السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"قوارب نسائية" تبحر إلى غزة تضامنا لكسر الحصار

2016-08-07 11:18:44 AM
"قوارب نسائية" تبحر إلى غزة تضامنا لكسر الحصار

 

الحدث- غزة

بعد اسطول الحرية الأول الذي أبحر في أيار/مايو 2010 لكسر حصار غزة، أعلن تحالف اسطول الحرية عن مبادرة جديدة عنوانها “قوارب نسائية إلى غزة” لكنها هذه المرة بقيادة ناشطات من مختلف المشارب السياسية والحقوقية من حول العالم يؤيدن القضية الفلسطينية.

وفي ظل الصمت إزاء ما يتعرض له سكان غزة من عقاب جماعي يبحر قاربا “أمل وزيتونة” في منتصف أيلول/سبتمبر، لكن من غير المؤكد إن كانت هذه القوارب سوف تتمكن فعلا من الوصول إلى شاطئ غزة حيث منعتها إسرائيل سابقا.

وتنطلق الرحلة من شواطئ برشولة في إسبانيا لتصل إلى المحطة النهائية في غزة، وسيكون على متن القاربين نساء من منظمات المجتمع المدني وبعضهن حائزات على جائزة نوبل للسلام.


وقالت غادة بطاح، المتحدثة باسم “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: المبادرة تندرج ضمن مبادرات التحالف الدولي لأسطول الحرية، والفكرة التي ستقوم نساء من جميع أنحاء العالم على محاولة تحقيقها، تتضمن تسليط الضوء على مشاركة المرأة الفلسطينية ومساهماتها التي لا يمكن إنكارها في القضايا الوطنية ونهدف من الرحلة إلى تعزيز روحها المعنوية وهي التي لعبت دوراً فعالا في كل من غزة والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر وفي الشتات.


وأضافت: أطلق تحالف أسطول الحرية اسمي “أمل” و”الزيتونة” على سفينتين تحملان متضامنات من بلدان مختلفة من العالم، ومقرر إبحارهما تجاه قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي منتصف شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
ووفق خطة سير القاربين فإنهما سوف يتوقفان في عدة موانئ في البحر الأبيض المتوسط، على أن يصلا في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.


ويحظى مشروع القارب بتأييد مجموعة من المنظمات النسائية الرائدة في مختلف أنحاء العالم، من بينها: مركز شؤون المرأة (غزة)، وتحالف النساء للسلام (إسرائيل)، ومنتدى دي بوليتيكا فمينيستا (أسبانيا)، والجبهة النسائية (النرويج)، وتنسيقية التضامن مع فلسطين (المكسيك)، وكودبينك نساء من أجل السلام ( الولايات المتحدة الأمريكية) واتحاد الكيبيك للنساء (كندا). 


وتشير بطاح إلى ان كل من على متن القارب، بمن فيهم الطاقم من النساء، وقرر تحالف أسطول الحرية تمويل قاربي النساء إلى غزة للإعتقاد السائد أنه لابد من تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء الفلسطينيات، ليس فقط في حركة المقاومة ولكن في ضمان بقاء واستمرارية الشعب الفلسطيني ككل.


وتقول بطاح: “من المهم أن تسمع أصواتهم، فالمرأة الفلسطينية تشجع أطفالها على الذهاب إلى المدرسة على الرغم من وجود نقاط التفتيش الإسرائيلية والمضايقات المستمرة.


وخلال موسم قطف الزيتون والمظاهرات الشعبية تتحدى النساء الجنود والمستوطنين. النساء والرجال في غزة يكابدون الحصار الإسرائيلي اللا إنساني ويستمرون رغم كل الصعاب في تربية أطفالهم والتغلب على الحواجز″. وتذكر أن تمكين المرأة ودعمها يرتبطان بالنضال العام للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وعلى وجه الخصوص في الحاجة الماسة لرفع الحصار.

 

الفلسطينيات مصدر إلهام وقدوة

وهي تؤكد أن الهدف من هذه المبادرة تعزيز دور المرأة في مواجهة قوة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من الدور الذي يقوم به الرجل في كل مراحل التنظيم والتخطيط.


وتتابع “هدفنا هو الإنهاء السلمي للحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، ومندوبونا هم سياسيون وممثلون عن وسائل الإعلام وفنانون ومثقفون وناشطون حقوقيون من مختلف أنحاء العالم. ويجب التنبيه أن المبادرة ليست إغاثية ولكننا سوف نقوم بجلب أكبر قدر من المساعدات التي يمكن ان تسع القوارب».

 

وترى بطاح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لديها سجل بشع في معاملة الركاب على متن القوارب المتجهة إلى غزة بالقوة وبالعنف.


فكل البعثات السابقة انتهت بحجز قواربها وإلقاء القبض على المشاركين فيها وإبقائهم في السجن قبل ان يتم ترحيل الأجانب منهم ومنعهم من دخول إسرائيل.
تمويل القاربين

أما عن التمويل فأشارت إلى أن المشاركين سيقومون بحملات في بلدانهم لجمع الأموال من أفراد ومنظمات يدعمون القضية.


