الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| هل تسرق البلدية مياه المواطنين؟

2016-08-28 06:37:30 PM
متابعة
مركبة لنقل المياه في بلدة سعير

 

الحدث- ريم ابو لبن

 

كميات كبيرة من المياه اختفت من بلدة سعير الواقعة شمال مدينة الخليل، وعلى إثر هذا الاختفاء نشب خلاف بين سلطة المياه الفلسطينية ورئيس بلدية سعير كايد جرادات، حيث قامت سلطة المياه بتوجيه أصابع الاتهام نحو قيام رئيس البلدية وموظفيه بسرقة المياه من البلدة، مما تسبب في نقص المياه، لا سيما وأن مدينة الخليل ومنذ عشرات السنين تعاني من شح المياه.

 

يقطن في بلدة سعير 25 ألف مواطن يشتكون من نقص المياه، لا سيما وأن بعض السكان لا تصلهم المياه إلى بيوتهم أصلاً حسب ما ذكر سكان المنطقة لـ "الحدث".

 

"منزلي لا تصله المياه، وقد اضطر أحياناً إلى الاستحمام أمام أبناء بلدة سعير، وحينها أشعر بالحرج" حيث يقوم بعض أبناء المنطقة بالاستحمام من الماء المخزن في خزان المياه بالقرب من المحجر المجاور، بحسب شهادة عدنان.

 

ويذكر في وقت سابق، وتحديداً في 12 أغسطس من الشهر الحالي، كانت سلطة المياه قد كشفت وفي بيان صادر عنها حدوث عملية سرقة للمياه في بلدة سعير، وتم على إثرها اعتقال المتورطين. وبحسب شهود عيان فقد تبين أن بعض سكان المنطقة يقومون بعمل فتحات غير قانونية في أنابيب المياه الواصلة إلى البلدة، وتؤثر على الكميات المزودة لمناطق كثيرة في محافظة الخليل.

 

" مياه الخليل تروي المتورطين"

 

وفي حديث سابق أجرته صحيفة "الحدث" مع رئيس الوزراء رامي الحمدالله، أكد في حديثه أن سرقة المياه هو أمر يحدث بشكل متزايد في المناطق الجنوبية لفلسطين وتحديداً في مدينتي الخليل وبيت لحم. وأكد أنه وخلال هذا الشهر، وتحديداً في 14 أغسطس، قام بعض الأشخاص بفتح خط ماء، يحصل منه التجار على ما يقارب 3000 كوب من الماء في الساعة الواحدة ويبيعونها. وكذلك الأمر في بيت لحم حيث قام الأمن بلباس مدني باعتقال الفاعلين وتحويلهم إلى النائب العام".

 

وبالرغم من هذا الفعل، إلا أن البعض ينكر قيامه بسرقة المياه بطريقة غير قانونية، ويلقي اللوم على رئيس بلدية سعير.

 

"السكان لا يسرقون المياه، ولا يمكن أن نعتبر ما حدث هو سرقة، والذي جرى أنه وبالاتفاق مع بلدية الخليل وقبل 10 سنوات تم استبدال الكهرباء بالماء، لذا فقد قامت بلدية سعير بإمداد الخليل بالماء، على أنه يتم إمداد بلدة سعير بالكهرباء، وهذا ما كان متفق عليه، ولكن ما حدث الآن أن موظفي بلدية سعير قاموا بتحويل محابس المياه باتجاه إمداد الخليل بالمياه وبالتالي قلت المياه في بلدة سعير". هذا ما أكده أحد مواطني بلدة سعير" للحدث".

 

هل تسرق البلدية المياه؟

 

" هي تصفية حسابات داخلية ليس أكثر"هذا ما أكده رئيس بلدية سعير كايد جرادات في حديثه مع " الحدث" حيث نفى ما ذكر في وسائل الإعلام المحلية حول اعتبار بلدية سعير المتهمة الأولى في سرقة مياه البلدة، لاسيما وأن سلطة المياه الفلسطينية وجهت الاتهام لجرادات وموظفي البلدية، حيث تم اعتقال 13 موظفاً في البلدية ومن بينهم جرادات، بالتنسيق مع مصلحة الجمارك الفلسطينية وهذا ما أكدته أيضاً صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

 

وأضاف كايد لـ "الحدث: " لقد طالبت رئيس الوزراء رامي الحمد لله بتشكيل لجنة لتقصي الحقيقة وتوضيحها للناس، لاسيما وأن التحقيق في الأمر ما زال قيد البحث ولم يتم التوصل إلى نتيجة حتى هذه اللحظة  وتحديد هوية الفاعل".

 

"وانا ليست لدي علاقة بما حدث، وعملية سرقة المياه موجودة منذ سنين طويلة" هذا ما تحدث عنه جرادات حيث أشار إلى قيام بعض المزارعين بسرقة المياه بشكل غير قانوني، وأوعز ذلك إلى عدم تخصيص كمية من المياه تكفي القطاع الزراعي في بلدة سعير، لاسيما وأن سعير هي المورد الأول للمياه لباقي محافظات الخليل.

 

وجاء هذا التصريح تأكيدا لما ذكرته صحيفة جيروسالم بوست، حيث ذكرت على لسان جرادات: "إن الإجراءات العقابية التي اتخذت مؤخرا ضد سعير من قبل سلطة المياه قد ساهمت في نقص المياه في البلدة".

 

من المسؤول إذا؟

 

"أنا لا أملك القرار حول قضية الماء، والقرار بيد سلطة المياه الفلسطينية"،إذا وحسب  ما ذكر رئيس بلدية سعير كايد جرادات، وما أكده لـ"الحدث" فإن التقصير نابع من إجراءات تتخذها سلطة المياه الفلسطينية.

 

مضيفاً: " 80 لتر هي كمية المياه التي يحصل عليها الفرد في بلدة سعير، وهذه الكمية ليست كافية، بجانب افتقار القطاع الزراعي والحيواني للمياه".

 

وقال أثناء حديثه: "ومنذ بداية الأزمة الأخيرة، عملت سلطة المياه على تخفيض ضغط المياه لبلدة سعير، مما جعل من المستحيل ضخ المياه إلى مناطق مرتفعة من البلدة، لاسيما وأن سعير تجلس بين التلال وغالبية سكانها يعشيون في مناطقة مرتفعة".

 

سعير تقع على بحر من المياه، لا يعقل أن يمر أحد منها دون أن يشرب من مياهها، فكيف صارت الآن البلدة تعاني من نقص في المياه؟

 

ولمعرفة الإجابة عن هذا السؤال، حاولت" الحدث" التواصل عدة مرات مع رئيس سلطة المياه، وتم إبلاغنا بسفره، لاسيما وأن محافظ الخليل كامل حميد هو أيضا مشغول في اجتماعات متتالية منذ الصباح الباكر.

 

أما سكان بلدة سعير ومحافظة الخليل فهم لا يعلمون متى ستنتهي مسألة سرقة المياه، والأعين الآن تتجه نحو معرفة نتيجة التحقيقات من المتهم، ومن البريء، وماذا بعد؟