الخميس  09 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| في غزة .. نساء يُعِلن أسرهن بصناعة كعك العيد

2016-07-03 01:02:59 PM
خاص| في غزة .. نساء يُعِلن أسرهن بصناعة كعك العيد
نسوة يصنعون الكعك في غزة

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

مع حلول الأيام الأخيرة لشهر رمضان، تبدأ بعض النسوة في قطاع غزة ممن أرهقهن الفقر وضيق الحال بصناعة الكعك والمعمول ليكون مصدر رزق يُعينهن على تأدية التزاماتهن مع أسرهن، إذ يقمن ببيعه للنساء العاملات وبعض محال السوبر ماركت.

 

فما إن تطأ أقدامك "الحي الإماراتي" غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حتى تجذبك رائحة الكعك الفواحة من منزل أم العبد كلاب (50 عامًا) وما إن تُلقي ببصرك داخله حتى تجد نسوة يعملون كخلية نحل بلا كلل ولا ملل من أجل إنجاز طلبات الزبائن من الكعك والمعمول قُبيل عيد الفطر.

 

بدأت "أم العبد" صناعة الكعك والمعمول من منزلها منذ عشر سنوات بعد أن ضاق بها الحال فلم تجد ما تسد به رمق عائلتها، وعلى مدار السنوات العشر استطاعت أن تُساعد ثلاثة من بناتها في إنهاء تعليمهن الجامعي في تخصص التمريض، تقول:" كنت متميزة في صنع الكعك والمعمول ولذلك حين ضاق بي الحال بدأت بالعمل من المنزل والإنتاج لإعالة أسرتي".

 

وتُشير أنها كانت تصنع الكعك والمعمول وكافة الأطباق التراثية من المفتول وخبز الصاج والمعجنات المختلفة لصالح جمعية الخنساء الخيرية بمدينتها، لكن الأجر الزهيد الذي كانت تتلقاه دفعها لأن تفتتح مشروعها الخاص معتمدة في ذلك على زبائنها من رواد الجمعية الذين شهدوا لها بالتميز والنفس الطيب والمذاق اللذيد.

 

ارتفاع التكاليف

 

خمسون شيكلًا هي حصيلة ما تجنيه أم العبد لقاء صناعة 3 كيلو جرام من الكعك، تقتص منها تكاليف الإنتاج وما يزيد يكون ربحها، تقول السيدة:" الربح خلال العامين الماضيين كان بسيطًا مقارنة بالأعوام السابقة" وتعزو أسباب ذلك إلى ارتفاع أسعار التمور التي تُعد مكونًا أساسيًا في صناعة الكعك وكذلك أسعار المكسرات من الجوز والفستق الحلبي التي تدخل إلى جانب التمر في صناعة المعمول، وتُوضح لنا أنها كانت تشتري رطل العجوة بـ 20 شيكلًا أما الآن فقد ازداد إلى الضعف ما يؤثر على هامش الربح لديها، خاصة في ظل إصرار الزبائن على الشراء بذات السعر دون زيادة، تقول:"رغم ارتفاع أسعار المواد لم أرفع سعر ما أصنعه من كعك، ولم أنقص من مستوى جودته"، لافتة إلى أنها تفعل ذلك من أجل الحفاظ على زبائنها وديمومة مصدر رزقها.

 

جودة لا تُضاهى

 

ولا تختلف عنها أم محمود أبو سمعان، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، السيدة امتهنت صناعة الكعك من منزلها قبل ست سنوات، لكنها لم تكتفِّ بأن تُعيل أسرتها بل كانت تُساعد النسوة من جاراتها ومعارفها في تعلم سر الصنعة ليتمكنَّ مثلها من إعالة أسرهن، تقول السيدة إن الأوضاع الاقتصادية السيئة في القطاع تُحتم على النساء المبادرة بالعمل، وتُضيف وهي تُعطي تعليماتها لإحدى العاملات معها بخفض حرارة الغاز أثناء الخبز جودة ما تصنعه من أصناف الكعك والمعمول تمنحها وفرة في الزبائن ووفرة أكبر في المردود المالي الذي يُساعدها في تأمين احتياجات.

 

خلال السنوات الست استطاعت أم محمود وبناتها وزوجات أبنائها أن تُؤصل لفكرة مشروع "ريماس" للكعك والمعمول، مشيرة إلى أنها عمدت إلى تسويقه في البداية إلى المعارف والأقارب، ولكن مع زيادة الإنتاج واتساع المشاركة النسائية معها تمكنت من تسويقه لدى محال السوبر ماركت، مؤكدة أنها توزع إنتاجها على أكثر من 40 سوبرماركت في مختلف مدن القطاع.

 

تتمنى السيدتان أن تجدا دعمًا من الجهات المسئولة عن دعم المشاريع الصغيرة لتتمكنا من الخروج من عباءة المنزل إلى فضاء الصناعة الوطنية، وتؤكدان أنهما تمتلكان القدرة على المنافسة في السوق على مستوى الجودة وكذلك السعر، وأشارتا أنهما يعملان بلا رأس مال وتعمدن إلى توفير متطلبات الإنتاج من دقيق وسمن وغاز وتمور ومكسرات على نفقتهن الخاصة ومن ثمَّ يتم احتسابها مما يجنينه من البيع.