الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث" | هكذا ترى وزارة التربية والتعليم منهاجها الجديد

2016-08-31 06:37:10 AM
خاص
الوزير صيدم يتفقد المنهاج الجديد في المطابع قبل بدء العام الدراسي

 

الحدث- روان سمارة

 

بدأ العام الدراسي يوم الأحد، وهذا العام ليس عاديا.

 

كيف لا ووزارة التربية والتعليم اختارته ليكون بداية التغيير للمنهج التعليمي، فالكتب الجديدة التي من المفترض أنها أصبحت الآن بين أيدي الطلاب، تضم بين أغلفتها منهاجا جديدا للصفوف من أول وحتى الرابع.

 

في لقاء خاص لـ"الحدث" مع مدير دائرة المناهج في وزارة التربية والتعليم، ثروت زيد، أوضح قائلاً: "تشكلت لجنة إصلاح وطنية منذ ثلاثة سنوات، وخرجت بخلاصة تكونت من خمس كلمات هي "تحرير، قيم، تكنولوجيا، معرفة، ثقافة""

 

الكلمات ذات أبعاد ومدلولات

 

وهذه الكلمات، التي يستخدمها وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، في أحاديثه الإعلامية الأخيرة كثيرا، تشكل الإطار العام للمناهج الفلسطينية الجديدة.

 

وهو ما يؤكده زيد قائلا: "تحولت تلك الكلمات إلى رسالة استخدمناها في لجنة مصغرة تشكلت من الوزارة، ومؤسسات تربوية، وأخصائيين، واستدخمناها في صياغة الإطار العام للمناهج الفلسطينية، وكانت أبعاد هذا الإطار اجتماعية، سياسية، فلسفية، فكرية، ثقافية."

 

ويضيف: "توافق كل ذلك مع وثيقة الاستقلال والقانون الأساسي، وتمت محاكمته بالتعاون مع غزة، ضمن فريق مشترك؛ لنخرج بمسودة نهائية أُقرت من لجنة الإصلاح".

 

غايات فلسفية ونفسية واجتماعية بـ11 معياراً

 

وعن أجزاء هذا الإطار يقول زيد: "الغايات العامة، وهي غايات التربية والتعليم، وأسس المنهاج، وهي فكري وفلسفي ونفسي واجتماعي، ومعايير المنهاج، وهي 11 معيارا للمنهج الفلسطيني، وهي تحاكي معايير عالمية، وهناك التشكيلات المدرسية لكل مرحلة دراسية، وأخيرا آلية التقويم التربوي".

 

التقويم السريع يطبق لأول مرة في الوطن العربي

 

يقول زيد لـ "الحدث": "قبل البدء بالإطار العام كان هناك التقويم السريع، وهو ما طُبق للمرة الأولى في الوطن العربي، وتم  على 4 مراحل، فبدأ بأخذ آراء أصحاب الاختصاص، وتوزيع 23 ألف استمارة على طلاب، ومعلمين، ومدراء مدارس، ومشرفين، وأولياء أمور، ومجتمعات محلية، إضافة لمراجعة 160 دراسة للتعرف على ماذا قيل عن المنهاج الفلسطيني السابق."

 

منهاج في ثلاثة أشهر

 

المنهاج الجديد أنجزته وزارة التربية والتعليم في ثلاثة أشهر فقط، بدأ بتحليل جودة الكتاب من 200 خبير تربوي على مدى أسبوع.

 

بحسب زيد الذي يقول لـ"الحدث": "تحليل الجودة يعني تحليله من حيث الأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقييم، بالإضافة لشكل الكتاب، وصوره، ثم بعد ذلك تم تحكيم المنهاج؛ لنضع الخطوط العريضة للمباحث التي كنا بدأنا العمل بها منذ عامين تقريبا، ومباشرة بدأت الفرق بالعمل، الذي كان يوميا، وفي ساعات عمل طويلة وصلت ل36 ساعة عمل متواصلة، لننهي عملية التأليف في ثلالثة أشهر".

 

انتقل العمل بعد ذلك لفريق من المحكمين، من تربوين وخبراء على مستوى الجامعات، من خارج الوزارة، لتذهب الكتب للتصميم، ومنها للطباعة.

 

المؤلفون

 

وحول معايير اختيار المؤلفين، يقول زيد: "الخبرة التربوية، القدرة على الكتابة، الإيمان بالتغيير، وأن يكون المؤلف ملما بالجوانب النفسية والاجتماعية، وقد بلغ عدد المؤلفين لكل كتاب عشرة مؤلفين من ذوي الاختصاص والخبرة، وتشكلوا من المدارس الخاصة، ووزارة التربية والتعليم، ومدارس الوكالة، والجامعات، وهي المؤسسات التي تعمل في مجال التعليم".

 

المنهاج يختصر عدد الكتب

 

وأشار زيد إلى أن المنهاج الجديد اختصر عدد الكتب في الصفوف من الأول وحتى الرابع، فأصبح عدد الكتب للصفين الأول والثاني هو خمسة كتب، في حين أصبح عدد الكتب في الثالث والرابع ستة كتب، وجدير بالذكر أن عدد الكتب في هذه الصوف كان تسعة كتب لكل صف. وأكد زيد لـ"الحدث" على أن نسخة هذا العام هي نسخة تجريبية.

 

الوزارة التي آثرت تجربة المنهاج على كل طلاب المرحلة الأساسية، يرى مدير تطوير المناهج فيها ثروت زيد أن نسبة الخطأ ستكون كبيرة في حال تم اختيار عينة عشوائية وتجربة المنهاج من خلالها، تحديدا وأن المعرفة لم تتغير، ما تغير هو طريقة عرض المادة، لذا فالأسلم هو تجربة المنهاج الجديد على كافة العينة ولليس جزءا منها.

