الإثنين  12 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كراهية إسرائيل للعرب

2016-05-21 07:44:37 AM
كراهية إسرائيل للعرب

 

الحدث- القدس

مقال لطال أمير في صحيفة معاريف الإسرائيلية

 

مركز إصلاح الدين والدولة يفاقم صراعه ضد منظمة "لاهافاه" ورئيسها، نشيط اليمين بنتسي غوفشتين. مؤخرا أطلق المركز حملة في الشبكة الاجتماعية فيها فيلم مدته دقيقة ونصف يطلب فيه من المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، محاكمة غوفشتين بتهمة التحريض على العنف ضد العرب واستغلال الاطفال الذين يعانون من الضائقة لأهدافه.


يظهر غوفشتين في الفيلم وهو يعلن تأييده لحرق الكنائس ويقوم بنفسه بالاعتداء على شاب عربي. والمركز يطلب ايضا من الجمهور الانضمام إلى عشرات آلاف المواطنين الذين وقعوا في الشهر الاخير على عريضة ضد الكراهية والعنصرية التي تبثها "لاهافاه".


في مقابل الفيلم والعريضة، مركز الاصلاح يكشف هذا الاسبوع عن كمية كبيرة من المعطيات الرقمية الاستثنائية الخاصة بحجم نشاط المنظمة في الشبكات الاجتماعية. ومن خلال الفحص الذي أجري في آذار الماضي من قبل معهد ابحاث فيغو من مجموعة يفعات، قيل إن لاهافاه وبواسطة نشطائها هي الاكثر مساهمة في الكراهية في الشبكات الاجتماعية ضد السكان العرب، حيث أنها تضع في كل سنة نحو 100 بوست على الفيس بوك وتويتر والانستغرام.


من تحليل المعطيات التي جُمعت بناءً على طلب من صندوق كتسنلسون التي تتركز بعنوان "تقرير الكراهية" تبين أنه كل ست دقائق تنشر في الشبكة مدونات ضد الجمهور العربي. وكل 27 دقيقة هناك دعوة للعنف نحوه. وجاء في البحث ايضا أن نصف النقاشات في الشبكات الاجتماعية المتعلقة بلاهافاه يُجل غوفشتين ويتعامل مع مواقفه وقناعته بشكل ايجابي، أما النصف الثاني فيشمل الشتائم والتشهير ودعوات العنف مثل "الموت للعرب" و"يجب محو ذرية عمليق" و"حرق الكنائس" وغيرها.


ويشار إلى أنه في العامين الأخيرين تمت ازالة سبعة حسابات في الفيس بوك للاهافاه بذريعة السلوك غير اللائق ولا توجد صفحة للمنظمة في هذه الاثناء تحمل اسمها. إلا أنه حسب تقرير الكراهية فان هناك 80 مجموعة تقف من وراء لاهافاه اغلبيتها مغلقة وصغيرة وهي تستمر في النشر في الفيس بوك تحت اسماء اخرى.


على رأس الصراع ضد لاهافاه وغوفشتين تقف نوعه سيتت، وهي نشيطة اجتماعية في حقوق الانسان وحاخامة اصلاحية تدير مركز الدين والدولة على مدى السنوات الخمسة الاخيرة. وهي التي قامت بتنظيم مسيرة الفخار في القدس وفي أعقاب ذلك فرض عليها بعض الحريديين لعنة التكفير. إلا أن محاولة الاخافة لم تردع سيتت الشابة التي تتحدث بكلمات حادة ضد لاهافاه ومن يرأسها. "يوجد في البلاد الكثير من العنصرية، ولكن هناك اسم واحد يظهر باستمرار كمحرض رئيسي"، قالت، "غوفشتين يستغل الصغار الذين يعانون من الضائقة ويقوم بتحويلهم إلى جنود في الجيش السيئ الذي انشأه، واولئك الفتيان يعملون تحت إمرته حيث يحرضون ضد العرب وضد الديمقراطية.


