تنتشر على الإنترنت، وخصوصاً مواقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر، كثيراً من المعلومات والتجارب حول مرض السرطان وطرق علاجه، وبعض هذه المعلومات صحيح، لكنّ كثيراً منها مغلوط، بل ومضلل في كثير من الأحيان.
لذا وجب الحرص عند قراءة هذه المعلومات والتأكد من مصدرها، وهل هي من مؤسسة موثوق فيها علمياً، أم من مجرد شخص يدلي برأيه؟ وقد جمعنا بعض هذه المعلومات المغلوطة التي انتشرت بين الناس، حتى أصبحت تغلب على تفكيرهم، اخترنا منها هذه الأساطير الخمس:
1- السرطان مرض حديث
من الشائع جداً بين الناس الآن أن يعتقدوا أن السرطان مرض جديد برز؛ بسبب منتجات الحضارة الغربية الحديثة، ولكن الحقيقة هي أن السرطان قديم قدم الإنسان، حيث سجل الأطباء المصريون واليونانيون القدماء أعراضه ووصفوه منذ آلاف السنين.
وقد عمل بعض الباحثين على هيكل عظمي يعود تاريخه إلى ثلاثة آلاف عام، واستطاعوا أن يميزوا علامات ودلائل واضحة على إصابته بالسرطان، وذلك على الرغم من تأثير منتجات الحضارة الحديثة على احتمالية إصابة الفرد بالمرض.
2- أطعمة معينة تمنع الإصابة بالسرطان
من العنب البري إلى الشمندر والقرنبيط إلى الثوم والشاي الأخضر، وغيرها الكثير، يعتقد كثير من الناس أن لها تأثيراً واضحاً على التقليل من فرص الإصابة بالمرض، ولكن هذا غير حقيقي في كثير منه، وحقيقي في جزء منه، فالجزء الحقيقي هو أن الطعام بلا شك يؤثر سلباً أو إيجاباً على الصحة العامة للشخص وعلى احتمالية إصابته بالأمراض، فبعض الطعام بالتأكيد أكثر صحة من البعض الآخر، فأكل الفواكه والخضراوات أمر لابد منه؛ من أجل الحفاظ على صحة جيدة.
كما أن تناول مجموعة مختلفة من الخضراوات يكون أفضل، لكن من الضروري ملاحظة أن الخضراوات بوجه عام لها هذا التأثير، وليس نوعاً معيناً منها، فاختيارك للخضراوات التي تأكلها لا يهم كثيراً، المهم أن تأكل خضراوات، فلا يوجد طعام بمفرده قادر على منع الإصابة بالسرطان، بل العادات الصحية طويلة الأجل هي التي تفيد في هذا الصدد، مثل عدم التدخين والحفاظ على وزن صحي والبقاء نشطاً طوال الوقت.
3- هناك علاج سحري
تمتلئ صفحات الإنترنت بالعديد من الوصفات الدوائية السحرية لعلاج السرطان (مثل نبات الحشيش أو حقنة القهوة الشرجية)، كما أن هناك العديد من الناس الذين ينشرون تجاربهم الخاصة عن العلاج بهذه الأدوية، ولكن لا يوجد دليل علمي على هذه الشائعات.
فتجربة الفرد الواحد لا تكفي لإثبات صحة النظرية، كما أننا لسنا متأكدين إن كان هذا الفرد يتناول بعض الأدوية الأخرى أم لا، ولا نعرف تشخيص حالته بدقة، ولا ندري إن كان مصاباً بالسرطان من الأساس أم لا، فلا ينبغي الاعتماد على هذه الصفحات والتجارب الشخصية غير الموثوقة، فهناك على الجانب الآخر العديد من الأشخاص الذين جربوا نفس الحلول ولم تنجح، فنحن هنا بحاجة إلى دليل علمي ثابت وواضح.
4- شركات الأدوية تتواطأ لإخفاء العلاج
من المنتشر بين كثير من الناس أيضاً أن هناك علاجاً سحرياً للسرطان ولكن الحكومات تتواطأ مع شركات الأدوية ورجال الأعمال؛ من أجل إخفاء هذا الدواء؛ حتى يحققوا ربحاً من الأدوية الموجودة في السوق بالفعل.
ولكن لا يبدو هذا القول قابلاً للتصديق لأسباب كثيرة، منها أنه لو كان هناك هذا العلاج السحري لسارعت الشركات لإنتاجه؛ لأنه سيحقق مبيعات عالية للغاية حول العالم، وهذا لا ينفي أن هناك بعض الملاحظات على كثير من شركات إنتاج الأدوية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المؤسسات الخيرية غير الربحية المتخصصة في مجال معالجة السرطان، فهل تخشى هذه المؤسسات أيضاً على أرباحها؟
5- علاج السرطان يضر أكثر مما ينفع
دعنا نكون صرحاء، لا يعتبر علاج السرطان، سواء كان كيميائياً أو إشعاعياً أو جراحياً، أمراً سهلاً وبسيطاً، بل هو أمر معقد وربما تكون آثاره الجانبية قاسية، ومن المعروف أن العلاج الذي يقتل الخلايا السرطانية يؤثر على الخلايا السليمة أيضاً، وللأسف لا ينجح العلاج في تحقيق الشفاء في بعض الحالات، حيث إن الحالات المتأخرة يكون علاجها صعباً للغاية، وقد يوفر العلاج بعض الراحة وإطالة الحياة، ولكنه لا يحل المشكلة بأكملها.
وتعتبر الجراحة أكثر الطرق العلاجية نجاعة وفاعلية، في حالة إذا تم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، ومن المهم ملاحظة أن بعض المعلومات المتداولة على الإنترنت، والتي تفيد بأن فاعلية العلاج الكيميائي لا تتعدى 3% هي معلومات مغلوطة ومضللة.