الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | إبراهيم يعاني في مستشفى طوباس التركي الذي ينتظر موافقة وزارة الصحة

2016-08-10 06:12:43 PM
متابعة
مستشفى طوباس الحكومي

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"عندما يتحول الحق الإنساني إلى احتياج، هنا تكمن الكارثة" جملة تغيب بين كلماتها أبسط الحقوق في تلقي العلاج السليم، ولم يذكرها المواطن عمر العنبوتي من محافظة طوباس عبثاً، وإنما من واقع قد أصاب ابن أخيه الرضيع إبراهيم خليل العنبوتي، فلم يجف بعد حليب أمه عن شفتيه الصغيرتين، حتى أصيب بوعكة والتهاب في جسده بجانب ارتفاع درجة حرارته لتصل 38 درجة.

 

8/7/ 2016 هو موعد ولادة إبراهيم خليل، ابن اليومين " الخداج"، وعلى صوت أذان العشاء استيقظ من نومه ليجد نفسه الساعة 8 مساء في قسم الطوارئ في مستشفى طوباس التركي الحكومي، بدلاً من وضعه في الحضانة التابعة للمستشفى والتي تبحث عن شريط أحمر ومقص لافتتاحها، فهي تفتقر لعدد من الكوادر الطبية، وتنتظر موافقة وزارة الصحة.

 

" هذا مريض أين سيذهب"

 

" هو مريض أين سيذهب" هذا ما تحدث عنه مدير مستشفى طوباس التركي الحكومي محمد سمارة أثناء حديثه لـ"الحدث"، حيث أشار في حديثه إلى أن من الطبيعي وضع الطفل الرضيع إبراهيم في قسم طوارئ المستشفى، لاسيما وأنه يعاني من التهاب، وقد تم تحويله إلى الطوارئ بجانب الأطفال ممن يكبرونه في العمر، وذلك  بعد تشخيص حالته من قبل طبيب خاص حسب ما ذكر سمارة.

 

وضع ابن " الخداج" في الطوارئ بعد الشتخيص هو أمر قد أثار ذعر الأهل لاسيما وأن جسده الصغير قد يتلقط الفيروسات بسهولة أكثر من غيره، فهو في بداية تكوين جسده، ويحتاج إلى عناية خاصة، وهذا ما أكده والد الطفل أحمد العنبوتي قائلا: "هل يعقل وضع طفل رضيع بين الأطفال الآخرين؟ لم ينتبه أحد إلى هذا الوضع فهو يعاني من التهاب وقد ارتفعت درجة حرارته وقد يتعرض للموت في أي لحظة".

 

لماذا لا يفتتحون الحضانة

 

كثيرة هي الأصوات التي ارتفعت من محافظة طوباس لافتتاح حضانة مستشفى طوباس التركي الحكومي، ولكن حسب ما ذكر المواطن عارف ضراغمة: "لا تقدم في هذا الإطار، فمحافظة طوباس من المحافظات الكبيرة والتي يزداد فيها عدد المواليد سنة بعد الآخرى، لذا كان من الضروري جداً وجود الحضانة التابعة للمستشفى، وكأن المستشفى يقدم الخدمات للمواطنين بالقطارة، ولا نريد أن يتحول المستشفى إلى عيادة، العيادات كثيرة في طوباس، وبما أنه تم افتتاح قسم للولادة، فعليه يجب افتتاح الحضانة بأقرب وقت، لتفادي موت الأطفال".

 

14 كيلو متر هي المسافة التي تفصل مستشفى طوباس عن نابلس، وبهذا لا يوجد لدى المرضى أي مشكلة في التنقل بسهولة بين المستشفيات لتلقي العلاج، هذا ما اشارإليه محمد سمارة أثناء سؤاله عن معاناة تنقل المريض من مستشفى إلى آخر.

 

ولكن المعاناة هنا قد تختلف حسب وجهة نظر والد إبراهيم العنبوتي يقول: "عندما توجهنا بالطفل إلى طوارئ مستشفى طوباس، جلسنا ننتظر ما يقارب 3 ساعات على المقاعد ودون أي تقدم، وبالمقابل ابني إبراهيم كان يعاني من المرض، فكيف سيصبر هو وجسده على المعاملات والأوراق التي لا حصر لها والتي تحتاج إلى وقت طويل، والمسافة بين المستشفيات هي طويلة وقد تزيد الأمر سوءاً، والحل الأفضل هو توفير الحضانة والكوادرالطبية المتخصصة".

 

وهنا يؤكد سمارة: "في معظم مستشفيات العالم لا يوجد حضانة، وليس من الضروري توفيرها ولكن هناك الحاضنة  incubatorالتي تتوفر في المستشفى والتي يمكن أن يتواجد فيها الطفل لمدة 3 أيام، وهذه هي القدرات المتوفرة لدى المستشفى ونحن نسعى في القريب العاجل وبالتعاون مع وزارة الصحة لافتتاح الحضانة، ولكن قد يحتاج هذا لبعض الوقت وكما تعلمون فإن توفير الكوادر الطبية قد تسبقه إجراءات وأوراق وتقديم طلبات لحصر عدد الكوادر التي نحتاجها".

 

3 سنوات هو عمر مستشفى طوباس التركي الحكومي، فكم تبقى من الوقت حتى تتم الموافقة على افتتاح الحضانة؟ الجهود تبذل من قبل المستشفى ووزارة الصحة حسب ما ذكر سمارة، ولكن وفي المقابل أين يذهب أطفال محافظة طوباس الرضع  بعد الولادة؟

 

ذلك هو السؤال الذي يظل بلا إجابة.