الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | التاجر يأخذ الكرز من المزارع مقابل شيقلين ويبيعه للزبون بـ 12 شيقلا

2016-09-22 06:53:47 AM
متابعة
الكرز (تعبيرية)

 

 الحدث- ريم أبو لبن

 

"3 شيقل كيلو الكرز، وأنا ببيعه ب 2 شيقل". حتى الثمرة التي تزود الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية قد أصابها داء التلاعب بالأسعار، حسب ما ذكر مزارعو كفر راعي  لـ "الحدث".

 

هذه القرية التي تبعد ما يقارب 20 كيلو مترا عن مدينة جنين، تنتج سنوياً من الكرز كميات تعد مقبولة وتصل إلى حوالي (800-1000) طن، وهي تعتبر المزود الأول لثمرة الكرز في فلسطين وإسرائيل، إلا أن سوق الأردن قد وقف أمام الكرز الفلسطيني منذ سنوات، وحد من وصوله إلى الأسواق الأردنية، وذلك حماية للمنتج المحلي الأردني.

 

لا سوق للكرز

 

"الكرز بحاجة إلى تسويق" إذا هذا ما ينقص ثمرة الكرز، وما ينتظره المزارعون منذ أعوام، وهو مطلب موجه إلى وزارة الزراعة الفلسطينية حسب ما ذكر رئيس جمعية كفر راعي التعاونية الزراعية سمير صبيح في حديثه لـ "الحدث".

 

وقبل عدة أشهر، شهدت قرية كفر راعي لأول مرة مهرجان "الكرز والمنتجات المحلية"، وهذا المهرجان يعتبر الأول من نوعه في فلسطين، حيث عرض فيه منتج الكرز مقطوفاً من مختلف دول العالم.

 

"موسم الكرز في تراجع"

 

"انتهى المهرجان وكسر موسم الكرز" هذا ما أكده المزارع خالد زرق في حديثه لـ "الحدث". وقد علل صبيح سبب هذا الانكسار بالدرجة الأولى إلى عدم وجود سوق لتصدير الكرز، غير أن هذا العام قد شهد الموسم ازديادا في الإنتاج، مما تكدست الكميات ولم يعد لها متسع في الأسواق، وبالتالي أصبح من يتحكم بالسعر هو المزارع والتاجر.

 

وقال صبيح: "لم يعد التجار قادرون على التواصل مع السوق الإسرائيلي بفعل الأحداث السياسية التي تجري في المنطقة، ولذا

 

لا يأخذون الكرز من التاجر الفلسطيني، والأردن أيضاً عملت على إنتاج كرز محلي وترفض الاستفادة من الكرز الفلسطيني، ونحن الآن نبحث عن منافذ أخرى وللتسويق ولكن إلى أين نذهب؟".

 

وأضاف صبيح أثناء حديثه: "على وزارة الزراعة العمل على تنظيم المنتج، وإرساله إلى السوق بشكل تدريجي، وتعبئته بصورة تسمح بتسويق المنتج بشكل أفضل".

 

"%80 هو إنتاج الضفة الغربية من الكرز"، وفي قرية كفر راعي تزرع أشجار الكرز على مساحة 8 آلاف دونم حسب ما ذكر صبيح، حيث تمتد القرية على مساحة 36 ألف دونم.

 

وفي هذا الجانب قال صبيح: "كان من الممكن زيادة عدد الدونمات التي تضم أشجار الكرز لو أن قطاع التسويق كان أفضل من هذا الحال، وكان من المتوقع التوسع في زراعة الكرز وعلى مساحات إضافية قد تصل إلى 15 ألف دونم".

 

"شحن الكرز إلى الخليج"

 

"هذا العام وصل سعر كيلو الكرز في دول الخليج العربي إلى 10 دولار، أما في أمريكا يباع كيلو الكرز ب 12 دولار". هذا ما أشار إليه صبيح أثناء حديثه عن أمنية قد تتحقق يوميا ما، وهي إمكانية شحن كميات من الكرز إلى دول الخليج العربي بدلا من تكسدها في البلاد، بهدف فتح خطوط تسويقة للكرز. فهل من المعقول توقع حدوث ذلك؟

 

"كيلو الكرز ب 2  أو 3 شواقل"

 

"التاجر يأخذ الكرز من المزارع مقابل شيقلين، ويبيعه للزبون إما ب 7 شواقل أو 12 شيقل" هذا ما أكده المزارع خالد رزق لـ "الحدث". حيث يمتلك رزق حوالي 8 دونمات وينتج من الكرز ما يعادل 7 طن سنويا، مما يدر عليه ربحا يقدر ب 1500 دينار.

 

وقال رزق: "أصبحت أشعر باليأس تجاه زراعة الكرز، ولن أستكمل زراعة الكرز في السنوات القادمة، بالرغم أننا نعتمد في قرية كفر راعي على زراعة الكرز أكثر من زراعة شجر الزيتون، ولدي كميات كبيرة من الكرز غير مباعة ومتكدسة، ولا يوجد سوق لتسويقها".

 

وأَضاف: "هذا العام لم أحقق أرباحاً ماليا وخسرت الكثير، ولم أحصل على إلا على 200 دينار بعد بيع كميات قليلة من الكرز، وهذا أثر بشكل سلبي على دخل الأسرة".

 

الكرز ليس وحده من يقع على قائمة المنتجات الوطنية التي تعرضت للخسارة، والتي تبحث عن سوق يحتويها، ولكن أين وزارة الزراعة من هذه المنتجات الوطنية، ولماذا لا تفتح الخطوط التسويقة مع الأسواق العربية والدولية؟