الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتصرتُ في معركتي الصغيرة - رولا سرحان

2016-06-08 03:13:12 AM
انتصرتُ في معركتي الصغيرة - رولا سرحان
رولا سرحان

في طريق عودتي عبر الأردن إلى فلسطين، التقطتُ بعض الصور على جسر الملك حسين ومن ثم على الجانب الإسرائيلي من الجسر لتقرير نعملُ على إعداده في الحدث. كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان كأعينٍ صماء وقحة رصدتني، فاستدعاني الأمن الإسرائيلي، للحديث مع إحدى موظفات أمن الاحتلال:

  • إنتِ صورتي؟
  • نعم، صورت
  • ممكن أشوف الصور
  • اتفضلي
  • هدول الصور لازم تمحيهم
  • ليه؟
  • لإنه ممنوع التصوير هون
  • ما في أي إشارة بتقول انه التصوير هون ممنوع، في إشارة بتقول إنه ممنوع حمل السلاح، وإشارة تانية بتقول انه ممنوع التدخين، بس ما في إشارة بتقول إنه ممنوع التصوير، بالتالي، فأنا ما راح أمحي الصور.
  • أنا بقولك امحي الصور.
  • وأنا بقوللك ما راح أمحي الصور، وإذا كررتِ طلبك مرة تانية راح أتقدم فيك بشكوى لمسؤولينك، فلاقي حل تاني غير اني أمحي الصور.

 

صمت، هدوء، استفزاز.

 

حضر ضابط أمن آخر:

  • أنا مسؤول في الأمن.
  • المعنى؟
  • بدي تمحي الصور.
  • ما راح امحي الصور لأنه ما في أي نوع من الإرشادات بيقول إنه ممنوع التصوير.
  • إذا ورجيتك أنه في لافته بتقول إنه ممنوع التصوير، بتمحيهم؟
  • أتحداك إنه يكون في لافتة، لكن إن كانت موجودة وأنا ما شفتها، راح أمحيهم.
  • أول إمحيهم وبورجيك إياها.
  • أنا ما راح أمحي الصور إلا لتورجيني اللافتة.

 

أخذ جواز سفري أخرجني من قاعة الانتظار الأخيرة قبل المرور إلى استراحة أريحا، محاولاً إيجاد لافتة واحدة على الجسر تشير إلى أن التصوير ممنوع، لكنه لم يُفلح.

 

أعادني إلى بوابة الدخول الأولى، حيث المكان مكتظٌ بالمسافرين العائدين،

 

  • هلأ انت ممنوع تدخلي، وأنا راح أرجعك على الأردن.
  • انت ما بتقدر ترجعني على الأردن، أنا بدي أشوف الضابط المسؤول عن الجسر، الآن، روح نادي مسؤولك، أنا مش راجعة على الأردن، ولا راح أمحي الصور.

 

عادت ضابطة الأمن الأولى بعد 5 دقائق، وأدخلتني إلى قاعة الانتظار، وحضر ضابط أعلى رتبة:

 

  • ما المشكلة.
  • أنا صحفية، أقوم بإعداد تقرير صحفي، والتقطت بعض الصور لتقريري، وليست هنالك أي إشارة تقول إن التصوير هنا ممنوع.
  • ممكن أشوف الصور.
  • هذه هي الصور.
  • ممكن تستني شوي.

 

انتظرتُ في مكاني 10 دقائق أخرى عاد فيها الضابط أ:

 

  • المسألة بسيطة، فيك تمحي الصور، وهلأ تاخدي جوازك وتروحي، شو رأيك.
  • المسألة بالنسبة إلي كمان بسيطة، أنا بدي الصور، وما راح أروح من دونهم، لإني مش مستعجلة أروح.
  • غاب لـ 10 دقائق أخرى، ومن ثم عاد:
  • ماشي هو ما فيش إشارة بتقول إنه ممنوع التصوير، بس أنا لحتى أجيب موافقة الأعلى مني، الموضوع ممكن ياخد كتير كتير وقت.
  • قتللك أنا فاضية، خود كل وقتك، مش مستعجلة، أنا هلا بفتح اللابتوت بشتغل عليه عبال ما تجيب كل الموافقات اللي محتاجها.

 

غادر المكان مستفزا، هممت بإخراج اللابتوب، عادت الضابطة الأولى:

  • ممكن أشوف بطاقة الصحافة

أعطيتها إياها، تحدثت عبر جهاز اللاسلكي، ومن ثم أعادت البطاقة.

  • صحيح ما في إشارة إنه ممنوع التصوير، بس هو ممنوع التصوير، المرة الجاي لو سمحت ما اتصوري في المكان.
  • المرة الجاي اذا احتجت أصور وما كان في إشارة ممنوع التصوير راح أصور.
  • معك شناتي.
  • شنتة.
  •  

أحضرت حقائبي، وغادرتُ الجسر، سعيدةً بمنطق أن من تسلّح بحقه، وبمعلوماتٍ حول حقه، وأصر على موقفه بالحفاظ على هذا الحق، فإنه سينجح في انتزاع حقه من عدوه المحتل.

انتصرتُ في معركتي الصغيرة - رولا سرحان

انتصرتُ في معركتي الصغيرة - رولا سرحان

انتصرتُ في معركتي الصغيرة - رولا سرحان