الحدث- رام الله
وجه النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، رسالة إلى أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح والتي نشرها عبر صفحته الشخصية عبر الفيسبوك.
والتي جاء نصها على النحو التالي:
أخواتي وأخوتي أعضاء اللجنة المركزية لحركة و المجلس الثوري لحركة فتح.
تعقدون دورة اجتماعاتكم الحالية في ظل ظروف استثنائية بالغة الحساسية على الصعيدين الحركي و الوطني ، و أنه لمن المؤسف حقا أن أضطر لمخاطبتكم من بعيد بعد عمر من شراكة الرفقة و النضال التي جمعت غالبيتنا العظمى في ساحات الكفاح من أجل فلسطين و من أجل فتح ، و لكن دقة التطورات تلزمنا بالتواصل و التفكير معا بأسباب الواقع المؤلم لحركتنا ، وكيفية الخروج من هذا الواقع والعودة بفتح الى دورها القيادي على دروب الحرية والاستقلال.
لا أريد التعرض لاي أمر شخصي ، فأنا مثلكم جميعا لم أنتمي الى فتح بقرار من أي شخص ، و لن يستطيع أي كان إقصائي عنها ، فذلك قرار غير خاضع لمزاج فرد أو أفراد ، و مع ذلك أكرر مجددا ما تعرفونه جميعا ، فلقد تجاوبت بكل إنفتاح و تضامن مع كافة الجهود الفلسطينية و العربية الخيرية على مدار السنوات الماضية ، و قبلت المرونة ، بل التنازل عن كثير من حقوقي الشخصية ، الا أمر واحد لم و لن أساوم فيه أو عليه ، وهو إنتمائي لفتح و شرف عضويتي فيها.
ومع كل ذلك ، ورغم كل الأسى، و من أجل فتح و وحدتها و عزتها ، لا زالت يدي ممدودة للتوافق حتى إن تركت معلقة في الهواء برغبة شخص واحد أو مجموعة ضيقة من الأفراد.
أخواتي و أخوتي
كما تعلمون نحن بصدد عقد لقاء تشاوري في القاهرة لبحث أوضاع الحركة، و قد تداعى أليه المئات من قادة وكوادر الحركة ، لكن ونزولا عند حرص و رغبة عدد كبير من الاخوة ، و من بينهم أعضاء في اللجنة المركزية و المجلس الثوري و المجلس التشريعي و كوادر فتح و أسراها الأبطال ، و إستمرارا لنهجنا الوحدودي منذ بدايات الأزمة للحفاظ على فتح ، و هو ما تجلى في موقفنا من الانتخابات المحلية ، ولأن لقاء القاهرة ليس هدفا بحد ذاته ، فقد أتفقنا جميعا على تعديل موعد لقاءنا المرتقب بهدفين ، الأول هو إعطاء الفرصة الكاملة لاجتماعاتكم المقررة ، آملين أن تكون مثمرة و موحدة لحركتنا في جميع أوجه و قضايا الساعة سياسيا و وطنيا و تنظيميا ، و الثاني لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة الكارهين لوحدة فتح و أصحاب الأجندات الخاصة الذين يعملون لمزيد من التشرذم بهدف تمزيق فتح و إخضاعها لهيمنة فردية مطلقة ، و كي لا نمكنهم من إستخدام لقاء القاهرة ذريعة للهجوم على عقلاء الحركة و تمرير مخططاتهم.
إن قرارنا التوافقي هذا تم بالتشاور المكثف و التوافق بين أبناء فتح الغيورين على وحدتها و تماسكها ، كما أتفقنا على إبقاء التشاور مفتوحا على أن نحدد خطوتنا القادمة في ضوء نتائج إجتماعاتكم ، و التي نأمل و معنا كل الغيورين أن تفضي الى نتائج توحد الحركة و تجمع شملها و تجمع طاقاتها و تضعها على الطريق السليم ، طريق يؤدي الى إنجاز أهدافنا الوطنية بإذن الله .
أخواتي وأخوتي
أن إجتماعاتكم المرتقبة هي أختبار للإرادة الفتحاوية الأصيلة ، فهناك من يريد لهذا الاجتماع أن يصبح مفترقا للطريق بين رفاق الدرب و المصير ، و أنا هنا أسجل كامل إحترامي و تقديري لكل الأخوة الذين تصدوا لنهج " الإستدعاء " الفوقي ، ففي ذروة أمجاد قادتنا العظام لم تعامل اطارات و مؤسسات الحركة بهذا القدر المؤسف من الفوقية و المهانة ، لكن ما سيعرض عليكم من قبل جهة معروفة قد يكون أكثر خطورة و أشد حساسية، و لا بد من التصدي لأي نهج إنقسامي و إقصائي و تقزيمه إن أردنا فتح موحدة و قوية.