وأعلن رئيس قوافل «أميال من الإبتسامات» الدكتور عصام يوسف لـ«القدس العربي» عن التسمية التي تحمل الأمل لغزة رغم معاناتها، مؤكدا على حق الفلسطيني في الأرض والشجر، وفي المطالبة بحريته وإقامة دولته.


وتوقع وصول عدد المشاركات في القاربين إلى أربع وعشرين متضامنة، ودعا إلى دعم هذه المــحاولة الجديدة معنويا وماديا وسياسيا، مطالباً بتفاعل شعبي دولي مع نشطاء الحرية والعدالة المتجهين إلى غزة.


وشدد يوسف على ضرورة بدء فعاليات مناصرة ومؤيدة في غزة للقوارب تحت شعار “إكسر حصارك بيدك”. مذكرا بإنتهاكات الاحتلال اليومية لحقوق الفلسطينيين في التحرك بحرية في جميع أنحاء البلاد، والمغادرة والعودة، كما يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معربا عن أمله في أن تتضافر الجهود من أجل كسر الحصار. وأضاف: “كنت في غزة قبل أسابيع، الوضع مأساوي وإحتياجات الفلسطينيين الذين يعيشون هناك كبيرة إذا ما قورنت بحجم المساعدات التي تصل”.


«لسنا أرقاما»

وقالت المتحدثة باسم “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” مها الحسيني من غزة: “نرحب بكل مبادرة من شأنها أن تعيد الأمل لأهالي القطاع الذين عانوا كثيرا بسبب الحصار والعدوان المتكرر وتجعلهم يشعرون أن هناك على هذه الكرة الأرضية من ما زال يناضل من أجل حريتهم”.


وأضافت: نحاول إبراز الواقع المعاش من خلال مشروع بدأت فكرته منذ العدوان الأخير على غزة، هذا المشروع يحمل اسم “لسنا أرقاما” أطلق بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي عام 2014. كنا وقتها نسمع التقارير الإعلامية التي تتحدث عن عدد الضحايا والقتلى بشكل سطحي لكنها لم تكن تتحدث عن ما وراء هذه الأرقام ولا عن القصص الإنسانية للضحايا، لذلك كان علينا في المرصد أن نقوم بأنسنة هذه الأرقام أي وضعها في الإطار الإنساني. 


موضحة أن المرصد قام بتدريب أكثر من 30 كاتبا وكاتبة على الكتابة الإبداعية وكيفية إستخدام اللغات الأجنبية لمخاطبة الغرب لإيصال صوتهم والتأثير في الجمهور الغربي، هؤلاء الشباب نشروا قصصهم وتجاربهم أثناء العدوان الأخير ونزلوا إلى الشوارع في غزة يروون قصص من لا صوت لهم ويوصلونها إلى العالم.


وتتحدث عن أحلام الشباب الذين لم يستطيعوا ان يخرجو إلى العالم ليحكوا ما يحدث، لكن هذا المشروع مكنهم من التعبير عن واقعهم الصعب دون أن ينسوا الجانب المشرق باعتبارهم بشرا يحلمون بالعيش بسلام ويحبون الحياة.


وتقول ان هؤلاء الشبان يكتبون باللغات العالمية وكتاباتهم تناولت فقد الأعزاء والشهداء، فكل الكتاب تأثروا بسبب عدوان 2014 والحروب التي قبلها ومعايشة الاحتلال والحصار بكل تفاصيله وتحدوا الصعاب وعبروا عن ما يختلج في صدورهم من خلال الكتابة التي اعتبروها نوعا من المقاومة السلمية. وترى الحسيني أن المبادرات الدولية لكسر الحصار مهمة للغاية ليس فقط ليعرف العالم حقيقة ما يجري في غزة، بل أيضا ليشعر الغزيون أنهم غير منسيين وأن الفرج قريب.


معتبرة أن الدعم يجب أن يتواصل من جميع الأطراف: نحن لسنا المنصة الوحيدة من أجل الحق السلمي لكسر الحصار، بل يجب أن تكون هناك منصات أخرى للتحشيد ضد الإنتهاكات الإسرائيلية ونحن في غزة نرحب بكل مبادرة تساهم في كسر الحصار.

 

أطفال غزة يرحبون بـ «أمل وزيتونة»

وقالت ابتسام صايمة مديرة مؤسسة “نساء من أجل فلسطين” في غزة وهي شريكة في الحملة العالمية لكسر الحصار: تعددت الحملات التضامنية والهدف واحد ألا وهو كسر الحصار، نرحب بالمبادرة النسائية وأطفال غزة يرحبون بالقوارب النسائية “أمل وزيتونة” ونتمنى لها ان تصل إلى ميناء غزة دون عراقيل من الجانب الإسرائيلي.


وأضافت: نقوم بدور يصب في الاتجاه نفسه، فنحن مؤسسة نسوية إعلامية لها عدة مراسلين حول العالم، عملنا على إبراز معاناة المرأة الفلسطينية ونقلنا حكايات الأم والبنت الأسيرة وزوجة الأسير والشهيد والجريح. بدأنا في توثيق هذه المعاناة من خلال الإنتاج المرئي بأربع لغات، لا نتحدث فقط عن المعاناة بل نحاول أيضا ان نبرز صور صمود المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال والحصار.

