الحدث- تل أبيب
الورقة القوية التي تختبىء في علبة أوراق التحالف المؤيد للغرب ـ الاردن، مصر، الامارات، السعودية وإسرائيل ـ تسمى محمد دحلان، الذي كان أحد قادة فتح في قطاع غزة وفر للنجدة بروحه قبل تسع سنوات عندما استولت حماس على الحكم، يخطط للعودة. فقد اصبح دحلان المرشح المركزي لخلافة حماس في غزة، وعند الحاجة سيلقى الاسناد أيضا لاحتلال مكان ابو مازن.
أوضح مسؤول كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي هذا الأسبوع بانه إذا حصلت جولة اخرى في غزة فان الهدف سيكون اسقاط حماس من الحكم. وحسب مفهوم سياسة الأمن الإسرائيلية، كما ترتسم مع دخول الوزير الجديد افيغدور ليبرمان، في مسألة غزة يوجد خياران فقط.
الاول: حماس ملجومة تماما، إسرائيل تواصل المساعدات الانسانية بل وتوسعها، بما في ذلك اشراك الاتراك في اعمار غزة إذا ما وقع اتفاق المصالحة بين الدولتين. هذا الخيار هو عمليا استمرار السياسة الإسرائيلية على مدى العقد الاخير، والتي في مركزها الفصل بين الضفة والقطاع. إسرائيل تفضل كيانين فلسطينيين منفصلين ومعاديين الواحد للاخر. حماس ملجومة وسلطة ضعيفة في رام الله تخدمان هذا الميل. اما الخيار الثاني: حماس تكسر قواعد اللعب، تشرع في جولة عنف اخرى وإسرائيل تسقطها.
لقد نفد صبر إسرائيل عن حق في النزاع الجاري بجولات مع توقفات فيما بينها. خيار اسقاط حكم حماس موضوع على طاولة الحكومات في إسرائيل منذ عقد، إلا أنه يصل إلى طريق مسدود في كل مرة يطرح فيها السؤال من سيحل محلها. وهنا أيضا يوجد جوابان ـ وكلاهما سيئان: إما أن تسود في القطاع فوضى ترفع إلى الحكم جهات متطرفة اكثر أو ان تجتذب إسرائيل إلى الفراغ وتعود إلى إدارة حياة الغزيين على مدى الزمن. والخياران يقضيان على الرغبة الخيالية للتخلص من حماس دفعة واحدة والى الابد.
منذ دخول ليبرمان إلى المنصب باتوا مرة اخرى يتحدثون عن دحلان كخليفة محتمل لحماس. فهو غزي، له مواقع ومؤيدون بين رجال فتح في غزة وهو يستثمر الاموال في القطاع من خلال زوجته.
إذن صحيح، لا يوجد زعيم فلسطيني يكون مستعدا للدخول إلى غزة راكبا الدبابات الإسرائيلية، ولكن دحلان لا يحتاجها. يمكنه أن يأتي في مرسيدس مصرية، بمباركة قادة الامارات، الذين هم من أعادوه إلى الحياة وسوقوه للسيسي حين كان لا يزال وزيرا للدفاع. ومنذ اصبح السيسي رئيسا نفذ دحلان بتكليف منه سلسلة طويلة من المهام: في ليبيا، في السودان، في اثيوبيا. في مصر هو شخصية هامة. عندما ينزل في القاهرة، تنتظره قافلة من سيارات الليموزين.
دحلان سيصل ـ إذا كان سيصل ـ مع مباركة الاردنيين ايضا، الذين حسب طلب المصريين استضافوه قبل نحو شهر ووجدوا من الصواب تبليغ كل من كان مستعدا لان يسمع بانه من ناحيتهم زعيم شرعي.
دحلان لم يزر الاردن أربع سنوات على الاقل. وقد قرر الاردنيون تبنيه لانهم يائسون من ابو مازن ويفهمون بانه في نهاية طريقه. كما ان السعوديين لن يعارضوا تغيير الحكم في القطاع. في واقع الامر كل من يرى في «الاخوان المسلمين» عدوا، سيسره أن يرى حماس تفقد الحكم.
في هذا الشأن ستكون إسرائيل مجرد مقاول تنفيذ، وسيحل محل حماس احد ما سرقنا معه الجياد في الماضي. أي، يمكن أن نجري معه مفاوضات سياسية، الأمر الذي لا يمكن عمله مع حماس.
كما أن دحلان هو العدو المرير لابو مازن، والذي يرى فيه متآمرا خطيرا، وأجهزته الأمنية تعتقل وتقيل أناسا مشبوهين كمقربين أو مؤيدين له. في مخيمات اللاجئين توجد لدحلان مجموعات مسلحة من رجال التنظيم، ابو مازن مقتنع بان كل هدفها هو اسقاطه بالقوة. وحسب فكرة ليبرمان، الذي يرى في ابو مازن عدوا خطيرا، فان عرض دحلان كبديل لحكم حماس او السلطة الفلسطينية، يضعف رئيس السلطة الفلسطينية.
ولكن من يعول على هذا الجوكر، فليتذكر السحر الذي ألم بالقيادة الإسرائيلية في اوائل الثمانينيات ـ جوكر آخر، زعيم لبناني كاريزماتي يدعى بشير الجميل، وما حصل لمصيره ومصيرنا.
أليكس فيشمان
يديعوت احرنوت 21/6/2016
المصدر: القدس العربي