وأصارحكم القول و أنتم تعرفون التفاصيل اليومية أكثر مني ، فذلك التيار الضيق يحاول تفصيل كافة المؤسسات الحركية و الفلسطينية على قدر مقاسه ، مما يعد إنقلابا فعليا على كل تقاليدنا الحركية و الوطنية ، فليس هناك فتح إن لم تكن موحدة ، متنوعة ، تمتاز بالتعددية السياسية و الفكرية و قوة الإنفتاح و إنتعاش المنابر، و ليس هناك وحدة وطنية فلسطينية بعقد مجلس وطني فلسطيني بعضوية الدورة السابقة ، لأن هناك فرق شاسع بين وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، و بين مفهوم الوحدة الوطنية في ظل الواقع الفلسطيني الجديد ، وهو ما يشكل خطرا مميتا على مفهوم وحدانية التمثيل الفلسطيني.
أخواتي و أخوتي
لم نولد و لن نكون يوما عبيدا او رعاعا أشقياء ، و إن كسر جيلنا الفتحاوي هذا ، فهناك أجيال أخرى فلسطينية ستنهض ، لكني لست واثقا بأنها ستكون أجيالا فتحاوية إن لم نصحح نحن المسار ، او على الأقل علينا أن نوقف التهالك و التشرذم و التيه السياسي و الوطني، فمنذ سنوات هناك من يتخبط و فتح تدفع الثمن الباهض ، هناك من ينحني بخياره و فتح هي من تتحمل التكلفة ، و هناك من يعمل ليومه و عياله و فتح هي من تدفع فاتورة الخراب من مستقبلها ، فكيف لنا أن ندعي القدرة على إنقاذ مستقبل فتح إن كنا عاجزين عن تدارك وضعها الراهن و التصدي لأزماتها العاجلة ، كيف ، كيف ؟
العالم كله يعتقد بأن فتح تقود المرحلة ، فهل هذا صحيح ؟
و العالم يعتقد بأن فكر و مواقف فتح هي الغالبة ، فهل هذا أيضا صحيح ؟
و العالم كله مقتنع بأن مؤسسات و مقدرات السلطة تحت هيمنة أبناء فتح ، فهل أنتم كذلك فعلا ؟
و يعتقدون أيضا بأن فتح نهابة للسلطة ، أوليس ذاك ظلم بين .
أخواتي و أخوتي
هناك من سينعق بإنشقاق في صفوف فتح يقوده محمد دحلان ، و كل ذلك لأن المئات من قادة و كوادر الحركة قرروا عقد لقاء لتدارس واقع الحركة ، و لأن مئات الآلاف من بنات و أبناء فتح يتحركون لإنقاذ حركتهم الأبية ، و علينا أن نفكر معا كيف و الى أين تمضي الأمور ، و ذلك ليس بالنهج الغريب على حركتنا ، و لم يؤثر يوما على وحدتها ، و بينكم من فعل و يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية و قطاع غزة ، بل أبو مازن كان يفعل ذلك كل يوم في الضفة الغربية حتى في ذروة الحصار الإسرائيلي لابو عمار ، و لطالما اعتبرنا نحن أبناء فتح ذلك التلاقي و التدارس واجبا و حقا مشروعا ينبع من معتقدات فتح و تقاليدها الصلبة ، و أطمئنكم تماماً ، فليس بيننا من يقبل اي فكر او نهج إنشقاقي ، أما من أراد أن ينشق في رام الله بحجة إنشقاق مزعوم ، فعليه أن يتحمل نتائج فعلته و توجهاته الخطيرة ، و من يعتقد بأنه يملك رقاب بنات و أبناء فتح ، إنما هو يلعب في الوقت الضائع ، مع ذلك و كما أسلفت فقد اتفقنا على تعديل موعد لقاء القاهرة بأنتظار ما ستقررونه .
طبعا هناك من نعق و تهيج بدعوى تدخل عربي في الشؤون الداخلية الفتحاوية و الفلسطينية ، و رفع لواء " القرار " الفلسطيني المستقل المزعوم ، و أني لأشفق على أصحاب ذلك الصراخ المتهيج ، لأنهم هم أنفسهم الساعين دوما للإستنجاد بالتدخل العربي ، فليس بيننا من يحكم فلسطين اليوم بقرار عربي صادر عن جامعة الدول العربية الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يطلب تدخل قطر في الشأن الفلسطيني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتدخل في الشأن الداخلي السوري و اللبناني الا شخص واحد ، و ليس بيننا من يتودد الى العرب من أجل رزق عياله الا شخص واحد ، و و الله لو علمتم ببعض ما أعلم من أسرار و تفاصيل لأجتاحكم الحزن و الأسى .
