الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| من يخبر والدة بلال؟

2016-07-18 03:53:45 PM
خاص| من يخبر والدة بلال؟
وقفة تضامنية مع الأسير بلال كايد- أرشيف

 

الحدث- محمد غفري

قد تبدو محاولة جنونية أن يقدم أحدهم على إخبار الحاجة أم محمد بتمديد اعتقال نجلها بلال إدارياً، بعد أن أمضت أكثر من 14 عاماً تنتظر فلذة كبدها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 

يقول محمود كايد (38عاماً) وهو شقيق الأسير، إن العائلة أتمت قبل موعد الإفراج عن بلال كافة التحضيرات لاستقباله من تجهيز لمنزله، وشراء للمفروشات، والاتصال بالأهل خارج الوطن حتى يعودوا للمشاركة في استقباله، وهذا ما فعلته شقيقته عندما لبت النداء.

 

إلا أن تجهيزات والدة الأسير تبدو مختلفة عن الآخرين، فهي تستعد منذ فترة لإقامة حفل زفاف لنجلها، الذي حرمه الاحتلال من زهرة شبابه خلف القضبان، حيث قامت بتحضير قائمة بأسماء أجمل فتيات القرية، تمهيداً لعرضها على بلال كي يتزوج إحداهن ويبني عائلته، بحسب ما حدثنا شقيقه محمود.

 

وأضاف كايد لـ"الحدث"، أن لحظات ترقب وشد عصبي تلك التي عاشها وأصدقاء بلال، عندما تجمعوا مبكراً عند حاجز الظاهرية جنوب الخليل لاستقباله، وبعد ساعات انتظار هي الأطول منذ سنوات، اتصلت بهم المحامية  كي تخبرهم أن بلال تم نقله إلى محكمة سجن عوفر، وصدر بحقه أمر بالاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، وجرى نقله من المحكمة إلى جهة غير معلومة.

 

كيف وصل الخبر لأم بلال ؟

سنوات الانتظار الطويلة للأم وما تعانيه من أمراض عصيبة منها القلب، وضغط الدم، والسكري، وضعت أشقاء بلال في تحد هو الأصعب، عندما يجربوا إخبارها أن الإفراج عن بلال تأجل إلى قدر غير معلوم الطريقة.

 

شقيق الأسير بلال أوضح، أنهم قاموا بإعداد خطة من أجل التحايل على الوالدة، حيث تم إخبارها في البداية أن بلال سوف يتأخر لليوم الثاني بسبب بعض الإشكاليات في موضوع الإفراج.

 

وأضاف محمود، في الليل تم إبلاغ الوالدة أن الاحتلال لم يحتسب لبلال مدة خصم الحكم أو ما يطلق عليها الأسرى "المنهلية"، وسوف يتم تمديد اعتقاله، وفي الصباح تم إبلاغها أن بلال تم تحويله للاعتقال الإداري.

 

وعلى عكس التوقعات، كانت إرادة الوالدة وصلابتها أشد من الجميع بعد تلقيها للخبر، حيث ردت عليهم "الحمد لله رب العالمين أنا موكله ربنا لحماية بلال وهو خير الحافظين".

 

جدير بالذكر أن الأسير بلال كايد (35 عاما) من بلدة عصيرة الشمالية قضاء نابلس، حول للاعتقال الإداري بعد قضائه محكوميته البالغة 14 عاما، ويخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 35 يوماً على التوالي، ولا يتلقى سوى الماء فقط.

 

ومن أجل الوقوف على آخر ملابسات قضية الأسير بلال، أفاد شقيه أن الحالة الصحية للأسير بلال تشهد تراجعاً ملحوظاً، وبالأخص خلال العشرة أيام الآخيرة، والتي قضاها في عزل سجن عسقلان، حيث احتجز في ظروف سيئة ووحشية لا إنسانية، وفقد من وزنه حتى يوم أمس 32 كيلو.

وأضاف، أن بلال اليوم بات عاجزاً عن الوقوف على قدميه، ويعاني من آلام في الظهر، وآلام في الرأس، ومنطقة الصدر، وتشنجات في العضلات، وإغماءات متقطعة.

 

محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، كان قد أفاد من جانبه، أنه تم نقل الأسير بلال كايد يوم أمس الأحد بشكل مفاجئ إلى مستشفى برزلاي.

 

وأوضح عجوة أن تدهوراً طرأ على حالة بلال نقل على إثره بسيارة إسعاف إلى المستشفى، وأن حالة من التوتر الحقيقي تسود السجن.

 

وأكد عجوة أن حالة بلال تتطلب تدخلاً سياسياً دولياً عاجلاً لإنقاذ حياته، وأن تفرد إدارة السجن به قد يؤدي بحياته واستشهاده، خصوصاً وأن المقترح الذي تقدم به بلال للإدارة لتسوية قضيته إنتهت صلاحيته يوم الخميس الماضي، وأنه أعلن بكل وضوح بعد إنتهاء صلاحية المقترح الذي تقدم به أنه لن يتفاوض مع أحد.

 

يشار أن الأسير بلال اعتقل عام2001م، وحُكم عليه بالسجن مدة 14 عاماً ونصف، وخلال فترة اعتقاله نُقل الأسير إلى عدة سجون، كما كان معظم أفراد عائلته محرومين من زيارته، ومنهم والده الذي توفي في شباط عام 2015م، علماً أن للأسير خمسة أشقاء آخرين وهو أصغرهم.

 

وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015م أمرت سلطات الاحتلال بعزله بشكل مفاجئ في سجن "أوهلي كيدار" دون معرفة الأسباب.

 

وفي تاريخ 13 حزيران/يونيو أنهى الأسير كايد فترة محكوميته، إلا أن سلطات الاحتلال وفي يوم الإفراج عنه أصدرت بحقه أمر اعتقال إداري مدته 6 شهور؛ ونتيجة لذلك يخوض بلال إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ تاريخ 15 حزيران/يونيو الجاري، وحتى اليوم الإثنين.