الأحد  13 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مبادرة «مدرستي فلسطين» .. حماية مدارس القدس وتعزيز صمود أهلها

2016-05-30 09:33:32 AM
مبادرة «مدرستي فلسطين» .. حماية مدارس القدس وتعزيز صمود أهلها

 

الحدث- المصدر

 

يمكن وصف وضع التعليم في المدارس الفلسطينية أو التي يدرس فيها طلاب فلسطينيون في القدس بالمأسوي، فهي تعيش أكثر من تحد في آن، حيث الحديث عن قرابة المئة ألف طالب وطالبة يتعلمون في بنى تحتية رديئة ومؤشر متصاعد للتسرب من المدارس، إضافة إلى مشكلة المناهج وغيرها، في مدينة تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تهويدها على المستويات كافة، بما في ذلك التعليم.

 

ومن هنا جاءت مبادرة «مدرستي فلسطين» التي أطلقتها الملكة الأردنية رانيا العبدالله قبل ست سنوات، وتتفاعل أكثر في الفترة الأخيرة باتجاه الإصلاح في المدارس التابعة للأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس على أكثر من مستوى، بخاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية. وسبق للملكة أن أطلقت مبادرة «مدرستي الأردن».

 

وأكد رامي مشعشع، مدير مبادرة «مدرستي فلسطين»، أن المبادرة هذه، أطلقت خصوصاً للمدارس في القدس عام 2010، لدعم وتعزيز قطاع التعليم في المدينة المقدسة، وأن ذلك يأتي من حرص الملكة على دعم قطاعات التعليم في الأردن وفلسطين، وفي الوطن العربي في شكل عام.

 

وفي القدس، تبرز الحاجات في قطاع التعليم في شكل واضح وكبير، حيث هجمة سلطات الاحتلال لأسرلة وتهويد المناهج والعملية التعليمية، وحيث البنية التحتية المتهالكة، وغيرها من الإشكالات... وقال مشعشع: هذه المبادرة مختصة بالمدارس التابعة للأوقاف الإسلامية الأردنية في المدينة.

وتتبع مديرية الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، والتي تتمترس في المدينة حتى ما بعد احتلال جزئها الشرقي عام 1967، ست وأربعون مدرسة تعمل في أحياء القدس كافة، سواء تلك التي داخل جدار الفصل العنصري أم خارجه، وتعمل المبادرة في شكل مباشر في ثلاث وعشرين مدرسة، وهي في الأساس مبان سكنية تم تحويلها بعد الاحتلال إلى مبان تعليمية تم العمل على تكييفها قدر المستطاع لتتحول إلى مدارس.

وجاءت مبادرة «مدرستي فلسطين» للمساهمة في تأهيل هذه المباني لتتحول باتجاه كونها مدارس تحافظ على عروبتها بالأساس، وتواصل مهمتها في تعزيز صمود أهل القدس، فمن ناحية البنية تحتية تمت، وفي إطار المبادرة، إعادة تصميم المساحات فيها وإعادة توزيعها بما يتلاءم والحاجات الطلابية والتعليمية، إضافة إلى تجهيزها بالتقنيات الحديثة، والأثاث المناسب لضمان استمرار عملية تعليمية لائقة في هذا المجال.

ومن الأمثلة على التحول الكبير في المدارس التي تعمل على تأهيلها مبادرة «مدرستي فلسطين»، مدرسة «النبي صموئيل»، وهي تحمل اسم إحدى القرى التابعة لمدينة القدس، وكانت عبارة عن غرفة واحدة فقط لا تتجاوز مساحتها 25 متراً مربعاً، وغير محددة المعالم كمحيط، وفيها أربعة صفوف تعليمية من الأول وحتى الرابع الأساسي.

وكان التحول الأول تحديد المساحات الخارجية للمدرسة، ولصعوبات البناء المتعلقة برفض سلطات الاحتلال في الغالب منح التصاريح لهذا الغرض، تم الاتجاه نحو الغرف الصفية المتنقلة (كرافانات)، حيث بات في المدرسة، وبعد ست سنوات على المبادرة، ست غرف تعليمية إضافة إلى مساحة خارجية للطلاب، وحديقة تشتمل على ألعاب، ويجري العمل على المزيد من التأهيل في هذه المدرسة لتضم طلاباً من قرى مجاورة لهذه القرية.

 

وفي مدرسة الأيتام (ب) في البلدة القديمة في القدس، نجحت المبادرة بالتعاون مع «مؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية» بترميم المبنى الذي تم شراؤه من قبل مديرية الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، وبنك التنمية الإسلامي، وإلحاقه بهذه المدرسة التي هي في قلب مدينة القدس، وبالتحديد في باب السلسلة.

 

وما يميز مبادرة «مدرستي فلسطين»، أنها ليست مبادرة موسمية، بل تقوم على مبدأ المراكمة في ثلاثة مجالات، أولها البنية التحتية، وثانيها إعادة تأهيل قدرات المعلمين والتربويين، وآخرها النشاطات الطلابية واللامنهجية.

 

وفي المجال الأخير، عملت المبادرة على برامج متعددة بهدف الخروج من الإطار التقليدي المتعارف عليه في العملية التعليمية، من خلال نشاطات لا منهجية أفضت إلى «غاليري مدرستي للفنون» الذي يستقطب الطلاب، ليس فقط من المدارس الثلاث والعشرين التي تشرف على تأهيلها «مدرستي فلسطين»، بل في المدارس المحيطة بمقر الغاليري في البلدة القديمة للقدس، ما من شأنه تعزيز الجوانب الإبداعية، وبخاصة الفنية للطلاب والطالبات، حتى باتت هناك فرقة للدبكة الشعبية تابعة للمبادرة من طلبة مدارس القدس من الجنسين، وقدمت العديد من العروض كان آخرها في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس (الحكواتي)، بعد أن خضعوا لتدريبات مكثفة في إطار برنامج «الدبكة ثقافة وهوية»، وتنفذه المبادرة بالشراكة مع مركز للفنون في القدس.

 

وفي وقت تحاول فيه سلطات الاحتلال السيطرة على المدينة المقدسة بكل تفاصيلها، لتحولها مدينة طاردة لسكانها الأصليين من الفلسطينيين، تتواصل جهود مبادرة «مدرستي فلسطين»، التي من ناحية عملية، وعبر عملها الدؤوب منذ سنوات في قطاع التعليم بالقدس، تساهم في تعزيز صمود المقدسي على أرضه، على رغم الصعوبات والضغوط الكبيرة لتهجيره عنها بشتى الوسائل والسبل.