 

ماذا عن التوقيت؟

 

 وفي سؤال لـ"الحدث" حول توقيت هذا التغيير أجاب زيد: " كنت عضوا في لجنة تطوير المناهج منذ العام 2005، وبدأنا الحديث عن التغيير منذ ذلك الوقت، كانت الإمكانيات الفنية متوفرة منذ ذلك الوقت، لكن ما كان ينقصنا هو القرار، لذا فقد بدأنا العمل بمجرد صدوره".

 

وأشار زيد إلى أن هناك ثلاثة أسباب وراء تغيير المنهاج، أولها التقادم، فهو مقر من عام 2000، أي أن عمره هو 16 عام، شهدت العديد من التغيرات على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، إضافة لظهور مهن جديدة ترتبط بالتكنولوجيا، وأخيرا ظهور استحقاقات تربوية عالمية حديثة.  

 

منهاج عقلاني علمي تطبيقي

 

دمج المنهاج الفلسطيني وفقا لزيد بين العقلانية والتطبيق، ليخرج بنظرية جديدة هي العقلانية العلمية التطبيقية، والتي دمجت بين الجانبين المعرفي والتطبيقي، وأشار زيد إلى أن الوزارة حاولت ربط هذا المفهوم بحاجات وأوليات الشعب الفلسطيني، وهو ما انعكس في كل الكتب ابتداء من الرياضيات وحتى الوطنية والمدنية.

 

"الوطنية" مفهوم جديد 

 

مادة التربية الوطنية والحياتية، وهي تشمل الوطنية، والمدنية، والتنمية، والحياة، والبيئة والتنمية المستدامة، وهي مفاهيم جديدة لم توجد في المناهج السابقة، وتدرس بالتربية الفنية والرياضية، وتوظف فيها الألعاب والدراما والموسيقى، وهذا ليس جديدا على وزارة التربية والتعليم فحنان الحروب وفداء زعتر، كانتا ضمن برنامج في الوزارة اسمه "الصف النشط".

 

اعتمدنا طريقة السكاكيني

 

ويرى زيد أن طالب الصف الأول ليس طالب مباحث مختلفة، بل يجب أن يتعلم كيف يعالج مشكلة ما، واعتمدنا طريقة السكاكيني، فنعلم الطلاب القراءة والكتابة والحساب، وعلوما أخرى، هي العلوم الحياتية، وفي الإطار العام فالبعد المسيطر هو البعد الوطني، أي علاقة الأرض بالإنسان، وعلاقة النظام والإنسان، إضافة لللقانون، وحقوق الإنسان، والنوع الاجتماعي.

 

الفوارق عن المنهاج القديم في: فكر فسر حلل

 

وحول الفرق بين المنهاجين القيم والجديد يقول زيد: "في المنهاج القديم كنا نعطي المعرفة ثم نبحث عن التطقبيق، بينما في منهاجنا الجديد نحن نركز على التطبيق كأداة لاكتساب المعرفة، فنضع الطالب أمام موقف حياتي واقعي، وهو ما انعكس في وجود مصطلحات مثل فكر، فسر، حلل، وهي مصطلحات لم توجد في المنهاج القديم".

 

القدس والمنهاج

 

تعاطى المنهاج الجديد مع قضية القدس بطريقة أفضل من المنهاج القديم، وذلك من خلال مراعاة الخصوصية الفلسطينية، وفقا بما ينسجم مع القانون الأساسي الفلسطيني، ووثيقة الاستقلال، وكل المواثيق والقوانين الدولية التي أقرتها دولة فلسطين، كل ذلك بما ينسجم مع المرحلة العمرية، يقول زيد: "نحن نتحدث عن أطفال من سن السادسة حتى العاشرة، لذا لا يجوز تعريضهم لما سيؤثر على نفسيتهم، حتى نصل لجيل متزن نفسيا وعاطفيا، من هنا نحن حرصنا من خلال المنهاج الجديد على توصيل الرسالة للطلبة بشكل يراعي أعمارهم ونفسياتهم".

 

الرقمنة توجه معاصر

 

وحول رقمنة التعليم يقول زيد: "هو توجه عالمي معاصر، وأتمنى بشكل شخصي أن نصل إليه، فهي الوسيلة الأكبر حاليا للحصول على المعرفة".

 

وطرحت وزارة التربية والتعليم مؤخرا برنامجا تعريفيا للمعلمين بالمنهاج الجديد، يقول زيد لـ"الحدث": "تعتمد هذه الورشات على تأهيل المعلم للاستحقاقات الجديدة للمنهاج، فما كان يستخدم سابقا من أساليب تعليمية تعتمد على التلقين يجب التخلص منها، وذلك من خلال تعليم تفاعلي يعتمد بشكل أساسي على الطالب، وأن لا تتجاوز حصة المعلم من الحصة التعليمية 22%فقط، وهو ما يعني تغيير اتجاهات المعلمين، الذين لا نفترض قدرتهم جميعا على التغيير".

 

وعن سهولة تعاطي أولياء الأمور مع المنهاج الجديد يقول زيد: "كان أولياء الأمور جزءا من عملية تقييم المنهاج السابق، وهم شركاء معنا في العملية التعليمية، لكننا لا نطلب منه أن يكونوا معلمين، ما نريده منهم هو الدعم والمساندة، وفي حال عدم قدرة ولي الأمر على التعامل مع المنهاج فهذا لا يعني أنه سيء، فتقييمنا لا يعتمد على الانطباعات بل على معايير التقييم العالمية".

 

يذكر أن "الحدث" ستقوم خلال الأيام القادمة بنشر رأي التربويين والخبراء بخصوص المنهاج الجديد.