الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مع الاعتذار ‏/ بقلم زياد البرغوثي

2016-08-20 06:51:01 AM
مع الاعتذار ‏/ بقلم زياد البرغوثي
زياد فوزي البرغوثي

 

لا توجد عبقرية في السياسة الفلسطينية، وتاريخ مسيرة السلام والمشروع والتخبط في الآداء تؤكد ما وصلنا إليه من انهيار وطريق مسدود يتحمل الجميع مسؤوليته. نتيجة لهذا الوضع بدأ البعض بطرح أفكار ومبادرات وحلول على شكل نقاط خمس أو سبع أو عشر، وبقي يلف ويدور في الفلك السياسي الفلسطيني دون القفز فوق الخطوط الحمراء والمحرمات التي أصبحت غطاءً للتستر على فشل الآداء عند معظم الساسة الفلسطينيين الوطنيين منهم أو الوصوليين، مع تجاهل الكثير من المحطات والمشاهدات في الساحة الفلسطينية والتي أصبحت شبه حقائق مع الزمن، وهنا لا بد من الاعتراف بان هناك خطين سياسييّن في الوطن لا يلتقيان؛ لاختلاف الفكر والتوجهات، وأن الطرفين يتعاملان كأصحاب امتيازات لا كشركاء أو حلفاء.

 

إن المشروعين عند الطرفين فشلا تماماً ولا يتجرأ أحد على الاعتراف أمام الشعب بأن كلاً منهما فشل في مشروعه (استحالة تحقيق السلام بهذه الأدوات والأمكانيات من ناحية، واستحالة التحرير بالتكبيرات والدعوات من ناحية أخرى)، وأن توهم الطرفين بأنهما يحكمان ويملكان سلطة وطنية (الأولى عيشنا كفافنا تستجدي القوت اليومي والرواتب والدواء والماء والكهرباء)، وأخرى تُحَلق في قصر عاجي تنتظر هِبات الشعب وفُتات العرب والغرب وصدقات المحتل مع هلال كل شهر.

 

إن شرعية الحكم عند الطرفين هو اتفاق أوسلو، وجاء بالطرفين بالانتخاب، وتفرقا بالاقتتال أحدهما تبنى شرعية الفصائل والسلام، والآخر تبنى شرعية السلاح والانقسام، وتمسك الطرفان كلٌ بشرعيته ولم يأخذ الشعب فرصته ليقول كلمته فتجمدت العملية الديمقراطية وتراجعت الحريات الشخصية، كل ذلك أدى إلى تراجع مفهوم المواطنة والانتماء، وفقد المواطن دوره في المشروع الكبير، وتحول الشعب إلى وقود للانقسام في عالم من الكذب والمزايدات والتخوين والأوهام.

 

وعليه فإن أي مبادرة لا تتضمن أولاً بناء العملية الديمقراطية وإعادة الثقة لجيل الشباب بوطنهم وإسقاط كل الممارسات اليومية والتي أصبحت عنوان المرحلة وجزءاً من ثقافتها، بالإضافة إلى فهم حقيقي لمعنى السلام وشكل الدولة المدنية ومؤسساتها من خلال تحويل الوطن لخلية وحراك ديمقراطي في كل المؤسسات والنقابات والبلديات والجامعات والغرف التجارية؛ من أجل تشكيل جسم منتخب من جميع هذه العناصر، بالإضافة إلى الشخصيات الاعتبارية والمثقفين والأكاديميين ورجالات أعمال يعملون على إعادة صياغة أولويات المشروع الوطني بما يتناسب مع المرحلة ومتغيراتها ومستجداتها، وصياغة خطاب بعيدٍ عن المزايدات وعن المفردات والأدوات التقليدية، لأن اثنين وعشرين سنة من وهم السلام، وعشر سنوات من الانقسام كفيلة بإخراج المحظور من صدورنا؛ من أجل مواجهة الحقائق، والوقوف امام مرحلة بناء جديدة، وتمكين الأجيال لضمان موقع لهم تحت الشمس الحارقة في عالم ملتهب لا يرحم الضعفاء.

 

 فهل تكون الانتخابات البلدية البداية ؟؟؟