الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عن الطب النفسي.. سألتهم "الحدث" فقالوا..

2016-05-12 07:05:59 AM
عن الطب النفسي.. سألتهم
الطب النفسي

 

الحدث- آيات يغمور

 

هي الروح، تشيخ كما هو الجسد، ولكن عمرها الزمني لا يقاس بوحدة السنين، إنما وحدة قياسها هموم ومتاعب.

 

قد يصاب يافعو الجسد، بالظلمة في وضح النهار، فيضعف وهج أرواحهم وترتسم تجاعيدها على قلوبهم، ليصبح اللجوء إلى  "العلاجات النفسية أو الروحانية"سبيلا لا بد منه، ومن هنا جاء الطب النفسي ليشخص داء الروح ويكتب وصفة علاجها.

 

وعلى الرغم من قلة العيادات النفسية وندرتها إلا أن العلاج النفسي بات متاحاً في فلسطين في تلك العيادات التي تفتح أبوابها آملة أن تزورها تلك الأرواح المتعبة لتسمع همومها وتكتب لها ما تحتاج من علاج، ولكن المجتمع الذي نعيش، ما زال في جزئيته يرى في العيادات النفسية مستشفى للأمراض العقلية، ويعتبر مرضاه فاقدي الأهلية.

 

أحكام مطلقة تجعل من المرضى الذين يفكرون في التوجه إلى طبيب نفسي مختص، لشكوى أو مراجعة أو حتى تفريغ نفسي، بالصد عن القدوم، وتفضيل بقاء الهموم، خوفاً من ألسنة الناس.

 

ومن هنا أرادت "الحدث" أن تعرف إذا ما كان المجتمع الفلسطيني يتقبل الطب النفسي ويعترف بأهميته العلاجية، أم هو من المجتمعات التي ما زالت تعيش في الزمن القديم؟

 

فرح (27) عاماً

 

تقول الأخصائية النفسية، أن المريض النفسي في فلسطين، يحتاج إلى فترة أشهر طويلة ليعتاد على طبيبه ويتقبل منه النصح والإرشاد، وهو ما يجعل فترة العلاج أطول وأكثر صعوبة.

 

هيا (32) عاماً

 

في حملي الأول، وبعد ولادتي لابنتي، أصابني ما يسمى بـ"اكتئاب ما بعد الحمل"، وهو ما جعلني أعرض عن مقابلة الأهل والأقارب، فرفضت التهاني والتبريكات، وبقيت حبيسة المنزل 5 أشهر دون أن يرى أحد وجه مولودتي، ولكن زوجي رافقني إلى طبيب نفسي ليخرجني من عزلتي، وليشخص حالتي بأنها اكتئاب ما بعد الحمل، ولولا تفهمه لما أعانيه، لما تحمل مني ما تحمل، وكنت سأبقى مكتئبة لسنين طوال!

 

جمال (24) عاماً

 

أن تكون شاباً صغير العمر في بداية طريقك، يجعلك أصعب تقبلاً لزيارة الطبيب النفسي، ولم أكن لأفكر حقاً في زيارته لولا حادث السير المرعب الذي مررت به وخرجت منه سليم الجسد عليل الروح، بقيت أخاف من ركوب الحفلات فكيف وأن أقود ثانية! ، استطعت في فترة علاجي أن أتقبل الحادث وأعرف مسبباته، فارتاح قلبي واطمئنت نفسي، وبت قادراً على مواجهة خوفي تدريجياً.

 

هبة (38) عاماً

 

أن يكون طفلي الذي لا يتجاوز أربع سنوات خائف على الدوام، أمر مرهق وقاتل لقلب الأم! فهو الذي بحاجة للشعور بالأمان في هذا العمر تحديداً.

كان طفلي من الأطفال القلة الذين نجوا من حادثة "جبع" التي راح ضحيتها 7 أطفال، إلى جانب التشوهات التي أصابت بقية الأطفال، وهو ما جعل طفلي يعيش رعباً مستمراً لتعود به مخيلته إلى صور الحادث وإصابات زملائه ووفاة أصحابه!

لم أستطع أن أقف متفرجة على طفلي الذي ما زال صغيراً على أن يعيش هموماً ويستحضر ماضٍ أليم، فاصطحبته إلى طبيبة نفسية تعالج الأطفال بالرسم والتلوين، ليعبر عن نفسه بدلاً من مشاعر الخوف والصراخ.

 

انتقادات وقبول

 

في سؤال وجهته "الحدث" لأربعين شخصاُ وأكثر، اعترف البعض بزيارته لطبيب نفسي، وعبر آخرون عن حاجتهم لفعل ذلك، بينما رأى عديد منهم أن المجتمع سيجعل منهم مجانين، وهو ما يستوجب أن يكون المريض كتوماً سرياً في زيارته، وعبر آخرون عن أن العلل النفسية بعدٌ عن الدين، ونصح آخرون بالروحانية، والبعد عن المادية.

 

وكان جل أجوبة المشاركين، تتمحور حول المجتمع وظلمه، عن حكمه المستمر، وكلامه الجارح، وعدم تفهمه لاحتياج المريض وتقليل أهمية علاجه.

 

عيادات طبية ومراكز إرشاد نفسية

 

هنا في الضفة الغربية، مراكز إرشاد نفسي وعيادات طبية، ولكن الغالب في الضفة، أن يكون العلاج في مراكز لرخص تكاليف العلاج، ولتوفرها بشكل أكبر، أما عن العيادات الطبية، فهي قليلة الوجود، وتكلفة علاجها تتراوح بين 200-300 شيقل، وهو ما يجعل المعرضى عازفين عن العلاج.