الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هنالك أماكن أكثر ملوحةً من البحر الميت

2016-09-02 10:52:52 AM
هنالك أماكن أكثر ملوحةً من البحر الميت
البحر الميت (تصوير: BBC)

 

الحدث- رام الله

 

نشر موقع  BBC Earth باللغة الإنجليزية تقريرا يفيد إن البحر الميت لم يعد رقم 1 في الملوحة عالمياً، بل توجد أماكن أخرى أكثر ملوحة تجعله في المرتبة الخامسة على مستوى العالم. 

 

يقول التقرير إنه بسبب نقص وتقلص مياه البحر الميت في السنوات الأخيرة، فإنه أصبح شبيهاً بكتل مائية أخرى هي الأكثر ملوحة في العالم، من بينها بركة "دون جوان" في القطب الجنوبي. وتبلغ نسبة الملوحة فيها 44% ويبلغ عمقها 10 سنتميترات فقط.

 

علماء جيولوجيا إسرائيليين يعتقدون أن تقلص مساحات البحر الميت ستسقر بدلا من أن تختفي تماماً، ونتيجة لهذا الأمر فإن البحر الميت سيكون شبيهاً إلى درجة كبيرة ببحيرة دون جوان. 

 

ويفيد التقرير بأن ما يحيط ببحيرة دون جوان من بيئة لا يصلح للعلاج بالمياه المعدنية كما هي الحال في البحر الميت، وتقع تلك البحيرة في وادي «ماك موردو» الجاف، وهي ذات بيئة صحراوية قاسية، ومعزولة بين جبال لا تسقط فيها الثلوج.

البحر الميت الأكثر ملوحة في العالم

بحيرة دون خوان

 


أما سهل "سالار دي أويوني" وهو أكبر سهل ملحي في العالم فيقع في بوليفيا، وتبلغ مساحته حوالي 10 آلاف و500 كيلومتر مربع. 

 

المكان الأكثر ملوحة في العالم ليس البحر الميت

"سالار دي أويوني" أكبر سهل ملحي في العالم، ويوجد في بوليفيا

 

وبحسب ما نشر موقع BBC Earth، فإن الحوض مرصوف ببلورات ضخمة من الملح المنتشرة على طول السهل وعلى مد النظر، وعلى ارتفاعات متفاوة على مد النظر. 

 

ويأتي تلك المنطقة السياح لزيارتها من مختلف أنحاء العالم، حيث توجد تحت القشرة البلورية الصلبة محلول ملحي غني بالمعادن. 

إلى جانب أن تلك الطبقة تحتوي على نصف إمدادات العالم من مادة الليثيوم، الذي يستخدم في صناعة البطاريات التي نستخدمها في الاجهزة الإلكترونية، حيث بدأت بوليفيا باستخراج هذه المادة من ذلك السهل.

ويقول التقرير إن الملح الموجود في سهل "سالاري دي أويوني" يوجد بكميات خيالية لدرجة أن ما استخرج منه لا يشكل إلا خدش سطح السهل فقط. 

 

على مدى قرون. ومع ذلك، فإن عمال المناجم الذين استخدموا المعاول والمجارف للحفر وتكديس الملح كي يجف لم يخدشوا إلا سطحه فقط.

 

وفي بعض الأماكن الأخرى، وبتشجيع من الطلب الدائم على الملح، سواء للغذاء أو لرشه على الطرقات الجليدية في الشتاء لإذابة الجليد، استخرجت كميات أكبر بكثير من تلك المادة البيضاء.

 

وتعتبر أستراليا واحدة من أكبر الدول المصدرة للملح في العالم. فهي تنتج 11 مليون طن من الملح كل عام، ،ترسل 90 في المئة منه إلى الأسواق الخارجية.

 

والطريقة المستخدمة في ذلك تدعى "إنتاج الملح الشمسي". وتعتمد على برك المياه المالحة التي تتبخر فيها المياه بفعل الحرارة الشديدة للشمس. وهذا يجعل من العملية الطبيعية المعمول بها في بوليفيا عملية صناعية، مما يوجد سهول ملحية من صنع الإنسان يمكن جمع الملح منها.

 

كذلك تساهم حقول الملح في الصين في إنتاج الملح بأرقام منافسة على الصعيد العالمي. ووفقا لأرقام صادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية لعام 2016، فإن الصين تنتج أكثر من 70 مليون طن سنويا من الملح.

 

والملح الذي لا يتمكن الصينيون من حصاده من فوق سطح الأرض، فإنهم يستخرجونه من تحتها، سواء على شكل محلول ملحي يضخ خارجها، أو ملح صخري يُستخرج أو ينقب عنه بواسطة المتفجرات.

