قبل بعض الوقت طمأن الأخ خالد مشعل الشعب الفلسطيني بأنه جاد في سعيه لاستعادة الوحدة وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية...
وبالطبع لا يخطر ببال الأخ مشعل بأن مجرد دعوته لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية هو خطأ بالغ، بل هو في الحقيقة أكثر من خطأ، لكننا لن نصفه بأكثر لوقوع جميع المسؤولين فيه دون أن يدركوا ذلك، فأين الخطأ؟
الخطأ الأكبر، والذي سبق ووقع فيه كان حين اشتركت حماس في انتخابات تشريعية ورئاسية، ولا أذكر متى بالضبط ! ربما قبل 15 سنة أو أكثر. ومرة أخرى أين الخطأ؟
الخطأ هو إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية يشترك فيها اقل من 50 بالمئة من الشعب الفلسطيني، هم سكان الضفة والقطاع، وعدم تمثيل مليون و300 ألف هم عدد أهلنا داخل إسرائيل، وكأنهم ليسوا من الشعب الفلسطيني.
وتمثيل ستة مليون فلسطيني في الخارج بطريقة المحاصصة بين التنظيمات؛ بحجة عدم القدرة على إجراء انتخابات فتكون النتيجة أنهم سيأتون بجماعتهم، وليس بمن يمثلون اللاجئين فعلا.
أما أهلنا داخل إسرائيل فيجدون أن تجاهل وجودهم هو الحل الأفضل، وربما يعتبرون أي إشراك لهم بأي شكل هو تدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية !!!
ومن أجل ألا يحدث هذا فقد حسبت حسابي في وقت مبكر، وكنا في بيروت، وأعلنت نفسي رصيفا أي ممثلا لكل الشعب الفلسطيني، ورصيف للمؤسسة السياسية الفلسطينية أيضا وكان ذلك في عام 1981.
الأخ مشعل لا يعرف شيئا عن هذا لا مشعل ولا حماس وكثيرون أيضا وسوف يفاجؤون بشخص مثلي يزعم ببساطة أنه يمثل الرصيف الفلسطيني، في الحقيقة حوالي 70 بالمئة من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
بسيط عليهم أن يسألوا وأن يرجعوا إلى تاريخي في الثورة والذي بدا في عام 1966، أيام رئاسة الأستاذ الشقيري للمنظمة ...
يضاف إلى ذلك، أي إلى عدم الحاجة إلى أي انتخابات، أننا ببساطة في حالة حرب، وفي لحظة اشتباك مصيرية مع أعداء يزداد عددهم كل يوم، فكيف لا يدرك البعض ذلك؟ كيف لا يدركون أنه ليس وقته، وأن أعرق الديمقراطيات في العالم انجلترا لم تقم بأية انتخابات خلال الحرب؟!
والحقيقة أن لدينا رئيسا معترف به عالميا وعربيا على نطاق واسع، وهو لا يزال بصحة جيدة، ويؤدي مهامه على أكمل وجه.
ولدينا الداعي / الرصيف وأقوم بهذا الدور منذ 35 سنة، فأنا متمرس فيه، وأتكامل مع الرئيس، والنتيجة لا ضرورة لأي انتخابات، لا تشريعية، ولا رئاسية، "مش وقتو !"
عن البرنامج السياسي "2"
بات واضحا بأن حل الدولتين لم يعد قائما، ولا حاجة للشرح، لكن أمام هذا الواقع فإن البعض يقفز إلى الحل النقيض "الدولة الواحدة". وهذا حل مستحيل وخيالي ويدخل في باب اليوتوبيا، فما العمل إذن؟ وما هو الحل الممكن؟
الحل يكمن في رأيي بما اسميه الخيار الثالث، واكتفي بالحديث عن الإطار الآن بانتظار تبلور التفاصيل
لكن من حيث المبدأ فلست مجبرا حتى عن التفاصيل، لست مجبرا عن الكشف عن هذا البرنامج من حيث المبدأ؟
لماذا ؟ لأن إسرائيل لم تكشف عن برنامجها حتى الان، وأنا أشبه بلاعب بوكر معها، هي تحتفظ بورقة مغطاة، وأنا يجب أن يكون لي ورقة مغطاة أيضا؛ حتى أتمكن من اللعب والربح.
هل تعرفون مثلا أن إسرائيل قد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها دستور؟
وهل تعرفون لماذا ليس لها دستور؟
لأنها لا تريد أن تعين حدودها، وأبقت مشروعها الصهيوني مفتوحا حتى الآن، ووفق مقولة جنرالاتهم العتيقة : "حدودنا حيث تصل جنازير دباباتنا".
نحن ليس لدينا دبابات، لكنني أقول : "حدودنا حيث يصل طموحنا وطموح شعبنا"، ولست مجبرا على الإفصاح عن أي برنامج، وإلى الجحيم ما يسمى بالرأي العام العالمي، فلا آبه به؛ لأننا كشفنا كل أوراقنا منذ البداية، فماذا كانت النتيجة؟!