الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ميدل إيست آي: شركة إماراتية توفر اللحم البقري لـ"إسرائيل"

2016-06-07 10:41:52 PM
ميدل إيست آي: شركة إماراتية توفر اللحم البقري لـ
الشيخ منصور بن زايد

 

الحدث - رام الله

 

كشف موقع "ميدل إيست آي" عن أن شركة مملوكة جزئيا للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، شقيق ولي عهد إمارة أبو ظبي، قامت سرا بتزويد السوق الإسرائيلية بلحوم البقر، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.



وكتب محرر شؤون الأخبار في الموقع روري دوناهي تقريرا، قال فيه إن شركة "إمارات المستقبل"(إميريتس فيوتشر) للمواد الغذائية، ومقرها أبو ظبي، أصبحت شريكة مهمة لشركة يملكها نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، عبر سلسلة من العقود التجارية المعقدة، حيث يملك الشيخ منصور نسبة 40% من أسهم الشركة.



وينقل التقرير عن متحدث باسم شركة شقيقة لـ"إمارات المستقبل"، وهي شركة "حجازي وغوشة"، قوله إن "الشيخ منصور يملك 40%  من أسهم الشركة المعنية".



ويشير الموقع إلى أن الشيخ منصور، وهو نائب رئيس الوزراء، ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم البريطاني، لا يذكر اسمه في موقع "إمارات المستقبل"، بصفته مالكا لشركة المواد الغذائية، إلا أن شركة العلامات التجارية الأردنية "أوفرهول" قامت ببيع "إمارات المستقبل" صندوقا تذكاريا للاحتفال بشراء الشيخ منصور حصته في الشركة. 



ويذكر الكاتب أن موقع شركة "أوفرهول" أنشئ على الإنترنت في الفترة ما بين تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي وشباط/ فبراير هذا العام، حيث لم ترد الشركة على أسئلة عن الوقت الذي صممت فيه الصندوق التذكاري للشيخ منصور، مشيرا إلى أن "إمارات المستقبل" لم ترد على أسئلة من الموقع، ولم يعلن الشيخ منصور على الملأ عن ارتباطه بالشركة. 



ويستدرك التقرير بأن الشيخ الإماراتي ظهر في عدد من المناسبات؛ ليوسع تجارة "إمارات المستقبل"، بما في ذلك في نيسان/ إبريل 2014، عندما ساعد الشركة بتأمين صفقة تهدف إلى زيادة المبيعات في صناعة الأطعمة الحلال.



ويلفت الموقع إلى أن الشيخ منصور افتتح أيضا حدثا تجاريا في كانون الثاني/ يناير العام الماضي، حيث رعى الحدث بصفته رئيسا لجهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية، مشيرا إلى أن "إمارات المستقبل" حققت في ذلك اليوم، من بين عدة شركات، صفقات قيمتها 3.7 مليار درهم إماراتي، بما يعادل 1.3 مليار دولار أمريكي. 



ويورد دوناهي أنه بحسب موقع الشركة على الإنترنت، فإن الشركة أنشئت في عام 2012، من أجل التشارك في تعاملات تجارية مع شركة غذاء أردنية معروفة، وهي "مجموعة حجازي وغوشة". 



وينوه التقرير إلى أن رئيس الشركة عصام حجازي ونائبه عبد الرزاق غوشة، أسسا مجموعة "حجازي وغوشة"، ومقرها عمان، عام 1985، وهي شركة ريادية في السوق الأردني في مجال استيراد الطعام والمواشي الحية، حيث وصفتها مجلة متخصصة بالتجارة بأنها "من أقوى الشركات الأردنية نفوذا".



ويفيد الموقع بأن العلاقة التجارية المشتركة بين الشركة الإماراتية "إمارات المستقبل" ومجموعة "حجازي وغوشة" أقيمت  عبر "شريك استراتيجي إماراتي"، بحسب موقع الشركة الإماراتية، التي لم تذكر أسماء الأشخاص الذين يقفون وراء الصفقة. 



