الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | أين يذهب البائع بالخضروات "القديمة" والخبز " البايت"؟

2016-09-24 06:35:51 AM
متابعة
خضار - الصورة تعبيرية (تصوير: الحدث)

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

" الخضروات منتهية الصلاحية، والخبز البايت، كلاهما وجبة المحتاجين". وقد تتواجد هذه الفئات المحتاجة بشكل عشوائي في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث لا ملاذ لهم سوى شراء الخبز " البايت" فهو أقل سعراً ويتناسب مع دخلهم الأسري، وأحيانا يباع بالمجان حسب ما ذكر أحد بائعي الخبز في مدينة رام الله.

 

وقال البائع لـ " الحدث" " يدخل الى المخبز يوميا اثنين أو ثلاثة أشخاص يطلبون الخبز البايت، وأنا اقدمه بالمجان، ولكن هناك بعض المخابز في مدينة رام الله يبيعون الخبز بأسعار مرتفعة، وهذا الأمر مستهجن، فلماذا يباع بسعر مرتفع وحسب الوزن؟"

 

وأضاف: " من يطلب الخبز البايت لا يملك النقود، ونسبتهم كبيرة نوعا ما مقارنة بمن يشتري الخبز الطازج، والوضع الاقتصادي الراهن يجبر هؤلاء بأخذ الخبز، لاسيما وأنه يتم تقديمه للزبون بعد يومين من تخزينه في الثلاجة، وقد يتناوله البعض بعد أن يتم تغميسه بالماء حتى تذوب الصلابة عنه ويعود طرياً صالحاً للأكل، والبعض الآخر يستخدمه لتغذية الدواجن والدواب".

 

" المعظم لا يتقبل فكرة تناول بعض المواد الغذائية منتهية الصلاحية" هذا ما أكده العامل في أحد المحلات التجارية في مدينة رام الله. وقال لـ " الحدث" : قد يشعر البعض بالحرج عند شراءه المواد الغذائية التي يمكن الاستفادة منها فيما بعد، وذلك لأن المجتمع الفلسطيني لا يتقبل فكرة الاقبال على هذه المواد، وهناك بعض الخضروات التي يمكن فعلياً تناولها وادخالها ضمن المأكولات اليومية، وليس من العيب شرائها وبأقل الأسعار".

 

وفي حديث عن آلية توزيع الخضروات منتهية الصلاحية، قال البائع عبد الله طوافشة لـ " الحدث" أنه يقوم الزبائن بشراء الخضروات التي مر عليها يومين ولم تباع، وهي صالحة للأكل، وقد يتم توزيعها في المخيمات والقرى من خلال سيارات خاصة ، وتباع بأقل الأسعار".

 

" هي شروة شيلة ما فيها تنقاي" هذا هو الوصف الدقيق لعملية شراء الخضروات منتهية المدة، حسب ما ذكر طوافشة. حيث لا يتمتع الزبون بخاصة اختيار الخضروات بنفسه، وأنما يتم بيعه بكميات كبيرة دون النظر الى جودة المنتج.

 

" 10 أصناف من الخضروات ب 80 شيقل" هذا ما يحصل عليه الزبون، عند شراء الخضروات التي مر على مكوثها يومين، وكل صنف من هذه الأصناف حسب ما ذكر طوافشة يضم ما وزنه 5 إلى 10 كيلو غرام.

 

وأضاف طوافشة لـ " الحدث " : كيلو البندورة الطازج يباع في الأسواق ب 5 شيقل، وأنا أبيعه للمحتاج ب شيقل واحد، ويضم 10 حبات من البندورة، وقد أبيع 10 كيلو من الخيار ب 7 شواقل".

 

الاغنياء يشترون " البايت"

 

" الإغنياء يضطرون أحياناً لشراء الخضروات منتهية الصلاحية، ولكن عددهم قليل" هذا ما أكده طوافشة في حديثه لـ " الحدث". وأَضاف : " مرة كل شهر يأتي أحد الأغنياء لشراء الخضروات منتهية الصلاحية".

 

وفي الحديث عن مناطق توزيع الخضروات منتهية الصلاحية، قال طوافشة العامل في إحدى محال بيع الخضروات والفواكة. أن هناك بعض الأصناف الغذائية التي لا تباع في مناطق معينة، وقد تلقى رواجاً في مناطق آخرى.

 

قد يشعر البعض بالحرج عند الدخول إلى احدى المحلات التجارية أو أماكن بيع الخضروات منتهية الصلاحية، وهذه ثقافة قد تغيب عن ذهب البعض، ولكن الدنمارك قد اتخذت خطوة اعتبرها البعض غريبة نوعا ما ، حيث تم افتتاح " سوبر ماركت"  لبيع فائض المواد الغذائية منتهية الصلاحية.

 

وبحسب ما نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فقد أكد مسئولو السوبر ماركت بأن الأطعمة التي يتم بيعها على الرغم من أنها منتهية الصلاحية، إلا أنها لا تزال آمنة ويتم بيعها بخصومات تصل إلى 50%.

 

وأشارت الصحيفة إلى دراسة تمت عام 2013 تقول إن 91% من الناس يعترفون بأنهم يتخلصون من الطعام إذا لاحظوا انتهاء تاريخ الصلاحية، إلا أن كثيرا من الخبراء  يأكدون أن أفضل طريقة لتحديد مدة صلاحية الطعام هي عن طريق  " شمه".

 

وجدير بالذكر أن الدنمارك تلقي أكثر من 700.000 طن من المواد الغذائية؛ مما يفيد أن مشروع "سوبر ماركت" المقام لبيع المواد منتهية الصلاحية ، قد ساعد في تخفيض النسبة والاستفادة منها بنسبة 25 % حسب ما ذكرت الصحيفة.

 

وبناء عليه، فقط تسعى بعض المحلات التجارية في فلسطين، إلى اتباع هذا النهج الذي جذب سكان الدنمارك وغيرها من الدول، ولكن  قد يكون من الصعب تغير ثقافة المجتمع تجاه الحصول على المواد بعد انتهاء صلاحيتها، ودائما المجتمعات العربية تبحث عن " الطازج والساخن بعيداً عن التكلفة المالية".