الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | ارتفاع السرقات في محافظة رام الله والبيرة.. هل نحن أمام سارق محترف؟

2016-07-17 07:07:56 AM
متابعة
شباك حاول السارق الدخول منه لمنزل في منطقة الماصيون في رام الله (تصوير: الحدث)

 

 الحدث- روان سمارة

 

تعرض منزل في منطقة الماصيون بمدينة رام الله ظهر يوم الخميس لمحاولة سرقة من قبل مجهولين قاموا بالهروب فور وصول صاحب المنزل الذي قال للـ"حدث": "وصلت للبيت وعند دخولي المطبخ سمعت صوتا قادما من الشباك المجاور، فقمت بالخروج وتفقد المكان، ووجدت حراسة نافذة غرفة الجلوس وقد خلعت".

 

وتدورالشبهات بحسب أحد الجيران حول عمال يقومون بدهن المنزل من الخارج، يقول: "استخدم اللص الكهرباء، وقام بقص أحد أعمدة الحراسة باستخدام "الصاروخ" وهو ما يعني أنه جلب أدوات معه بقصد السرقة".

 

وعند وصول "الحدث" للمكان كان بعض الجيران قد توافدوا على المنزل، تقول إحدى الجارات: "كان السارق يعلم أن لا أحد في المنزل، ولولا قدوم صاحب المنزل صدفة لا يعلم أحد ما الذي يمكن أن يكون سُرق".

 

ارتفاع السرقات خلال شهر رمضان 

 

 تأتي هذه السرقة ضمن مجموعة من السرقات التي تعرضت لها عدة منازل في رام الله منذ بداية العام، وسجلت هذه الحالات ارتفاعا خلال شهر رمضان وما بعده. المواطن أ.ر. من سكان مدينة الريحان يروي لـ"الحدث": "تعرض منزلي لمحاولة السرقة في نهاية شهر رمضان، حيث قام السارق بالدخول عن طريق أحد النوافذ، لكن ولسوء حظه تواجد أحد أفراد الأسرة في المنزل وقت السرقة، فخرج دون أخذ شيء".

 

المواطن م.ح من سكان الطيرة، والذي تعرض منزله للسرقة قبل عيد الفطر بيومين، أكد لـ "الحدث" على أن ازدياد حالات السرقة هو أمر لم يأت مصادفة، بل بتخطيط مسبق ورصد للمنازل، ما يعني أن الشبهات تحوم حول من يعرفون هذه المنازل وتحركات ساكنيها، يقول لـ"الحدث": "السرقة التي تعرض لها منزلي لم تأت مصادفة، فقد خرجنا أنا والعائلة من المنزل قبل الإفطار وعدنا في وقت متأخر مما يعني مراقبة السارق للمنزل، ودخوله من المنزل وخروجه منه بطريقة طبيعية، حتى أن أحدا من الجيران لم يلحظ أي حركة غريبة في المنزل".

 

دخل السارق لمنزل المواطن من أحد الأبواب المطلة على الحديقة، وعندما لم يعثر على ما كان يبحث عنه من مال ومصاغ قام بسرقة بعض النثريات من المنزل، يقول لـ"الحدث": "قام السارق بالتخريب والبحث بطريقة همجية، وفتش في كل زوايا المنزل، وعندما لم يجد مالا أو مصاغا، قام بأخذ بعض الأغراض الشخصية، كجهاز لابتوب، وبعض إكسسوارات جهاز "إكس بوكس"، إضافة لعدد من زجاجات العطر المستعملة، وساعتي يد رجاليتين ثمينتين، ونظارتين شمسيتين".

 

لص محترف

 

الشرطة التي جاءت لرفع البصمات، لم تجد إلا بصمات أصحاب المنزل، فقد استخدم السارق قفازات، وهو ما يؤكد على احترافه السرقة، يقول المواطن لـ"الحدث": "طلبت مني الشرطة في اليوم التالي التوجه للإدلاء بإفادتي، وأنا صدقا لم أشعر باهتمام كبير من قبل الشرطة، وأذكر أن أحد أفرادها قال: "نحن نتعلم مثل ما يتعلم المجرمون" والخوف حقا هو من عجز الشرطة عن الإمساك بهؤلاء، خاصة مع ازدياد حالات السرقة في الفترة الأخير".

 

حالات السرقة التي سُجلت منذ الخامس والعشرين من شهر رمضان قدرها المواطن م.ع بثلاثين حالة، وهذه الحالات تتشابه في طبيعة المنازل، وآلية دخولها، وطريقة تعامل السارقين مع كاميرات المراقبة، يقول المواطن لـ"الحدث": "المنازل المسروقة هي جميعا منازل مستقلة، ويتم الدخول لها بعد خروج أصحابها عن طريق النوافذ، بعد أن يكون السارق قد دخل من نقطة ميتة بين كاميراتي مراقبة، ليقوم برفع الكاميرات، ومن ثم دخول المنزل بكل هدوء، وهذا يعني للأسف وقوفنا أمام جريمة كاملة منظمة، قد تعجز الشرطة عن حلها".

 

قدر المواطن حجم المسروقات من منزله ب 25000 دولار، تنوعت بين مصاغ، وأجهزة لابتوب، وكاميرات، وتلفزيونات، وخزنة تحوي مفاتيحا احتياطية للمنزل، وأوراقا ثبوتية، يقول لـ"الحدث": "السرقة كانت كبيرة، لكن ما يؤلمني هو أنني كمواطن فلسطيني لا يملك أن يشعر بالأمان إلا في بيته في ظل التردي الأمني والاحتلال، وللأسف قد فقدت حتى هذا الشعور، حتى شعوري بالتفاؤل بإمكانية العثور على السارقين هو في تراجع تحديدا بعد معرفتي بأن إحدى هذه السرقات قد طالت منزل أحد حراس الرئيس والذي يقيم بجوار منزل الرئيس، فكيف لسلطة عاجزة عن حماية نفسها أن تعيد حقي الذي من المؤكد أن المجرم قد تصرف فيه، خصوصا وأن السرقة حدثت في السابع والعشرين من شهر رمضان، أي منذ ما يقارب عشرين يوما".      

 

 بلغ المواطن الشرطة التي أخذت أوصاف السارق، وأوصاف السيارة التي استخدمت في عملية السرقة، ولكن حتى الآن لم تصل الشرطة للسارقين، يقول: "سمعت عن عدد من الحالات المشابهة وفي مناطق مختلفة منها بير زيت، وجفنة، والطيرة، وبعض هذه المنازل أعرف أصحابها، وقد نجح الجناة في سرقة بعض من ممتلكاتهم، لكن الغريب في الأمر هو تطابق أوصاف الجناة والسيارات المستخدمة في عدد من الحالات، مما يعني إمكانية أن تكون هذه العمليات منظمة".

 

إحصائيات

 

بلغ عددها حتى الآن 234 قضية، أنجزت الشرطة منها 79 قضية، بحسب الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية لؤي زريقات، يقول لـ"الحدث": "سُجلت 254 قضية سرقة في العام الماضي، ويمكن ملاحظة الزيادة الكبيرة في معدل السرقة، لكنني لا أرجح أن تندرج هذه السرقات تحت خانة الجريمة المنظمة، حتى وإن كانت تتم مع سبق إصرار وترصد، فهي ليست أكثر من جرائم فردية يقوم بها بعض المجرمين كل منهم على حدة، ولا توجد حتى الآن علامات تدل على تشكيل عصابات أو مافيات سرقة".