الحدث- نيويورك
قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن هذا العام شهد جمودا خطيرا في التقدم نحو السلام وإنشاء دولة فلسطينية، لنرى بدلا من ذلك في غزة؛ تحولا عنيفا نحو الصراع
وتساءل الملك عبد الله، في الخطاب الذي ألقاه خلال الجلسة العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الأربعاء: "كيف نداوي جراح الأسر التي خسرت العزيز من أبنائها وبناتها؟ وكيف نزرع الأمل في شباب مستقبلهم في خطر؟".
وأضاف "كخطوة أولى ملحة، لا بد من حشد الجهود الدولية لإعادة بناء غزة. وبينما نفعل ذلك، علينا أن نحشد الاستجابة الدولية الضرورية للتوصل إلى تسوية نهائية دائمة، ومن شأن هذا أن يساعد في خلق البيئة الضرورية لإعادة إطلاق مفاوضات الوضع النهائي، استنادا إلى مبادرة السلام العربية".
وتابع "إن الإجراءات الأحادية التي تسعى إلى استباق المفاوضات يجب أن تنتهي، ويعارض الأردن بشدة التهديدات التي تستهدف هوية القدس العربية الإسلامية والمسيحية. وبصفتي وصيا هاشميا على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، سأستمر في الوقوف ضد أي انتهاك لحرمة المسجد الأقصى".
وأشار إلى أإن علينا أن نجتهد في البحث عن حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية".
وأضاف "أنه يجب معالجة الوضع الأمني في سوريا والعراق من خلال منهج شمولي. فالأردن يدعم عراقا موحدا ومستقرا، وعملية سياسية وطنية شاملة هناك. وفي سوريا، يجب أن يكون هناك حل سياسي قائم على إصلاحات تكفل لكل مكونات المجتمع دورا في إعادة بناء بلدهم".
وأكد أن الأردن، وفي إطار الجهود الدولية التي يتصدرها في تعزيز الوئام بين الأديان وفي سياق الدين الواحد، سيعرض على الأمم المتحدة مشروع قرار لدراسة إضافة جريمة دولية جديدة تندرج تحت الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، على أساس الجرائم النكراء التي استهدفت الطوائف الدينية والتي شاهدناها أخيرا في العراق وسوريا.
وأوضح أن الإرهابيين والمجرمين الذين يستهدفون سوريا والعراق وغيرهما من البلدان اليوم، ما هم إلا انعكاسات متطرفة لتهديد عالمي الطابع، ويحتاج مجتمعنا الدولي إلى استراتيجية جماعية لاحتواء هذه الجماعات وهزيمتها.
وأشار إلى أن الأردن يأوي ما يقرب من 1.4 مليون سوري تقريبا، وثالث أكبر مستضيف للاجئين في العالم، ما يلقي بعبء ثقيل على الناس في الأردن، وعلى البنية التحتية والموارد المحدودة أصلا.