الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| صناعة ألعاب الأطفال في غزة تتحدى الحصار وارتفاع أسعار المواد الخام

2016-08-14 03:30:50 PM
خاص| صناعة ألعاب الأطفال في غزة تتحدى الحصار وارتفاع أسعار المواد الخام
تركيب بعض الألعاب (الحدث)

 

الحدث- محاسن أُصرف

على الرغم من حالة الحصار التي أودت بحياة الصناعات الفلسطينية على اختلاف أنواعها ومجالاتها؛ إلا أن بعضها بقيَّ بأقل الإمكانيات يُواجه معركة البقاء، موفرًا بذلك بعض احتياجات المجتمع المحلي من السلع التي يُنتجها.

 

صناعة الألعاب في قطاع غزة كانت واحدة من الصناعات التي عانت تبعات الحصار وانعدام إدخال المواد الخام وبخاصة "الفيبر جلاس" ما أدى إلى تراجعها بشكل ملحوظ بعد أن كانت تُغطي في سنوات ما قبل الحصار احتياجات القطاع من الألعاب، ويقول أصحاب مصانع وشركات لصناعة الألعاب في أحاديث منفصلة لـ "الحدث" :"إن سياسة الاحتلال التعسفية بمنع إدخال المواد الخام اللازمة لصناعة الألعاب وقفت عائقًا أمام استمرار عمليات الإنتاج لديهم"، وأضافوا أنهم حاولوا الاستعانة بما هو موجود من بدائل كالحديد والأخشاب أملًا منهم في استمرار عجلة الإنتاج بأقل الخسائر وتلبية حاجة المجتمع خاصة رياض الأطفال والمؤسسات الترفيهية المختلفة.

 

 

تحدي نقص الخامات بالبدائل

استطاع وهيب عاشور صاحب شركة أبناء عاشور لصناعة ألعاب الأطفال في غزة أن يُطور خبراته في صناعة الألعاب بما يتوافق مع الواقع الذي فرضه الحصار على قطاع غزة، فاستعاض بالحديد والخشب عن مادة الفيبر جلاس التي يحظر الاحتلال إدخالها بذريعة الاستخدام المزدوج، يقول لـ "الحدث" أن عمله الطويل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 لدى أشهر شركات تصنيع الألعاب العالمية منحه الكثير من الجرأة في استخدام البدائل وتطويعها بحيث تكون آمنة على الأطفال الذين يستخدمونها للهو"، وأضاف أن تلك البدائل حققت له استمرارًا في عجلة الإنتاج وساهمت في توفير بعض متطلبات السوق المحلي الذي ينشط الطلب فيه على الألعاب في فصل الصيف، ويلفت أن تلك البدائل لم تكن خياره الأول مؤكدًا أنه في وقت عمل الأنفاق استطاع أن يُدخل المواد الخام عبرها وبأسعار مناسبة وبهامش ربح جيد جدًا، لكنه بعد إغلاقها اضطر لاستخدام البدائل كالخشب، وقال :"لقد لاقت استحسانًا كبيرًا".

 

وتُصنع شركة أبناء عاشور العديد من الألعاب منها الألعاب الدوراة بأشكال وأحجام مختلفة، ومنها ألعاب التزحلق المائي والعادي والأراجيح  المختلفة الأحجام وفقًا للفئات العمرية المختلفة، بالإضافة إلى تصنيع أراجيح الحدائق بمختلف أنواعها الهزازة والدوارة وغيرها، وحول الجدوى الاقتصادية من صناعة الألعاب يؤكد الحاج "عاشور" أنها في الوقت الحالي رديئة بسبب سياسات إغلاق المعابر، متمنيًا أن تفتح المعابر ليتمكن من استيراد المواد الخام بأسعارها المعتادة وكذلك تصدير ما يُنتجه للأسواق الخارجية مؤكدًا أن ذلك يُحقق أعلى معدلات ربح إن حدث.

 

 

عمل شاق

بدوره يُشير أحد العمال في مصنع السلام لألعاب الأطفال بحي الزيتون شرق مدينة غزة، أن العمل في صناعة الألعاب في ظل استمرار حظر المواد الخام وارتفاع أسعار ما يُوجد منها بشكل جنوني، بات شاق جدًا، وأضاف لـ "الحدث" أن تدمير الأنفاق زاد من تأزيم عملية الصناعة، لافتًا إلى أن المصنع لم يملك إلا اللجوء للبدائل المتوافرة من الحديد والخشب لتصنيع الألعاب وكشف أنهم في كثير من الأحيان يستخدمون الحديد المُخصص للحمامات الزراعية إذ تتوافق مواصفاته مع مواصفات تصنيع بعض الألعاب وقال بكثير من الألم :"انعكس ذلك سلبًا على الإنتاج ومستوى الربح والخسارة".

 

وفي المجال ذاته تحدث محمد حسب الله، مدير مصنع السلام عن سوء الحال الذي آل إليه مصنعه بعد أن حقق إنتاجًا مميزًا خلال السنوات ما قبل الحصار، خاصة في ما يتعلق بتوريد الألعاب لرياض الأطفال تبعًا لتعليمات وزارة التربية والتعليم، مؤكدًا أن الأخيرة كانت ترفض منح أصحاب الرياض رخص العمل إذا لم تتوفر ألعاب الفيبر جلاس داخلها، يقول:"الآن تسمح بالترخيص في ظل وجود البدائل".

 

ويأسف "حسب الله" على ما آل إليه عمل مصنعه، موضحًا أنه كان يُصدر إنتاجه للأراضي المحتلة عام 48 خاصة لشركة "جيمز آند سبورتس"، وقال :"كنا نُصدر لها الإنتاج بينما كانت هي توفر لنا المواد الخام من الفيبر جلاس" وأشار أنه حقق وقتها انتشارًا وأرباحًا عالية جميعها خسرها بعد إغلاق إسرائيل للمعابر فُحرم من التصدير وحرم من وصول المواد الخام إلا بالأسعار المطروحة في السوق وهي مضاعفة، بالإضافة إلى خسائر الاستهداف المتكرر بالقصف من قبل الاحتلال في كل عداون على قطاع غزة، مبينًا أن خسائره تجاوزت المليون دولار لكنه مازال مصر على العمل .