الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نقوش على أعمدة عمّون /طارق عسراوي

2016-05-18 01:01:54 PM
نقوش على أعمدة عمّون /طارق عسراوي
طارق عسراوي

 

لم ينعتني صديقي بالجنونِ حينَ مشيتُ فوق الثلجِ ذاتَ حلمٍ لأشربَ المثلّجات ،

فكيفَ نَعتِّني بالجنونِ حين جئتُكِ حافياً

لأغسل خطيئة الماء !

***

 تمتماتٌ، كلُّ ما سِمِعَ صاحِبُ البيتِ حين انفجرت على فخذ الليلِ أغنيات النشوة،

و فاضَ نوراً حليبُ القَمر .

لمَ كلُّ هذا الضجيجُ إذاً، رغم صَمتِ القبلةِ و إنحباسِ النَفَس!

***

سأقولُ الحقيقةَ، لا أحد يعرفُ حجم كذبتيَ الاخيرةَ سوى خلدون،

خلدون مَضى كما مَضيتِ دونَ أثَرٍ أو شهود !

***

المحبُّ لا يُفكّر كثيراً ..!

أينَ رُشدكَ يا فتى ؟!

ربما أخفيته في ظلال شجرة التين البعيدة،

أو أن راقِصةً سَلَبتهُ ذات كأس !!

***

كان مَهرُكِ غالياً !

نصفُ دينارٍ بقيمةِ عمرٍ لن يعود،

لو تعرفينَ ، كم ضحكنا، كم رقصنا ..!

مَنْ يأخُذُ قنطاراً ويعيدُ ذاك الليل ساعةً،

لو أستطيعُ .. لو

***

لم تنتبه للبرقِ

كيف يقدَحُ كلّما حُكَّ حجرٌ بحجرٍ،  أو تهادلت خصلة من ضفيرة الكستناء على وجهها، وحجبت عن عينيهِ نمش الأُقحوان، ودوار باريس شاهد على مذاق القهوة واللوعة!

***

خلفَ خطوة من ظهر الحقيقة

مدّت سِرّها إليّ و قالت :

خُذ حلمي، لأملكَ العالم !

قال لي صائغ : خفيف الوزن هذا الحلم.

من تُعطني قدحاً، وأعطِيها خاتماً؟!

***

كان عصراً غائماً، حين جلست على درجات مبنى الجامعة، وقالت: لا تخف، فُكّ ضفيرتي لأكتنز باسمك، واتركْ قشَّ التردد للبلابل كي تعمّر عشّها، واعتلِ صهوة المروج الشاسعة!

فعلّقتُ ما بقي من ذلك النهار بدولابِ الثياب، وسرتُ حافياً نحو اللغة!

***

عموداً، عموداً،أصقلُ الذكرى.

 ليس وَحدَهُم العمّونيّون من رحلوا، وبقيت أعمدة الرخام، الحبُّ، أيضاً، قد زال من اثر الكلام!