06:54:40 AM
متابعة
نساء فلسطينيات عاملات

 

الحدث- آيات يغمور

 

يبدو للبعض أن الساعة الثامنة صباحاً حافلة بالنساء العاملات اللواتي يخرجن باكراً إلى أعمالهن كما هو الحال مع الرجال، ويبدو أيضاً أنهن رسمن ابتسامة واثقة لتكون سلاحاً يواجهن بها ساعات العمل الطويلة.

 

وخلف تلك الابتسامة، تكون عوامل مجتمعية قد ساهمت في جعلها ثابتة تكاد لا تبارح مكانها خوفاً من السقوط المفاجئ أمام مصاعب الحياة وعقباتها التي تواجه النساء العاملات دوناً عن غيرهم من الرجال.

 

وفي الصباح الباكر أيضاً، ألقت "الحدث" بسؤالها على أولئك النسوة اللواتي يحرصن دوماً على أن يكن على رأس عملهن في تمام الثامنة، عن التحديات التي تواجههن في طريقهن إلى العمل، خلاله، وفي طريق العودة إلى أسرهن.

 

وبكلمة واحدة، عبرت كل من النساء عن نظرتها لزميلاتها اللواتي يعملن رغم التحديات، كما تحدثت كل منهن عن ظروفها الحياتية وبيئة عملها عن أبرز المعيقات والصعوبات التي تتخلل عمل المرأة وتجعله أكثر صعوبة وتحدٍ.

 

أمل (24) عاماً.. مُرهِق! 

 

"اعتقد أن من أكثر الأمور إرهاقاً للمرأة في مجتمعنا أن تكون امرأة عاملة، والإرهاق لا أعني به الجسدي بقدر ما هو إرهاق نفسي".

تقول أمل إن المرأة في مجتمعنا الفلسطيني لا تعمل فقط من أجل العائد المادي، بل وحسب ما تراه فإن المرأة تعمل لإثبات نفسها في مجتمع يسيطر عليه الرجل في غالب الأحيان، أي أن تحقيق المرأة لذاتها ككائن فاعل منتج وقادر على أن يكون جزءا من هذا المجتمع هو الهدف الأبرز الذي تطمح المرأة الفلسطينية في الوصول إليه من خلال ممارسة عملها رغم الضغوطات المجتمعية وكثرة القيل والقال.

 

هبة (28) عاماً.. دوّامة

 

يضع المجتمع المرأة العاملة في فلسطين في دوامة الإرضاء، فإذا ما كانت المرأة العاملة متزوجة ولديها أطفال كما هو الحال مع هبة، فإن مسؤولياتها الحياتية تتكاثر بين أعمال منزلية وأخرى مهنية إلى جانب مسؤولياتها تجاه الزوج والأطفال، ولا تجد هذه المرأة الروبوت تقديراً إلا ما ندر، وتكون الأحاديث التي تدور حولها مقتصرة على أنانيتها وتفضيلها لعملها على كونها أماً وزوجة، فالرأي العام حسب ما أكدت عليه هبة، يصر على لوم المرأة العاملة ووصفها بصفات قاسية تزيد حياتها صعوبة، وتضعها في موقف تصبح فيه مجبرة على أن تختار بين مستقبلها المهني وحياتها الأسرية، وإلا فإنها ستوصم بالتقصير في العمل وفي المنزل على حد سواء!

 

روان (22) عاماً..مظاهر

 

بدأت روان تحكي لـ"لحدث" عن التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية، ولكن النقطة التي برزت في تجربتها والتي تنعكس على العديد من الفتيات خاصة حديثات التخرج، هي أولوية الشكل والمظهر، وإن كان وراء المظهر الجميل المرتب عقلاً مثقفاً، إلا أن الفكرة والانطباع الذي يرسخ في أجواء العمل وحيثياته، هي أن تلك الفتاة التي تعمل لدينا ذات مواصفات شكلية جميلة! ولا أحد يأبه فيما لو كانت تلك الفتاة نابغة في عملها ولا يتوقع منها ذلك أصلاً.

 

حنان (25) عاماً.. عزباء

"في مقابلة عملي الأخيرة، أكد المدير بفم مليئ دون أن يشعر بالخجل أو التطفل، أن كوني عزباء، هو المتطلب الأكثر أهمية الذي يجعلني صاحبة أولوية لشغل هذا العمل".

أوضحت حنان لـ"الحدث" تفاصيل مقابلتها المريرة مع مديرها الذي كان سيكون، مؤهلاتك الفضلى كونك عزباء، وهو ما يترتب عليه ساعات عمل أطول، دون تململ أو تأخير، دون واجبات منزلية أو ضغوطات عائلية، تفرغ تام، لا حياة شخصية! الوظيفة سكرتيرة أي وظيفة إدارية، ألف شيقل يعتقد بها المدير بأني سألغي جميع حياتي من أجلها وأترهبن من أجل وظيفة تخل حتى بشروط العمل وقانونه والأهم إنسانيته.

 

سميرة (23) عاماً.. فرصة عريس

 

الوظيفة كما تراها سميرة، فرصة.. فرصة للخروج من المنزل، ليراها أكبر عدد ممكن من الشبان الذين يبحثون عن نصفهم الآخر، الذي يحبذون لو تكون تعمل! أو يبحثون عن من هي تعمل.. والأدهى من ذلك كله، أن يكون عملها مثبتاً لا عقداً، وظيفة حكومية مدى الحياة ضمان استقرار واستمرار عش الزوجية!

وكما أكدت صديقتها، فإن الوظائف في القرن الحادي والعشرين، ضمان عريس! يبحث عن عروس تعمل، تأتي بمردود مادي ثابت وبساعات عمل محددة، فتكون المعادلة أنها ضمنت لنفسها "زوجاً" وهو قبل بها عروساً تعمل و "مثبتة".

 

آمال (25) عاماً..صداع!

 

أخذتنا طبيبة الأسنان إلى منحى آخر، حيث يكون الأهل عبئاً آخر، وكأن عمل المرأة ثانوياً وكأنه غير ضروري، فإذا ما واجهت الفتاة العاملة مشكلة صغيرة، تصبح كبيرة وعظيمة!.. ولا تجد سنداً ولا أحداً.

 

تشكي آمال لـ"الحدث" عن المجتمع وإصراره على لعب دور الجلاد، فإذا واجهت المرأة العاملة أي نوع من المشاكل في عملها تكون أصابع الاتهام والخطأ موجهة إليها فهي وكما يقولون، لم يجبرها أحد على أن تعمل فهي ليست المعيل، وأي مشكلة تفيض بها إلى الأهل والأصدقاء، تعتبر عبئاً إضافياً وإزعاجاً لم يحسب له حساب، فلا تشكي الفتاة ولا تبكي! تبقى لتحل مشاكلها بنفسها فهي وكما يراها كثيرون..قد جلبته لنفسها!