 

 

البحر الميت ليس البقعة الأشد ملوحة في العالم

يستخرج الملح من سهل "سالاري دي أويوني" منذ قرون 

 

ويوجد أكبر منجم للملح في العالم على الإطلاق في غودريتش في كندا. ويصل عمق هذا المنجم الذي تديره شركة كومباس مينيرالز 1,800 قدم (549 مترا)، و يماثل عمقه ارتفاع برج سي إن في تورونتو. ويمتد على مساحة 2.7 ميل مربع (7 كم مربع) وينتج 7.25 مليون طن من الملح سنويا.

 

ويعتبر موقعه على حافة منطقة البحيرات العظمى السبب الرئيسي وراء كثره إنتاجه. وهناك مصدر قديم كبير للملح تحت تلك المنطقة، ويمتد من تحت الحدود الكندية إلى شمال شرقي الولايات المتحدة. وهو من بقايا بحر وجد قبل حوالي 420 مليون عام قبل التاريخ.

 

وهناك العديد من مستودعات الملح الأخرى المماثلة. ويقول والاس بولين، المتخصص في مجال استخراج الملح في المركز الوطني لمعلومات المعادن التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية: "الرواسب الضخمة من الملح الصخري الصلب معروفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حوض ميشيغان في شمال شرقي الولايات المتحدة، وجنوب شرقي كندا، وفي جنوب غربي الولايات المتحدة، وساحل الخليج الأميركي، وشمال غربي أوروبا، وغربي كندا".

 

وفي أوروبا أيضا مخزون هائل من المعادن. وهذا المخزون المعروف باسم "حوض زكستين" كان قد تشكل خلال فترة العصر البرمي قبل ما بين 250 إلى 270 مليون عام. وتمتد تلك المنطقة من شمال بريطانيا عبر بحر الشمال إلى هولندا والدنمارك وألمانيا وبولندا.

 

وقد كانت شعوب العالم الغربي تبحث عن مواقع رواسب الملح القيمة هذه لمئات السنين. ومع ذلك، فربما كنا قد أغفلنا بعضا من أكبر هذه المستودعات.

 

ويقول بولين: "لقد تركز الكثير من الاهتمام على مدى قرون عديدة على تحديد مواقع رواسب الملح الكبرى في أوروبا وأميركا الشمالية، لذا فإن مناطق رواسب الملح الكبرى في أماكن كأفريقيا وآسيا قد لا تكون معروفة بنفس القدر".

 

وربما تكون روسيا بلا عجب- وهي أكبر دول العالم من حيث مساحة الأرض- هي موطن لأكبر مناجم وسهول الملح، والتي تكون في شكل بقايا شاسعة من البحار القديمة المغلقة تحت الأرض والتي تبخرت بمرور الزمن.

 

وأشارت دراسة شاملة نشرت عام 1969 إلى أن حوض "كاما العليا"، غربي جبال الأورال، هو موطن أكبر رواسب للملح الصخري ومحاليل كلوريد الصوديوم في العالم. وكانت بلدة سوليكامسك قد تأسست في القرن الخامس عشر فوق ذلك الحوض للتنقيب عن الملح. ولا تزال تلك البلدة تنتج البوتاس (أملاح البوتاسيوم) حتى اليوم.

 

واحتلت سوليكامسك العناوين الرئيسية للأخبار مؤخرا في أعقاب تشكل حفرة هائلة في الأرض نتيجة فيضانات تحت الأرض في ذلك المنجم الضخم. وفي سبتمبر/أيلول عام 2015 قيست تلك الحفرة وقدر عرضها بأكثر من 394 قدما (120 مترا).

 

وبشكل عام، فإننا نعرف الكثير عن مناطق رواسب الملح على كوكبنا. ولكن، لأن التركيز في البحوث غالبا ما يرتبط بقوة بالقيمة الاقتصادية، فمن الصعب معرفة أي أكثر الأماكن ملوحة بشكل قاطع.

 

ويقول تيد نيلد، محرر مجلة "جيوسيانتيست" العلمية الصادرة عن الجمعية الجيولوجية: "من الصعب تحديد ذلك. والمشكلة هي أن معظم المعلومات عن أكبر أي شيء يتعلق بالملح يتركز على المناجم، وقد لا تكون أكبر المناجم هي أكبر مواقع رواسب الملح".

 

وفي الوقت الراهن، فإن أفضل ما يمكننا فعله هو القول إن المكان الأكثر ملوحة على وجه الأرض قد يكون بركة صغيرة في القطب الجنوبي، أو تحت منطقة نائية في روسيا. ولكن قد يكون أيضا في منطقة أخرى لم يفكر أحد بعد في سبر أغوارها.