الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تهديد غربي مُتفاقم للمجال الأكاديمي الإسرائيلي

2016-04-28 08:15:24 PM
تهديد غربي مُتفاقم للمجال الأكاديمي الإسرائيلي
إحدى أنشطة حركة المقاطعة (BDS)

 

الحدث - رام الله

 

خلال الشهر الجاري، تم التصويت بأغلبية من قبل مجلس طلبة الدكتوراة في جامعة ولاية نيويورك الأمريكية، على قرار مقاطعة المؤسسات «الأكاديمية» الإسرائيلية؛ لاستمرارها في انتهاك حقوق الفلسطينيين.

 

حاز القرار حينها على موافقة 42 صوتًا، مقابل 19 صوتًا، وامتناع 9، ما أثار جدلًا داخل الأوساط الإسرائيلية، التي اعتبرت أن الجامعات الغربية، الأمريكية والبريطانية منها تحديدًا، أضحت معاقل لمعاداة إسرائيل؛ خاصة وأنه سبق لجامعات بريطانية حذو الأمريكية بمقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين؛ بسبب السياسات ضد الفلسطينيين.

 

وخلال السنوات القليلة الماضية، أُقرت العديد من القرارات المُشابهة، عبر حملةٍ بدأتها حركة «بي دي إس»، التي تنظر إليها السلطات الإسرائيلية، على أنها المحرك الأساسي لأية حملة ضد مؤسساتها الأكاديمية.

 

تبلورت فكرة المقاطعة، من خلال حركة عالمية تُسمى «بي دي إس«، وذلك عبر حملات كشف للانتهاكات الإسرائيلية؛ تسعى إلى الدفع نحو مُقاطعة إسرائيل في مجالات مُختلفة.

 

الحركة التي تأسست في التاسع من يوليو (تموز) 2005، تخطت المقاطعة الأكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، لتشمل مجالات مختلفة، منها اقتصادية، وأخرى فنية، ما دفع الأوساط الإسرائيلية إلى وصفها بـ«الخطرالاستراتيجي».

 

و تنطلق الحركة من ثلاثة أهداف رئيسة، هي مقاطعة منتجات شركات إسرائيلية ودولية داعمة لها، تحقق أرباحها على حساب حقوق الفلسطينيين الأساسية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية والأكاديمية والفنية بإسرائيل.

 

الهدف الثاني للحركة، سحب التمويل من الشركات الإسرائيلية، والشركات الدولية الداعمة لها، عبر بيع أسهمها، والامتناع عن الاستثمار فيها. بينما الأخير هو فرض العقوبات على إسرائيل؛ لانتهاكها حقوق الفلسطينيين، سواءً كانوا لاجئين، أم في الضفة الغربية المحتلة، أم في قطاع غزة المحاصر، أم فلسطيني أراضي 1948.

 

لكن الأرجح أن الحصار الأكاديمي لإسرائيل في الغرب، يعود إلى عام 2002؛ عندما بادر أكاديميان بريطانيان، هما: «ستيفن وهيلاري رور«، في أوج الاجتياحات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، إلى نشر رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية.

 

تضمنت الرسالة وقتها 123 توقيعًا لأكاديميين بريطانيين، ودعوة مؤسسات الثقافة والأبحاث الأوروبية والقومية التي يمولها الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على إسرائيل ما لم تلتزم بقرارات الأمم المتحدة.

 

لكن الأمر الذي أثار غضب الساسة في إسرائيل، هو تحول الرسالة إلى عريضة تحمل ألف توقيع من بلدان متعددة، من بينهم 10 أكاديميين إسرائيليين، فضلًا عن أنها فتحت الباب على مصراعيه أمام حركات دولية مماثلة تدعو إلى ذلك.

 

وكانت أبرز المقاطعات الأكاديمية في أبريل (نيسان) 2005؛ حيث صوتت رابطة الأساتذة الجامعيين(AUT)على مقاطعة جامعتين إسرائيليتين، الأولى: «حيفا»؛ لتعديها على كادرها الأكاديمي، وكذا الطلاب الذين يقومون بالأبحاث ويناقشون تاريخ إنشاء إسرائيل.

