الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| في غزة .. رسوم الدراسة الجامعية هاجس يؤرق الطلبة ويُهدد مستقبلهم العلمي والمهني

2016-08-17 01:40:26 PM
خاص| في غزة .. رسوم الدراسة الجامعية هاجس يؤرق الطلبة ويُهدد مستقبلهم العلمي والمهني
تخرج الجامعة الإسلامية في غزة (أرشيف)

 

الحدث- محاسن أُصرف

"لم يتبقَّ على بدء العام الدراسي الكثير، وحتى الآن لم أتمكن من التسجيل للفصل الدراسي الأخير في حياتي الجامعية"، هكذا انطلق لسان الطالبة "عطرة نبيل" من قسم العلاج الطبيعي بالجامعة الإسلامية بغزة، وتُضيف أن ما يزيد من معاناتها في توفير الرسوم الدراسية هذا العام انضمام اثنين من أشقائها للدراسة الجامعية بعد نجاحهم في الثانوية العامة.

 

تدفع الفتاة قرابة (450-500) دينار أردني كل فصل دراسي، وهو مبلغ كبير مقارنة بالدخل الذي يُحققه والدها الموظف في وزارة الشئون الاجتماعية، تقول :"رابته لا يتعدى 3000 شيكل لا يتقاضاها جميعها بسبب ما عليه من قروض بنكية"وتتابع ذلك المبلغ بالكاد يوفر رسوم 18 ساعة دراسية لي بينما أشقائي فلا نصيب لهم، وهو ما دعا والدها إلى إقناع إحدى  ابنتيه بتأجيل الفصل الدراسي الحالي لحين تتخرج هي "عطرة" علّها تحظى بفرصة عمل تُمكنها من مساعدة أشقائها على توفير الرسوم الدراسية.

 

وعد طلاب وأولياء أمور الرسوم الجامعية حجر عثرة أمام مستقلبهم العلمي والمهني، وقالوا في أحاديث منفصلة مع "الحدث":"إن الرسوم الدراسية كابوس يُؤرقهم ويُهدد مستقبلهم"، مطالبين بإيجاد تسهيلات في الدفع إضافة إلى تسهيلات القروض الجامعية والإعفاءات والمنح التي من شأنها أن تُعين الطلبة على استكمال مسيرتهم .

 

ويعاني أكثر من 50 ألف طالب وطالبة في مختلف الجامعات الفلسطينية من كابوس الرسوم الدراسية مع بداية العام الدراسي، نظرًا لتردي الأوضاع الاقتصادية لأسرهم في ظل استمرار الحصار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى أرقام غير مسبوقة، الأمر الذي يدبفع بالكثير منهم إلى استغلال الإجازة الصيفية في العمل من أجل توفير الرسوم الجامعية ومتطلبات الدراسة من كتب وقرطاسية ومستلزمات أُخرى.

 

عبء كبير

وترى أم علي البطة، أن الرسوم الجامعية عبء كبير على أهالي الطلبة في ظل ما يواجهونه من شظف في العيش وانهيار في الأوضاع الاقتصادية، مؤكدة أن ما يزيد العبء جملة المصروفات التي يحتاجها الطالب خلال الفصل الدراسي والتي تتجدد بوتيرة أعلى في كل فصل خاصة إذا ما أُضيف إليها ارتفاع في سعر الساعة الدراسية، تقول السيدة وهي أرملة وتُعيل ستة أفراد جميعهم في يدرسون في مختلف المراحل التعليمية:"يضطر ابني الأكبر للعمل خلال الصيف ليتمكن من مساعدتي في توفير رسومه الدراسية وشقيقته" وتنتقد السيدة إدارة الجامعات التي تعمد بين الحين والآخر إلى رفع الرسوم الدراسية دون مراعاة لظروف الطلبة وأهلهم متذرعة بالأزمات التي تُعانيها، وتابعت "الأجدر بهم تخفيض الرسوم وليس رفعها".

 

دفع بالتقسيط

ياسمين مصطفى، من قسم التصميم والجرافيك بجامعة الأزهر، تحتاج كل فصل دراسي قرابة (300- 350) دينار أردني، تقول سعر الساعة (18) دينار أردني وتُضيف أنها سجلت إجباري وفقًا للخطة الدراسية 20 ساعة، ولم تتمكن من دفع المبلغ كاملًا، تؤكد الفتاة أنها همَّت بسحب الفصل الدراسي وتأجيل الدراسة لولا أن إدارة الجامعة سمحت بدفع الرسوم على قسطين الأول حاليًا والثاني قبل الدخول إلى الامتحانات النهائية إذ لا يُسمح للطلبة بالتقدم للامتحانات النهائية دون تسديد الرسوم كاملة أو الحصول على قرض جامعي أو منحة.

 

وفي سياق متصل رأت فريزة محمد، التي تخرجت من نخصص التعليم الأساسي بإحدى الجامعات الفلسطينية بغزة، أن إدارة الجامعات لا يعنيها – في غالب الأحيان- مستقبل الطلبة بقدر ما يعنيها الحصول على الرسوم الدراسية بحجة توفير الخدمات اللوجستية للعملية التعليمية ولكن الحقيقة -وفق قولها- أن الطالب أداة استثمار لديها لا أكثر، وأضافت أن بعض الجامعات من أجل الحصول على الرسوم الدراسية تعمد إلى ابتزاز الطلبة ومساومتهم على الشهادة حينًا فلا تُمنحهم إياها إلا وقد دفعوا كامل الرسوم، وأحيانًا أخرى لا تسمح لهم بدخول قاعات الامتحانات النهائية قبل تسديد الرسوم، تؤكد الفتاة أنها وقعت فريسة لنوع من ذلك الابتزاز فبالرغم من تخرجها العام الماضي إلا أنها لم تتمكن من استلام شهادتها ما أثر على فرصها في الحصول على عمل.

 

في حين ترى الجامعات أن الخسائر المادية التي تعرضت لها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، كانت سببًا كبيرًا في رفع الرسوم الدراسية، خاصة في ظل سياسة تجفيف المنابع التي يتخذها الاحتلال ضد المؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة على اختلاف أنشطتها تعليمية كانت أم خيرية، ناهيك عن أن ما تحصل عليه الجامعات من هبات ومساعدات لا يفي بحاجة الطلبة التي تتصاعد بوتيرة كبيرة في كل عام نظرًا للحالة الاقتصادية التي يمر بها القطاع عمومًا.