الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ممنوع التنازل عن غزة

2016-06-25 10:46:52 AM
ممنوع التنازل عن غزة
كاريكاتير كارلوس لطوف

الحدث- القدس

 

قالت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها يوم أمس الجمعة، أن القطيعة بين الأتراك ودولة الاحتلال من المتوقع أن تنتهي قريباً دون التنازل عن موقف إسرائيل تجاه غزة.

 

وهذا نص الافتتاحية:

 

اتفاق المصالحة الذي يتبلور بين إسرائيل وتركيا على أبواب التوقيع النهائي. ومن المتوقع يوم الاحد أن يراجع ممثلو الدولتين مسودة الاتفاق والاعلان عن اتفاق كامل على جميع البنود والتوقيع على الاتفاق الرسمي بعد بضعة أسابيع. وبهذا تنتهي ست سنوات من القطيعة السياسية والعسكرية بين الدولتين، اللتين كانتا حتى 2010 مقربتان سواء على المستوى الرسمي أو المدني.


كان هذا انقطاعا لا لزوم له تسبب بضرر كبير للدولتين. في البداية قضية القافلة إلى غزة التي أوقفتها إسرائيل بالقوة، بواسطة المواجهة مع المشاركين في القافلة الذين قتل منهم تسعة مواطنين اتراك.


إسرائيل تصمم على صدقها وقد اعتبرت القافلة محاولة لالحاق الضرر بسيادتها. تركيا التي منحت الدعم للقافلة لم تستطع الصمت على قتل تسعة من مواطنيها. كل طرف تمسك بموقفه وهكذا تقطعت العلاقة بين الدولتين إلى أن اعتبرت كل واحدة منهما أن الدولة الأخرى عدوة لها. القول المأثور يقول إن الاهانة والكرامة هي امور ليست هامة كثيرا في العلاقة بين الدول. ويبدو أن ازمة القافلة قد أثبتت صحة ذلك.


احدى نقاط الخلاف البارزة في مفاوضات المصالحة بين الطرفين كانت تتعلق بمصير قطاع غزة. هذه المنطقة التي تعيش تحت الحصار وتعتبر احدى أكبر السجون في العالم. البند الأخير الذي تم حله في النقاشات الأخيرة صحيح أنه لم يرفع الحصار عن القطاع مثلما يريد الاتراك، ليس في البحر ولا في اليابسة، لكنه يسمح لتركيا نقل المساعدات غير المحدودة إلى غزة عن طريق ميناء أسدود. وكذلك اقامة محطة للطاقة ومستشفى في غزة.


ورغم الانجازات في هذه النقطة، إلا أن هناك تهديد حقيقي بالانفجار في غزة. تقرير الامم المتحدة الذي نشر قبل سنة يحذر من أنه اذا استمر الوضع الاقتصادي الحالي، فإن قطاع غزة سيصل إلى وضع يتم الاعلان فيه خلال أقل من خمس سنوات عن أنه "لا يصلح للعيش فيها". لجنة التجارة والتطوير التابعة للأمم المتحدة تحدثت عن معطيات السنوات الثمانية التي لم يتطور فيها القطاع اقتصاديا، وتحدثت أيضا عن التأثير التدميري للحروب الثلاثة مع إسرائيل خلال السنوات الستة الأخيرة.


الاتفاق بين إسرائيل وتركيا لا يزيل هذا التهديد ولا يحرر إسرائيل من المسؤولية عن حياة 1.8 مليون انسان يعيشون تحت الحصار منذ عقد. وعلى خلفية امكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا، يجب على إسرائيل فتح صفحة جديدة أيضا مع قطاع غزة: بدل جولة أخرى من الحرب الضارة التي لا حاجة اليها، عليها رفع الحصار بمبادرة منها.