خاص "الحدث"| إسرائيل تبدأ بتطبيق خدمة الـ VIP للفلسطينيين على معبر الكرامة (صور)

 

الحدث- روان سمارة

 

"تسعدنا مساعدتك للحصول على أفضل مقاييس الراحة، والخدمة الدافئة واللطيفة" هذه هي العبارة الأولى التي يلمحها المسافر إلى الأردن فور وصوله للجانب الإسرائيلي من معبر الكرامة قادماً من إحدى محافظات الضفة.

 

 ففي محاولة لتجاوز الرفض الفلسطيني لتطبيق خدمة الـ VIP، والمطالبات الفلسطينية الرسمية والشعبية بضرورة فتح معبر الكرامة 24 ساعة، قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالالتفاف على تلك المطالب وقامت على الجانب الذي تتحكم به من معبر الكرامة بتطبيق الخدمة لمن يريدها من الفلسطينيين.

 

الخدمة والتي على ما يبدو سارية المفعول على الأقل منذ أكثر من شهر، تلقى تجاوباً من قبل من يريدها من الفلسطينيين، سواء رغبة في الخدمة المرفهة، أو في تجاوز الأزمة، أو استعجالاً.

 

 

الخدمة لكل فلسطيني ممن استطاع

 

مراسلة "الحدث" التي خاضت غمار تجربة الـ VIP تقول: "الخدمة مفتوحة لمن يريد،  ما من أحد يمنعك وما من أحد يدلك أو يجبرك على الاستفادة من الخدمة أو يمنعها عنك، هو قرارك الشخصي."

 

وتوضح: "الخدمة هي لكل الفلسطينيين، لكن لمن استطاع منهم تحمل أعبائها المالية، إذ عليك أن تدفع 442 شيقلاً أي ما يعادل 110 دولارات أمريكية."

 

وتضيف: "لحظة نزولك من الباص الذي يقلك من استراحة أريحا إلى الجانب الإسرائيلي من الجسر، فإنك ستجد أمامك مباشرة يافطة زرقاء كبيرة كتب عليها خدمة الـ VIP للجوازات الفلسطينية، فإن أردت فإنك ستدخل غرفة فسيحة هي للمسافرين القادرين أو المرفهين أو مواطني الدرجة الاولى."

 

مواصفات صالة خدمة الـفلسطينيين

 

في صالة واسعة مكيفة، هنالك مقاعد جلدية، ومقاعد خشبية مصنوعة من الأرابيسك للتزين ولإضفاء جو من الشرقية على المكان المخصص لخدمة الفلسطينيين.

 

 

تقول مراسلة "الحدث": "عندما تقرر أن تكون مواطنا من الدرجة الأولى، فأنت تدخل غرفة مكيفة تتمتع فيها بفنجان قهوتك ريثما يأخذ أحد المضيفين جوازك ويقوم بختمه وإرجاعه"

 

على اليمين، هنالك زاوية استقبال مع موظفتين من شركة "لوفر للطيران"، وهي الشركة المسؤولة عن خدمة كبار الشخصيات في نقاط دخول دولة الاحتلال والأردن، سواء عبر معبر الكرامة أو المعابر الحدودية الشيخ حسين.

 

وهي أيضاً المورد الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية لخدمة كبار الشخصيات لجميع الوفود الدبلوماسية القادمة أو المغادرة من إسرائيل. اوفر الطيران-غي هو أيضا.

 

موظفاتا شركة لوفر يرتدين زيا موحداً، رمادياً في أغلبه مع شالٍ خفيف طُبِعَ عليه شعار الشركة، تقومان باستلام جواز سفرك وتستضيفانك في غرفة كبار الشخصيات.

 

الإنترنت مجاني، والقهوة كذلك والماء. ففي واجهة الغرفة هنالك ثلاجة تحتوي عبوات من الماء، صغيرة الحجم لمن يرغب. إلى جانبها هنالك منضدة صغيرة عليها  جهاز خاص لتحضير القهوة الأمريكية.

 

دقائق قليلة هي ما تقضيه في تلك الصالة، حتى تأتيك المضيفة الإسرائيلية، لتصحبك إلى سيارة خاصة، بعد أن تكون قد قامت بعملية ختم الجواز من شباك صغير يطل على غرفة الـVIP، وبعدها يقلك سائق من سائقي شركة "السهم" الأردنية، المزود لهذه الخدمة على الجانب الأردني.

 

 

وتضيف مراسلة "الحدث" :"في الجانب لأردني، هناك غرفتان لخدمة كبار الشخصيات إحداها استحدثت مؤخراً تم البدء بالعمل بها في نهاية أبريل/ نيسان، واستكملت في رمضان، هنالك ينتظرك موظفو شركة السهم يأخذون جوازك ويختمونه، انهيت رحلة لطيفة، بينم هي قاسية حتما على مواطني الدرجة الثانية".

 

 

 

خدمة ليست لتخطي الأزمة

 

مراسلة "الحدث" تقول بأنها قد التقت بالعديد من المواطنين الذين يلجأون لهذه الخدمة احتى في حال عدم ازدحام الجسر، وذلك لما توفره لهم من راحة وسرعة، تقول: "التقيت بأناس أدمنوا على هذه الخدمة، فهم يدفعون لقاء راحتهم كما يقولون، ولقاء السرعة".

 

 

في طريق العودة الجواز يختم على المعابر

 

لا تقتصر هذه الخدمة على رحلة الذهاب فقط، بل تتوفر في رحلة العودة أيضا. تقول مراسلة "الحدث": "عند عودتك فإنك تستلم وصلاً بدفعك مبلغ خدمة الشخصيات المهمة من شركة السهم، واللافت في الأمر أن الإشارة على الوصل تشير إلى أن الخدمة تشمل الأطراف الثلاثة على معبر الكرامة."

 

 

وتضيف مراسلة "الحدث": "إن الغريب في الأمر، أنك في طريق عودتك لا تعود إلى الاستراحة، فبعد أن تقلك إحدى السيارات الفاخرة الحديثة التابعة لشركة لوفر، والتي يقودها سائقون فلسطينيون، فإن السائق يأخذ جوازك ليختمه على المعابر، تماماً كما كانت الحال قبل إيقاف بطاقات BMC."

 

 

وتوضح: "أخذ السائق جوازات سفرنا، وختمها من المعابر، وأقلني إلى سياراتي التي كنت قد تركتها قبل سفري في مكان ركن السيارات في الاستراحة."

 

"الرحلة مختلفة، لكنها غير عادلة."، تختم مراسلتنا سردها لرحلة كانت فيها من الشخصيات المهمة على يد الاحتلال.