 
وتروي بألم حجم المعاناة اليومية التي لا يمكن أن يصدقها عقل وتقول: “صدمتني معاناة الناس الصحية والاقتصادية والتعليم. عائلات تشتتت وانفصلت بسبب الحصار وسمعنا عن حالات طلاق عديدة بسبب إغلاق المعابر، ومشكلة الكهرباء زادت الطين بلة خاصة لهؤلاء الذين هدمت بيوتهم ويعيشون حاليا في الكرفانات، كم من طفل مات من شدة الحرارة وكم من طفل مات بسبب الشموع؟ ما أفظع ما رأينا وسمعنا وعايشنا، أمهات يجدن أبناءهن متفحمين بسبب الشموع وعائلات لا تستطيع توفير الشمعة نفسها فتعيش في الظلام، وأسر لا تأكل غير الخبز على العشاء، أما المياه فتنقطع وللأسف هي مخلوطة بالمياه العادمة خاصة بعدما تم قصف الخزانات قبل عامين بعد العدوان الأخير على غزة.


وعبرت عن المصائب التي حلت على القطاع ولا يمكن حصرها خاصة في الجانب الصحي، حيث أن هناك آلاف المرضى الذين يعانون من السرطان ولا توجد أدوية مناسبة لعلاجهم في مستشفيات المدينة ولا يستطيعون السفر بسبب إغلاق المعابر، بالإضافة إلى 34 ألف مريض ينتظرون الخروج للعلاج ناهيك عن الجرحى والمصابين الذين تعرضوا لإصابات دائمة.


وتقول إن المعاناة تطال كل مناحي الحياة، فهناك شباب متعلم لا يجد عملا، منهم من جاء لزيارة أهله في غزة وعلق ولم يستطع العودة، وتتساءل لماذا يحاصر 2 مليون إنسان في سجن كبير يسمى غزة؟ لكنها تؤكد أن التحدي موجود وقد حولته المرأة الفلسطينية إلى نضال سلمي من أجل الحرية وإنهاء الإحتلال.

 

سكان غزة يعيشون مع الخطر كل يوم

وحذر خبراء من أنه في حال استمرار الحصار المفروض على غزة ستصبح الحياة العادية مستحيلة بحلول عام 2020. 


وتم فرض الحصار الحالي لمدة 11عاما من قبل إسرائيل بدعم من بعض الحكومات الدولية. وفرض هذا الحصار قيودا على تنقل الأشخاص والبضائع لأكثر من عقد من الزمان ولا تغطي وسائل الإعلام الجزء الأكبر مما يحصل هناك.
ويرى اقتصاديون أن الحاجة لإعادة الإعمار أصبحت ملحة خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير عام 2014 حيث تشرد الآلاف وأصبح مأواهم المدارس والكرفانات، لكن الدول المانحة لم تحرك ساكنا.


وتؤكد منظمات حقوقية أن ما يقرب من مليوني شخص يقبعون كرهائن في أكبر سجن مفتوح في العالم، حيث يعاني إثنان وسبعون في المئة من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة و65 منهم من الأطفال، من إنعدام الأمن الغذائي، وعشرة في المئة من الأطفال يعانون من تدهور الصحة البدنية وصنفت الأمم المتحدة هذا الوضع بأنه “وضع لا يطاق”.

 

تحالف أسطول الحرية

يتكون تحالف أسطول الحرية من مجموعة من منظمات المجتمع المدني والمبادرات من العديد من البلدان. ويقوم التحالف بتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغي الإنساني لغزة منذ سنوات عديدة بطريقة غير عنفية، ويلتزم القائمون بإستمرار النضال حتى يرفع الحصار دون قيد أو شرط ويستعيد الشعب الفلسطيني في كل مكان حقوقه كاملة.


ويعمل التحالف بشكل وثيق مع المنظمات النسائية حول العالم وغزة، وكذلك المبادرات الأخرى التي تشترك في الأهداف نفسها لكسر الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.


ويركز التحالف على مطالب ذات قاعدة عريضة من أجل الحقوق الفلسطينية على أساس القانون الدولي، بما في ذلك:

1. إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعماره لكل الأراضي العربية وكسر الجدار الفاصل.
2. الاعتراف بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل وحقهم في المساواة الكاملة.
3. احترام وحماية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم واسترجاع ممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194.

ويضم تحالف أسطول الحرية كونه الجهة المنظمة: الحملة الدولية لكسر حصار غزة، ومؤسسة الإغاثة الانسانية التركية، والسفينة السويدية، والسفينة اليونانية، ومنظمة غزة الحرة، والسفينة الكندية إلى غزة، وأميال من الإبتسامات، ورمبو إلى غزة، وفلك غزة، و سفينة إلى غزة، والإبحار إلى غزة، وتحالف التضامن مع فلسطين بالإضافة إلى تأييد مجموعة من المنظمات النسائية الرائدة حول العالم.

المصدر: القدس العربي