"لقد قمنا خلال خمس سنوات بتقديم شكاوى في الشرطة وتوجهنا للمستشار االقانوني السابق للحكومة وشاهدنا كيف تتعامل السلطات القضائية وكيف أنها لا تحاكم غوفشتين. وقد قررنا البدء بنشاطات شاملة في الشبكات الاجتماعية على أمل أن يقوم المستشار القانوني الحالي افيحاي مندلبليت بانهاء هذه المهزلة المحرجة والخطيرة".


"أعرف أن النتيجة لن تكون سريعة ضد العنصرية ونحن بحاجة إلى سنوات من العمل التربوي والسياسي. المجتمع الإسرائيلي المتطرف تدهور في العامين الاخيرين من العنف الكلامي ضد الجمهور العربي إلى العنف الجسدي، لا سيما منذ قتل الفتى محمد أبو خضير. والأمر اللافت هو أنه كلما كان غوفشتين في الاعتقال أو ينشغل باموره الشخصية، كلما انخفض العنف الجسدي، ونحن لدينا مصادقة على ذلك من الشرطة.


"للأسف الشديد لم نحقق بعد أي انجازات حقيقية في الصراع، لذلك نحن نحاول تجنيد الجمهور من خلال الفيلم والعريضة كي يساعدنا على ايقاظ سلطة القانون. وأعتقد أنها لا تفعل ما يكفي من اجل افشال عملية القتل التالية التي اؤمن أنها في الطريق. إن حياة الضحية التالية توجد في أيدي الجهاز القضائي وهو وحده الذي يستطيع منع عملية القتل".


منظمة لاهافاه لمنع الاندماج تعلن عن نفسها كمن أنشئت من اجل منع الاندماج وخلق العلاقات الرومانسية بين اليهود والعرب، الأغيار أو العمال الاجانب. وحسب زعمهم فان الاندماج في البلاد قد زاد في السنوات الاخيرة، لهذا اتحدوا مع جهات اخرى من اجل انقاذ فتيات إسرائيل. لاهافاه تعترف أنه من الضروري ايجاد الحل من خلال التوعية لهذه الظاهرة.


أنشئت المنظمة على يد غوفشتين المعروف كيميني راديكالي، وناشط سابق في حركة كاخ وكتلميذ للحاخام مئير كهانا. وخلال سنوات صباه فتحت ضده ملفات في الشرطة للاشتباه بالاعتداء والتسبب بأضرار للممتلكات العربية. وبعد التعرض لحياة كهانا تم اعتقاله للاشتباه بقتل عربيين كانتقام، لكن تم اطلاق سراحه لعدم وجود الأدلة.


في آذار 2014 اعتقل غوفشتين مرة اخرى مع ستة اعضاء من لاهافاه للاشتباه بالتحريض والمطالبة بتنفيذ اعمال عنف وارهاب، بعد يوم واحد من تقديم لائحة اتهام ضد ثلاثة نشطاء من المنظمة، حيث جاء أنهم قاموا باحراق المدرسة ثنائية اللغة في القدس. وبعد ذلك بسنة، في آذار 2015 أوصت الشرطة النيابة في القدس بتقديم لائحة اتهام ضد غوفشتين لأن البوستات التي تم نشرها في الفيس بوك والرسائل في الواتس آب بين نشطاء لاهافاه كانت عنصرية. إلا أن لائحة الاتهام لم يتم تقديمها منذ سنة. لأنه لا يمكن تقديمها بدون مصادقة المستشار القانوني للحكومة الذي هو مخول بتحديد اذا كانت هذه مخالفات جنائية وليست اقوال في اطار حرية التعبير.


اثناء تلك الفترة ظهر اسم غوفشتين في العناوين حيث أنه في آب 2015 أيد احراق الكنائس، الاقوال التي أدت إلى تقديم شكاوى في الشرطة من قبل ممثلية الفاتيكان في إسرائيل.


