صديقان/ ديوان رؤى قابيل/ حسن مريم

"نبوح غدا"...

ومرّ غدٌ.. ومر اثنان

مرّ العمر أكمله.. وما بحنا

ومازلنا نؤمّل أن نبوح غدا ...

وأقرأها وتقرأني

وأجرحها بكلْمات مراوغة

فتدميني بصمت كله مكرٌ

ونكتم ما قرأناه

ونخفي السيف والغمدا ...

ولم أعزف على أهدابها لحناً

ولم تنبش بنار قصائدي يوماً

ولم نضرب مواعيداً

ولكنا تعاهدنا على أنْ نحفظَ الوعدا ...

فَهَرْولْنا لموعدنا

على عجل لموعدنا

لَبِسْنا نار لهفتنا

حملنا رعشةَ العشّاق، والبرداً

وأشرقنا.. وأحرقنا

وأومأنا.. وأطرقنا

ولما انفضّ موعدنا

تفارقنا صديقين

كأنْ لم ننذبح وجدا!

صديقان!

وأسرق نظرة منها

وتسرق مثلها مني

ونسرقنا من الوقتِ

وتنسى جمرها قصداً على صوتي

وأنسى عطر أغنيتي على فستانها قصدا

وننسانا غريقين

ونعجز أن نمد يدا ...

صديقان!

وندري أننا لسنا صديقين

وأن الحب مثل الله يسكننا

وندر أننا ندري

ونوغل في تعامينا

ونفرط في تغابينا

ونضحك للهزيمة إذ نؤمّل

أن نبوح غداً..!