 

فيما الثانية هي جامعة «بار إيلان»؛ كونها تشارك بشكل مباشر في احتلال الأراضيرالفلسطينية خلافاً لقرارات الأمم المتحدة، ما دفع جماعات يهودية، وغير يهودية داخل إسرائيل إلى رفض القرار، وتكذيب كل ما جاء فيه.

 

تزامنت هذه المقاطعة مع تزايد أعمال العنف الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ما دفع اتحاد أساتذة الجامعات البريطاني إلى اتخاذ قرار بوقف برامج التعاون مع الجامعات الإسرائيلية؛ وقد كان للخطوة صدى في بريطانيا، في حين لم تكن هناك آذانٌ صاغية في المجتمعات العربية.

 

وفي عام 2009، قررت الحكومة الإسبانية منع جامعة «أرئيل» الإسرائيلية من المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية بين كليات الهندسة المعمارية؛ لوجود الجامعة في مستوطنة أرئيل؛ المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.

 

أبرز قرارات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل

 

كما أشرنا مسبقًا إلى أبرزها، وآخرها ما كان من قبل طلبة الدكتوراة في ولاية نيويورك الأمريكية، إلا أنه في العاشر من يناير (كانون الثاني)، بحثت «جمعية اللغة الحديثة الأمريكية»، والتي تضم 26 ألف عضو من الباحثين في اللغة والأدب، أوجه اتخاذ قرار بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية؛ بسبب تفاقم العنصرية ضد الفلسطينيين في مجالات عدة.

 

وسبق ذلك بأيام قرار تعليق التعاون الأكاديمي الذي صدق عليه نحو 66% من أعضاء «جمعية الدراسات الأمريكية»، وهي الخطوة الأولى التي تتخذها، إلى جانب قرار جمعية علماء الأنثروبولوجيا «علم الإنسان» في أمريكا، أيضًا مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية؛ للهدف نفسه.

 

ووفقًا لصحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن نقابة المعلمين في أيرلندا، اتخذت قبل ثلاث سنوات، قرارًا بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا، وقطع العلاقات معها؛ بسبب سياسة التمييز العنصري؛ إذ صوت 14 ألف معلم بالإجماع على قطع علاقتهم بالمؤسسات الأكاديمية، ووقف كل أنواع الأبحاث العلمية معها.

 

بالنسبة لإسبانيا، فقد تأسست بها حركة لمقاطعة إسرائيل ثقافيًا وأكاديميًا عام 2007، استطاعت أن تنتشر في كل المقاطعات الإسبانية، ولها نشاطات في مجال التضامن والتوعية وتنشط بفاعلية عند أية محاولة إسرائيلية لتبييض صورتها في أي مجال كان، خاصة الثقافي والأكاديمي، حتى أصبح هُناك1400 أكاديمي إسباني يقاطعون إسرائيل.

 

وكانت المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل قد أثمرت نجاحات واضحة في كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا والنرويج والسويد وبلدان أخرى، ما دفع رئيس لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية البروفيسور «بيرتس لافي»، إلى التبرّم، المعطوف على الغضب؛ لأنّه يرى أنّ المقاطعة الأكاديمية تمثل مسًّا خطيرًا بالمورد الأهم، وهو «رأس المال الإنساني».

 

وأكد لافي لـ«الجزيرة نت»،أنّ الجامعات الإسرائيلية تواجه «هجمة شرسة من قبل أوساط معادية»، معتبرًا أن المقاطعة الأكاديمية تُمثّل «خطرًا على تفوّق إسرائيل الاستراتيجي وعلى مناعتها ومستقبلها».

 

الجامعات المقاطعة للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية

 

الاتحاد الوطني البريطاني للطلبة

 

جامعة «دي بول« الأمريكية

 

جامعة «نورث ويسترن»