سيتت واعضاء مركز الاصلاح يتابعون بقلق افعال لاهافاه. وقد قدموا في السنوات الخمسة الاخيرة 25 شكوى في الشرطة ضد لاهافاه وغوفشتين. إضافة إلى ذلك، هم يرسلون مرة كل ثلاثة اشهر رسائل تذكيرية للمستشار القانوني للحكومة يطلبون فيها محاكمة غوفشتين والنشطاء. وفي ايلول 2014 تم تقديم دعوى لمحكمة العدل العليا ضد المستشار القانوني السابق، لكنها رفضت لأن عمل الشرطة كان في ذروته. تفسير النيابة لرفض الدعوى هو أنه كان يجري تحقيق سري ضد غوفشتين بدأ في 2012.
قبل نحو شهرين توجه مركز الاصلاح للمستشار القانوني الحالي للحكومة، مندلبليت، وتمت الاشارة بالتفصيل إلى تصريحاته التي نشرت في موقع لاهافاه بعد العملية التي تعرض فيها أحد الحراس في المجمع التجاري في معاليه ادوميم للاعتداء ببلطة، وطلب غوفشتين عدم تشغيل العرب في إسرائيل. "هذه الدعوات تعتبر تحريضا على العنصرية وتساهم في تنفيذ اعمال مرفوضة التي هي ضد قانون المساواة والفرص في العمل". في نهاية المطاف أشار مركز الاصلاح إلى أنه اذا لم يحصل على الاجابات ولم يتم فتح تحقيق اضافي ضد لاهافاه، فإنه سيفحص امكانية التوجه إلى محكمة العدل العليا.


"أشعر أن المجتمع في إسرائيل لا يعرف كيفية مواجهة المنظمات الخارجة على القانون"، وقد بدا الغضب في لهجة سيتت، "لاهافاه وغوفشتين يعملان كمنظمة للجريمة التي تصل إلى ميدان صهيون في القدس لتجنيد الشباب في ضائقة، ويجعلونهم يعملون بشكل عنيف ضد العرب، ويمنحونهم الزي وينقلون اليهم رسائل حول استخدام القوة ويحولونهم إلى جنود في خدمة لاهافاه. هؤلاء الشباب المساكين يقبعون فيما بعد في السجن، أما غوفشتين فيظل حرا ويستمر في تجنيد شباب آخرين بدلا منهم".


ما الذي سيحدث اذا زعم أحد اعضاء لاهافاه أن اقوالك هي نوع من التحريض؟.


"كل ما اقوله الآن ينبع من الحقائق. انظري من الذي يقف من وراء نشر الكراهية والعنصرية اللتين أدتا إلى إحراق المدرسة ثنائية اللغة وتخريب كنيسة "الخبز والسمك" أو قتل الفتى أبو خضير. في كل اسبوع نحن نصل إلى ميدان صهيون ونشاهد هناك غوفشتين يقف في الوسط ومن حوله شباب صغار وليس كبار. هذا يعتبر استغلال. وبحث صندوق كتسنلسون في هذا الامر يثبت ذلك. تتحدث لاهافاه عن منع الاندماج . ولكن ذلك مجرد غطاء يهودي يهدف إلى إخفاء العنصرية بهدف العنصرية. النساء اللواتي تزوجن من العمال الاجانب أكثر من النساء اللواتي تزوجن من العرب. الحديث يدور عن مجرد عشرات الحالات في كل سنة".


تقرير الكراهية نشر في الشبكات الاجتماعية قبل نحو سنة من اجل مكافحة ظاهرة التحريض والعنصرية. في كل لحظة يقوم معدو البحث بمتابعة نصف مليون محادثة وسبعة ملايين نص باللغة العبرية لمعرفة حجم النقاش العنيف والعنصري الذي يتم في الشبكات. وبهذه الطريقة تبين أنه اثناء 2015 كان هناك 3.5 مليون نص تحريضي، الأمر الذي يشكل زيادة بنسبة 40 في المئة في الدعوة للعنف الجسدي ضد العرب.


مدير مركز التفكير في الصندوق، عيران حرموني، قال إنه تبين من تقرير الكراهية أن هناك صلة واضحة بين نشاط لاهافاه في الشبكات وبين السلوك العنيف للجمهور.