وينقل الكاتب عن المتحدث باسم مجموعة "حجازي وغوشة"، الذي لم يملك الصلاحية للحديث مع "ميدل إيست آي"، قوله إن "مجموعة (حجازي وغوشة) وشركة (إمارات المستقبل)، هما شركتان شقيقتان مملوكتان من الشركة الأم ذاتها".



وبحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، فإن غرفة صناعة عمان تذكر أن شركة استثمارية إماراتية، لم تحدد اسمها، باعتبارها عضوا مشاركا في مجلس إدارة "حجازي وغوشة"، وقال المتحدث باسم الشركة الأخيرة إنه لا يستطيع الكشف عن اسم الشركة الاستثمارية الإماراتية.



ويبين الموقع أنه لا يوجد لشركة "حجازي وغوشة" موقع على الإنترنت، مقارنة بشركة "إمارات المستقبل"، التي لديها حضور خفيف على الإنترنت، بما في ذلك رسم هيكلي يظهرها على قمته، ويشمل مجموعة "حجازي وغوشة"، ما يشير إلى أن الشركة الإماراتية هي التي تقوم بإدارة المجموعة الأردنية.



ويكشف دوناهي عن أن المجموعة الأردنية تستورد المواد الغذائية والمواشي الحية من أنحاء العالم كلها، وعبر شركتها في أستراليا "لايفستوك شيبينغ سيرفيسز"، التي أنشأتها عام 1998، ومقرها مدينة بيرث في غرب البلاد، مشيرا إلى أن أحمد غوشة يدير الشركة الأسترالية، حيث إنه أحد أعضاء إحدى العائلتين اللتين تديران المجموعة "حجازي وغوشة".



ويشير التقرير إلى أن موقع الشركة الأسترالية "لايفستوك شيبينغ سيرفيسز" يذكر إسرائيل يصفتها إحدى الأسواق التي يتم التصدير لها على متن سفنها الكبيرة، التي قد تحمل الواحدة منها 20 ألفا من المواشي  في رحلة واحدة، إما من أستراليا، أو من أمريكا الجنوبية إلى الشرق الأوسط.



ويذكر الموقع أن شركة "لايفستوك شيبينغ سيرفسز" تنقل المواشي إلى ميناء إيلات في جنوب البلاد، حيث يتم نقلها مباشرة إلى الحجر الصحي في كيبوتز إيلوت، لافتا إلى أن الأخيرة تملك شركة اسمها "ريفيت"، ومقرها وادي عربة، حيث أخبر محامي مجموعة "حجازي وغوشة" في إسرائيل موسى نعيم الموقع التجاري الإسرائيلي "ذا ماركر"، أن مجموعة "حجازي وغوشة" لا تملك مركز الحجر الصحي في إيلوت، لكنها تملك شركة "ريفيت" في وادي عربة، مشيرا إلى أن نعيم رفض الرد على طلب للتعليق على هذا التقرير.



ويستدرك الكاتب بأنه رغم أن سعر البقر الذي يباع إلى إسرائيل ليس معروفا، إلا أن "ذا ماركر" ذكرت في عام 2014، أن مجموعة "حجازي وغوشة" ظلت حتى عام 2012 المصدر الوحيد للعجول المصدرة إلى إسرائيل، ما يعني أن التجارة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، مشيرا إلى انه منذ ذلك الوقت تم فتح السوق، حيث باتت إسرائيل تستورد المواشي من الاتحاد الأوروبي، والآن من الولايات المتحدة الأمريكية.



ويفيد التقرير بأنه بعد منح الإذن للمواشي بمغادرة مركز الحجر الصحي في أيلوت، فإنه يتم نقلها إلى صالح الذباح وأولاده، الزبون الرئيسي لشركة "إمارات المستقبل " في إسرائيل، وهي شركة تجارية تملكها عائلة أحمد الذباح، وهو سياسي إسرائيلي فلسطيني على علاقة قوية مع نجل رئيس الوزراء السابق شارون، لافتا إلى أن ذباح كان عضوا في حزب الليكود حتى عام  2005، عندما ترك شارون الحزب، وأسس حزب كاديما، وفي آب /أغسطس انتخب ذباح عضوا في الكنيست، حيث خدم لستة أشهر بصفته أول إسرائيلي فلسطيني يكون ممثلا عن كاديما، مشيرا إلى أن شركة الذباح تملك مسالخ كبيرة في أنحاء إسرائيل، حيث يتم ذبح الحيوانات بناء على تعليمات الكوشير اليهودية، ويتم بيع اللحم بعد ذلك، وتوزيعه على المتاجر وأصحاب الأعمال، وتوفيره للمستهلك العام.



