الأربعاء  01 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| يا ترى ما هي وظيفة الأحلام في فلسطين؟

2016-05-18 02:32:13 PM
خاص| يا ترى ما هي وظيفة الأحلام في فلسطين؟
خاص| يا ترى ما هي وظيفة الأحلام في فلسطين؟

 

الحدث- فرح المصري

آثار فيديو نشرته الصحفية آلاء بني فضل على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" حالة من الجدل بين الأوساط الشبابية الفلسطينية، بعد أن قامت بتمزيق شهادتها الجامعية احتجاجا على قلة الوظائف.

 

آلاء بني فضل، تخرجت من كلية الإعلام عام 2012 من جامعة النجاح الوطنية، وتقدمت للعديد من الوظائف، ولكن دون جدوى، إلا أنها تمكنت من خلال الفيديو تسليط الضوء على قضية البطالة في صفوف خريجي الجامعات الفلسطينية.

 

ما هي وظيفة أحلامك؟ سؤال طرحته "الحدث" على عدد من الشبان الفلسطينين، لتكتشف لاحقا حالة اليأس التي طالت عدد كبير منهم.

 

فمنهم من رأى أن الوضع الحالي لم يترك المجال لهم للحلم، حتى أصبحت الوظيفة تعني تأمين لقمة العيش لا أكثر، بعيدا عن الأحلام التي أصبحت تعتبر "كماليات" هم بغنى عنها.

 

أما البقية، مِن من ترك للحلم فسحة صغيرة  بباب الأمل علّه يدخل منها يوما ما، كانت غالبية أجوبتهم تتمحور حول الحالة الفلسطينية أجمع "الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية"، فمنهم من يحلم بأن يصبح قاضي يحاسب الفاسدين ومنهم من يحلم بأن يدافع عن حقوق الأطفال والمستضعفين..إلخ.

 

في بلادنا يا دوب الواحد يشتغل

عن هذا الموضوع، يقول المواطن أحمد 26:" انا اعمل في مجال العلاقات العامة براتب متوسط، وأحلم في عمل مشروعي الخاص بالدعاية والإعلام، ولكن نظرا لصعوبة الظروف المحيطة، وقلة دخلي، اضطررت لاهمال أحلامي والاكتفاء بوظيفتي المتواضعة الكفيلة بإطعامي".

 

عدنان 30 عاما:" هو في أحلام ليكون في وظيفة أحلام بالاساس، في بلادنا يا دوب الواحد يشتغل بالأول بعدين بسير يحلم".

 

ضياء 25 عاما:" تخرجت من كلية التجارة والاقتصاد منذ 3 سنين، وبحلم أني أصير موظف في أي وزارة بالسلطة على أن يتم تثبيتي لاحقا حتى أحافظ على وظيفتي، وأومن مستقبلي".

 

وتقول حنان 26 عاما:" ان والدي كافح من أجل العودة للوطن، ومنذ 30 عاما وحتى اللحظة وأنا أطالب بالحصول على هوية تحميني وتدافع عن حقوقي الأساسية، ولذلك أحلم في أصبح مديرة لشركة تدافع عن حقوق الإنسان".

 

كريم 33 عاما:" أنا أعمل في مجال الإعلام، وأطمح في أن أصبح قاضي في المستقبل يحاسب الفاسدين الذين تحايلوا على القانون، ونهبو أموال الدولة".

 

دعاء 22 عاما:" أنا أطمح بالعمل في المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان كمنظمة اليونيسيف، التي تحمي حقوق الاطفال، فهناك أجد ذاتي".

 

محمد 26 عاما:" طموحي أن أصبح مدير العلاقات العامة والاعلام في شركة مهمة، يترافق معها عملي في صناعة الافلام المختصة بفضح جرائم الاحتلال ومخالفتها للقانون الدولي وحقوق الانسان".

 

الوضع الفلسطيني عاجز عن احتضان أحلام الشباب

بدوره يقول المحاضر في جامعة بيت لحم وسام الرفيدي:" إن وضع المجتمع الفلسطيني لا يهيأ الظروف للشباب الفلسطيني لتحقيق طموحهم ولا عن التعبير عن ذاتهم".

 

وأضاف لـ"الحدث":" إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية جعلت طموح الشباب الفلسطينين تتمحور حول إيجاد أي وظيفة لها راتب قادر على تأمين احتياجات الحياة الأساسية".

 

هناك ضرورة لأن يتم وضع خطط تنموية تنهض بقطاع الشباب الذي يشكل 55% من المجتمع الفلسطيني، لتطوير بيئة خصبة قادرة على النهوض بوضع الشباب، وقادرة على احتضان ابتكاراته ومشاريعه الخاصة، حسب ما أكد الرفيدي.

 

وأشار الرفيدي إلى انه اذا استمر الوضع على ما هو عليه سيؤثر على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني بشكل كبير، فاذا لم نرجع للوراء، سنبقى على وضعنا الحالي ولن نستطيع النهوض تنمويا ولا النهوض أمام اجراءات الاحتلال.

 

ومن جهة أخرى، قال الرفيدي ان هذا الموضوع قد ينعكس أيضا على عزوف قطاعات كبيرة من الشباب عن التوجه للتعليم، والاكتفاء بالمرحلة الثانوية، نظرا لان الغالبية الكبرى من المتعلمين هم عاطلين عن العمل، ومنهم من ترك شهادته الجامعية ليعمل في مجال البناء.

 

خطة وطنية شاملة

وطالب المحاضر في جامعة بيت لحم، المسؤولين لضرورة تطوير خطة وطنية شاملة تربط بين التعليم والانتاج الاقتصادي ومتطلبات السوق الفلسطينية، ورغم أن هذه الخطة ستؤثر على خيارات الطلاب، إلا أنها ستصب في مصلحتهم مستقبلا من حيث تقليل نسب البطالة.

 

البطالة تحمل في طياتها عدد كبير من المشكلات التي تنعكس على العلاقات الاجتماعية وارتفاع نسب الجريمة والمخدرات والهجرة، الأمر الذي يؤثر سلبيا على المجتمع، حسب ما أكد الرفيدي.