وتظهر في التحقيقات صورة تكشف عن مستوى العنصرية في إسرائيل بشكل عام، حيث قيل إنه كل 15 ثانية ينشر في الشبكات الاجتماعية بوست تحريضي ضد العرب أو يطلب الإضرار بهم، وفي الحاصل النهائي يكون 6 آلاف بوست يوميا، أي أكثر من مليوني بوست في السنة. 200 ألف بوست منها تُنسب لـ 80 مجموعة مغلقة تقف من وراء لاهافاه وتقوم بدعمها ودعم أفكارها. ويوجد في هذه المجموعات 35 ألف نشيط يقومون كل سنة بكتابة 90 ألف مدونة اغلبيتها تحرض ضد العرب. وعدد المنشورات التحريضية يصل إلى 250 ألف منشور كل يوم، اضافة إلى 55 بوست يوميا تنشر من قبل نشطاء لاهافاه التي تحرض على العنف الجسدي ضد العرب.


70 في المئة من النشطاء الذين ينشرون افكار لاهافاه، كما ظهر في البحث، هم تحت سن الـ30 وهناك تساوٍ في عدد النساء والرجال وايضا العلمانيين والمتدينين.


صفحة غوفشتين في الفيس بوك تقع في المكان الاول حسب تقرير الكراهية، حيث بلغ عدد من يتابعون الصفحة في آذار هذا العام 28 ألف شخص، والآن وصل العدد إلى 30 ألف شخص. وهناك صفحة اخرى تتم متابعتها من قبل 4 آلاف شخص فقط.


"إن طعن المواطنين الإسرائيليين هو أمر مزعزع، لكن من أجل منع ذلك توجد الشرطة والجيش اللذان ينجحان حيث انخفض ارهاب الافراد إلى الحد الادنى بفضلهما. وفي المقابل ليس هناك تطبيق للقانون فيما يتعلق بغوفشتين. القانون الذي يمنع العنصرية يكون ساريا عندما يدور الحديث عن اليهود والعرب، ولكن ليس بشكل متساوٍ".


"حرية التعبير هي قيمة عليا يجب الدفاع عنها. القانون يوضح متى تنتهي حرية التعبير ومتى يبدأ التحريض الذي يؤدي إلى العنف. ولم يسبق لي المطالبة باخراج هذه المنظمة خارج القانون، بل طلبت فقط محاكمة غوفشتين بسبب تحريضه على العنصرية. فهو يأتي من الخليل مرة في الاسبوع إلى ميدان صهيون ويزرع التدمير ويذهب. إنه حسب رأيي هو الذي يمزق المجتمع الإسرائيلي ويهدد مستقبلنا. إنه يتحدث باسم اليهودية ويقتبس الاقوال من التوراة. إن الضرر والخطر اللذين يتسبب بهما غير مفهومين من الجميع. هذه هي الاسباب التي قررنا بسببها محاربته في الساحة التي هو نشيط جدا فيها".


الفيلم الذي أنتجه مركز الاصلاح وجد الصدى في الشبكات حيث شاهده في الاسبوع الاول 120 ألف شخص. "أردت الوصول إلى جمهور أكبر، وقد وصلنا"، قالت سيتت برضا، "أعتقد أن عدد المشاهدات سيزداد باستمرار".


"أشعر بأن المركز يعمل بشكل صحيح. واذا قاموا بتهديدنا فسنتوجه للشرطة. في الايام التي نظمت فيها مسيرة الفخار في القدس اضطررت للتجول مع حارس، واذا اضطررت فسأقوم بذلك مجددا. هدفي في الحياة هو عدم التدهور إلى العنف ولا الخوف منه. وإلا فلن يكون بالإمكان العيش في مجتمعنا. احيانا أندهش من الجهاز الصحي لدينا، فهو مثلا ينجح في خلق وجود مشترك ومتجانس بين الاطباء اليهود والعرب وبين الممرضات اليهوديات والعربيات وبين الصيادلة اليهود والعرب، لكن لسبب ما فإن هذا النموذج لا يسري على كل المجتمع".