السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أعياد كبيرة في الأفق: هدوء أم اشتباك؟

2014-10-02 02:10:53 PM
 أعياد كبيرة في الأفق: هدوء أم اشتباك؟
صورة ارشيفية
 
الحدث - خاص
 
قبل 8 سنوات عاشت مدينة عكا (شمال فلسطين التاريخية) أحداثا جسيمة، عندما دفع دخول عرضي لمواطن عربي من المدينة، بسيارته إلى الحي الذي تسكنه غالبية من اليهود المتدينين في يوم الغفران اليهودي.
خرج يومها اليهود المتطرفون وشرعوا برجم السيارة بالحجارة، ولوحق الشاب العربي الذي لاذ إلى أحد البيوت وحاولوا الوصول إليه وقتله، ما فجر موجة من الغصب عند مواطني المدينة العرب الذين هرعوا للمكان واشتبكوا مع اليهود، الذين أحرقوا ثلاثة بيوت من سكان الحي الشرقي العرب على مدى ثلاثة أيام متتالية.
وتنتظر فلسطين، بما فيها أراضي عام 1948 حلول عدة أعياد الأسبوع المقبل، يحييها مزيج من اتباع الديانات السماوية، المسلمين، واليهود والسامرين والدروز.
ومرة كل ثلاثة عقود، تتزامن أعياد المسلمين واليهود والسامرين في كل فلسطين، وهو ما يثير مخاوف من حدوث اشتباكات، لكن إجراءات إسرائيلية من المتوقع أن تجعل أعياد المسلمين في القدس المحتلة وبقية أراضي عام 1948، أكثر صعوبة بسبب إغلاق الطرق.
ويبدأ السامريون في كل من نابلس، وحولون جنوب تل أبيب مباشرة شعائر واحد من أهم الأعياد الدينية السبعة عندهم مساء اليوم، ويصادف يوم غد الجمعة، "يوم الصيام الكبير" الذي يتمد لـ24 ساعة، يصوم فيه أبناء الطائفة التي تعد نحو 800 شخص، بما فيهم الرضع.
وتعيد أحداث مدينة عكا، وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى أذهان الفلسطينيين أيام صعبة مرت عليهم في المنطقة.
فالعيد السابق، كان قطاع غزة تحت قصف إسرائيلي مكثف.
ويوافق يوم الرابع من تشرين أول الجاري، احتفال اليهود بيوم الغفران وهو أقدس الأيام عند اليهود وفيه يتحدد قدر الإنسان كما تشير الشرائع التوراتية، بينما يحتفل المسلمون والدروز بعيد الأضحى.
ذاتها مدينة مدينة عكا تستعد لإغلاق مدخل المدينة بوجه المركبات والسماح للمشاة فقط بالدخول. كما عقدت الرملة وعكا ويافا اجتماعات خاصة بين رجال الدين في المدينة في محاولة لمعرفة كيفية التعامل مع حلول العيدين المتوقع في الموعد ذاته، ومن المتوقع أن تطلب المجتمعات المحلية ممارسة ضبط النفس واحترام الطرف الآخر عند كل جانب.
وخلال النهار والمساء الذي يسبق يوم الغفران، يؤدي المحتفلون اليهود شعائر الصوم والصلاة، ويتفرغون لمحاسبة الذات، ولا يعملون أو يستعملون وسائل السفر. وتتوقف المواصلات أيضا في هذا اليوم، لذلك تصاب كل أنحاء إسرائيل بالشلل، وتتحرك فقط سيارات الإسعاف والشرطة والجيش.
ورغم أن عادات وتقاليد العيدين مختلفة من حيث الجوهر، إلا أن إجراءات إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة، لا تتغير.
وبعثت 'جمعية حقوق المواطن في إسرائيل' رسالة طارئة إلى قائد شرطة الاحتلال في القدس، يوسي بريينتي، لمطالبته بعدم إغلاق شوارع مركزية في القدس يومي الجمعة والسبت المقبلين، نظرا لاحتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.
وفي هذا السياق، طالبت الرسالة التي بعثها محامي الجمعية يوسف كرّام بعدم إغلاق شارع 'طريق الخليل' والذي يخدم آلاف المقدسيين من القرى الجنوبية للقدس ومنها بيت صفافا، وصور باهر، وأم طوبا وجبل المكبر.
كما دعت إلى عدم إغلاق طريق شعفاط – القدس (شارع رقم 1)، موضحة أن هذا الشارع لا يمر داخل الحارات اليهودية ولن يؤثر على حياة اليهود.
وقالت الرسالة: إننا نطالب قوات الشرطة بحماية المواطنين العرب بدلاً من تعزيز القوات لإغلاق الشوارع والطرق المركزية التي يستخدمونها.
كما طالب المحامي كرّام بالرسالة بعدم إغلاق المدخل الرئيسي لقرية العيساوية، مذكراً بأنّ الشرطة الإسرائيلية كانت قد أغلقت قبل فترة وجيزة إحدى مداخل القرية المؤدي إلى الجامعة العبرية، وعليه فإنّ إغلاق المدخل الرئيسي لن يتيح لأهل المنطقة الخروج منها إلا عبر الطريق الجنوبي، ما سيؤدي لا محالة إلى ازدحام واختناقات مرورية شديدة.
وتابعت الرسالة: هنالك تخوف حقيقي من المس في حرية العبادة وحرية الحركة والتنقل لـ300 ألف مقدسي، وأنّ على الشرطة فتح الطرقات أمام المحتفلين بعيد الأضحى والسماح لهم بإجراء مراسيم العيد من صلوات وزيارة الأقارب.