ويورد الموقع أنه في عام 2014 تم اختيار عمري شارون رئيسا لجمعية مربي المواشي الإسرائيليين، وتم انتخابه لترؤس هذه الصناعة؛ لأنه كان يعرف "الحيل القذرة"، مشيرا إلى أن شارون قد أجبر على الاستقالة من الكنيست، وقضى خمسة أشهر في السجن عام 2008، بعد إدانته بالفساد السياسي، بما في ذلك تبييض أموال فيما يتعلق بانتخاب والده عام 1999، حيث حصلت الفضيحة في الوقت الذي كان فيه ذباح يعمل في حملة شارون الانتخابية.



ويقول دوناهي إنه "لا يعرف عن طبيعة العلاقة بين شارون وذباح، لكن كونه رئيسا لجمعية مربي المواشي، فلربما كان هناك نوع من التفاعل  بين الاثنين، خاصة الدور الذي يؤديه ذباح في بيع وتوزيع اللحوم محليا".



ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يمكن فيه للشركات الأردنية والإسرائيلية إجراء تعاملات تجارية مفتوحة، فإن العقود التجارية الإماراتية الإسرائيلية تظل سرية؛ نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، مستدركا بأنه مع ذلك، فإن الإسرائيليين والإماراتيين أقاموا في السنوات الأخيرة علاقات قوية، لكن خلف الستار، وتشمل عقد علاقات أمنية سرية، أدت إلى قيام شركة مملوكة من إسرائيل بتركيب نظام للمراقبة المدنية في أبو ظبي، وأعلنت إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي أنها سترسل أول مبعوث دبلوماسي إلى الإمارات، وإن كان ليشغل منصب إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها.



ويجد الموقع أنه يجب أن تظل العلاقات المتطورة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة سرية؛ لأن الموضوع يظل حساسا بالنسبة للإماراتيين، الذين يدعمون في غالبيتهم القضية الفلسطينية، حيث أخبر أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تل أبيب إسحاق غال الموقع قبل فترة، أن أي تعاقد تجاري بين شركات في إسرائيل والإمارات لا يتم "دون مباركة" ممن هم يديرون البلد، منوها إلى أن المتحدث باسم وزارة الزراعة الإسرائيلية قال إنه لا يستطيع التعليق على هذه القصة.



ويقول دوناهي إن "الحاجة للخفاء في التعامل التجاري تفسر جزئيا السبب لعدم ذكر إسرائيل على موقع (إمارات المستقبل)، رغم أنها السوق التي توفر للشركة موارد مالية جيدة، ولا نعرف حجم الموارد المالية، لأنه لا (إمارات المستقبل) ولا مجموعة (حجازي وغوشة)، أو الشركة الأسترالية، نشرت أرقاما حول ما حققته من أرباح في تعاملاتها التجارية مع إسرائيل".



ويردف الكاتب أن شريكهم الإسرائيلي ذباح لم يكشف عن حجم ما يحققه من بيع العجول، التي اشتراها من شركة "لايفستوك شيبينغ سيرفسز"، مستدركا بأن شركة ذباح توصف بأنها تحتكر سوق بيع اللحم البقري في إسرائيل، وتحافظ على أسعاره مرتفعة.



ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى ما جاء في تقرير موقع "ذا ماركر"، من أن عائلة ذباح تملك 60% من سوق لحم البقر في إسرائيل،  مستدركا بأنه رغم انخفاض أسعار إنتاج البقر المحلي، إلا أن سعر اللحم البقري ظل مرتفعا؛ "لأنه لا توجد له سوق" في إسرائيل؛ نظرا لاحتكار شركة ذباح للسوق، وهي تهمة نفتها الشركة سابقا.

 

 

المصدر: عربي21