الأربعاء  01 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل نحن بحاجة لتيار رابع ؟؟ / بقلم د.غسان طوباسي

2016-08-27 03:38:53 PM
هل نحن بحاجة لتيار رابع ؟؟ / بقلم د.غسان طوباسي
د.غسان طوباسي

 

في حِمى التحضير للانتخابات المحلية تُبرز تساؤلات عِدة من داخل المجتمع المحلي ، اهمها هل نحن نتقدم الى الامام من خلال تطوير وتفصيل عمل الفصائل الوطنية على حساب العائلات والعشائر؟

 

أم لانزال نراوح مكاننا بل من الممكن اننا احياناً نسير الى الخلف من خلال تحويل فصائلنا الى عشائر وذلك بأتباع مبدأ التقاسم و المحاصصة الفصائلية بدل الكفاءة و المهنية .

 

ولم يعد ينطلي على المواطن شعارات لم يعد لها علاقة بالواقع و اصبحت من الماضي البعيد، فالشعارات التي استخدمت بسبعينات القرن الماضي والتي افرزت كتل وطنية هي التي اخضعت الشرعية الشعبية على منظمة التحرير الفلسطينية واكدت بالتالي على وحدانية وشرعية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني .

 

وكذلك ما حصل في الانتخابات قبل الماضية اي 2006 عندما خاضت حركة حماس الانتخابات تحت شعار البناء و التغيير واكتسحت غالبية المواقع و ذلك لما لبى هذا الشعار طموح  واصلاح المواطن الفلسطيني الذي كان يطمح الى التغيير وبناء دولة المؤسسات.

 

ولكن وللأسف فلم يعد هذان القطبان يمثلان طموح وتطلعات المواطن الفلسطيني وهذا ما تُثبته الأيام على الواقع في الضفة وغزة واصبح جلياً أن هناك اتفاق ضمني على مبدأ التقاسم الوظيفي في شطري الوطن ليأخذ كل طرف حصتهِ من المكاسب والغنائم السياسية والأجتماعية والمادية.

 

وفي هذا السياق كان من الطبيعي ان يبرز دور التيار الثالث أي قوى اليسار و ما يُطلق عليها القوى الديمقراطية لتأخذ مكانها في المجتمع وتُعزز دورها لتحمي الوطن من القطبية الثنائية واقتسام الوطن.

 

ولكن للأسف بدل أن تعزز مكانتها و تزيد من جماهريتها تراجعت وتقوقعت ولم يعود لها الحد الأدنى من الدور المطلوب للتيار الوسطي الثالث وهذا ما تؤكده كافة الانتخابات في الجامعات والمؤسسات.

 

 وفي المحاولة الأخيرة لتشكيل قوائمها المشتركة للمجالس المحلية عادت الى الطريقة القديمة بالعمل من خلال المحاصصة و التقاسم الفصائلي بدل الأعتماد على مبدأ ابراز الكفاءات الوطنية المجتمعية المستقلة والتي من المؤكد سيكون لها دورها المهم في رفع مكانة اليسار والقوى الديمقراطية . وبالتالي سيعطيها دفعة جماهيرية وشعبية قوية.

 

ولهذه الأسباب مُجتمعه ارى بأن المجتمع المحلي بحاجة لتيار رابع يعمل على استنهاض القوى الكامنة ذووي الكفاءة والأمانه والصدق والأخلاص بعيداً عن أي تدخل فصائلي لعل ذلك يكون بارقة امل في اخراج المجتمع من تشرذمهِ وضعفهِ وقبليتهِ المقيتة.

 

وليتشكل هكذا تيار يحتاج الى جهود كل المخلصين في كافة المواقع في مجالس الطلبة والنقابات والمؤسسات مروراً بالبلديات و وصولاً الى المجلس التشريعي وهذا يحتاج الى جرأة وشجاعة وعمل ولعل تجربة الأنتخابات المحلية القادمة ستكون دافعاً مُلهماً لكل المهتمين الصامتين لكي يخرجوا عن صمتهم ويقوموا بدورهم من أجل مصلحة الأجيال القادمة.