السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص | الجدران مساحة حرة يلونها الممول

2016-06-21 05:11:44 PM
خاص | الجدران مساحة حرة يلونها الممول
الرسم على الجدران

 

الحدث- روان سمارة

 

كانت الحجارة عنوان انتفاضته الأولى، وكانت الجدران وسيلته الإعلامية فكان يصرخ ويغضب ويتحدث فوقها، كتابة أو رسما لايهم المهم أن يصل صوته للمارة في الشوارع، يقول الفنان عمار البرغوثي:" في الانتفاضة الأولى كانت تقصدني معظم التنظيمات  الفلسطينية للكتابة على الجدران، كنا نكتب شعارات نحيي فيها الشهداء، والأسرى، ونحتفي بذكرى انطلاقة التنظيمات المختلفة، كنا نخرج ليلا ملثمين من كافة التنظيمات، وبالرغم من عقوبة السجن لعامين، التي فرضتها قوات الاحتلال على الكتابة على الجدران إلى أننا كنا نجازف، ونخرج كل ليلة."

 

سادت في الانتفاضة الأولى روح العمل الطوعي، فكان من يعمل لأجل الوطن لا ينتظر مقابلا أو أجرا على ما يقوم به، حتى دخلت مع قدوم السلطة ثقافة الممول، يقول الفنان حمزة أبو عياش :" كانت لدينا فكرة العمل من أجل الكل، فكان التعليم الشعبي، وتوزيع المؤن، والكتابة على الجدران، وغيرها، كانت جميعا أعمالا تطوعية، نقوم بها بحرية ونحن سعداء، أما الآن فأصبحنا محكومين برسالة الممول التي يرغب بتقديمها من خلال جدارية ما، فتجدنا مرة نعمل من أجل الاقتصاد في الماء والكهرباء، وأحيانا نعمل من أجل قضية نسوية كقضية الميراث، وأحيانا نعمل من أجل حقوق المعاقين، كل هذه رسائل اجتماعية مهمة ولكننا مقيدون فيها برسالة قد لا تشبهنا."

 

لم يقتصر اثر التمويل والممولين على فن الكتابة على الجدران وحسب، بل امتد لكافة مجالات حياتنا فصرنا في شوارعنا ومؤسساتنا ومدارسنا ملكا لرؤية الممولين وخططهم، وثقافتنا منصهرة في ثقافتهم.