لقد قدم الأشقاء العرب خارطة طريق هدفها إنقاذ العمل الفلسطيني من الإنهيار ، جوهرها إستعادة وحدة حركة فتح و مكانتها الريادية تحت قيادة الأخ أبو مازن ، يلي ذلك جهود عربية مكثفة من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، و أيضا تحت قيادة أبو مازن ، و إجراء إنتخابات تشريعية و رئاسية فلسطينية ، و مرة أخرى تحت قيادة أبو مازن ، وصولا الى فتح ملف مسار حل الدولتين و دائما في ظل قيادة أبو مازن ، و هنا لا بد من طرح سؤال جوهري ، من المستفيد إذن من الجهود العربية مباشرة ، أنتم ، أنا ، أم أبو مازن ؟
ثم ، ألم يكن إتفاق مكة برعاية الراحل العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز و الذي وقعه الاخ ابو مازن مع الاخ خالد مشعل تدخلا عربيا حميدا لرأب الصدع الفلسطيني؟
أم إن تفاهمات القاهرة في زمن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تمت دون تدخل مصري حميد لعبت فيه المخابرات المصرية دورا وحدويا محوريا في محاولة صادقة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني؟
أخواتي و أخوتي
رسالتي هذه أليكم دعوة للتفكير و الجهد المشترك ، فليس بيننا من ينازع أبو مازن ملكه ، فَلَو دامت لغيره لما وصلت أليه ، و قد أعلنت مرارا عن إستنكافي الحكم و المناصب ، و أعلنت مرارا أن دعوتي للتجديد لا تحمل أية أطماع شخصية ، بل و أعلنت صراحة عن دعمي لترشيح أخي مروان البرغوثي لمنصب الرئاسة ، و أصارحكم اليوم بأن ما كان جائزا في الماضي لا يجوز في المستقبل ، فتجربة حصر السلطات الفلسطينية التنفيذية و التشريعة بيد شخص واحد خطر و خطيئة لا يجوز تكرارها ، و لا بد من فصل السلطات و مراكز القرار ، مثلما لا بد من شراكة وطنية كاملة و متكاملة ، فلا يجوز بعد اليوم جمع رئاسة السلطة و الدولة و المنظمة بيد شخص واحد مهما علا شأنه ، و حتى إن كان القائد الأول لحركة فتح ، و لا يجوز إستثناء قوى كبرى و فاعلة مثل حركتي حماس و الجهاد من صناعة قراري الحرب و السلام ، فمن أراد وحدة فتح عليه تقبل قوة و دور إطارات الحركة ، و من أراد الوحدة الوطنية الفلسطينية عليه الخضوع للتوافقات الفلسطينية ، فنحن شعب تشكل الأغلبية الصامتة 60% من قوامه ، و بالتالي لا يجوز أن نحكم بدكتاتور فرد او دكتاتورية فكرية أو سياسية .
و بناء على ما تقدم ، فإني لا أجد برنامجا بديلا غير الإحتكام الى قواعد الحركة من أجل فتح ، و الأحتكام الى الشعب ، كل الشعب في الداخل و الخارج من أجل فلسطين ، و لا بد من إنتخابات وطنية شفافة و تحت رقابة وطنية بمعونة عربية و دولية ، لإنتخاب برلمان فلسطيني ينفذ مفاعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، برلمان يكتب دستور دولة فلسطين ، و يفصل بين السلطات ، و يساهم في بناء مؤسسات المستقبل ، برلمان يفك التشابك و يحدد العلاقة بين المؤقت و الدائم و يقنن العلاقة بين الدولة و المنظمة و السلطة المؤقتة ، برلمان يمكن الأغلبية من تشكيل قيادة فاعلة الى جانب رئيس منتخب و محدد الصلاحيات وفقا للقانون و الدستور.
و من أجل تحقيق ذلك ، فليس هناك من مناص او هروب عن ضرورة وحدة فتح ، فتلك الإستحقاقات قادمة يا أخواتي و أخوتي شاء من شاء و أبى من أبى ، و من يعتقد بغير ذلك ، أو يؤمن بالخلود الكاذب ، فهو ليس أكثر من خادع و مخادع ، و إن توقفنا نحن في فتح عن الدوران مع ساعة الزمن ، فذلك لا يعني ، و لن يعني بأن الزمن قد توقف ، و قد نجد أنفسنا أمام خلل وطني مهول و محتمل ، خلل لم يكن قائما أيام إنتقال السلطة الى أبو مازن ، فهل تستحق فلسطين منا جميعا موقفا وطنيا و أخلاقيا متجردا ، من أبو مازن تحديدا ، أم أن الجواب بعد " خراب البصرة " كما يقول المثل الدارج ؟
أخواتي و أخوتي
في ما مضى ، و قبل أتفاقات أوسلو و عودة أخوتنا الى فلسطين ، كان الداخل هو المدد ، أما الآن و قد تغيرت المعادلة ، فإني أدعوكم لإستكشاف قوة فلسطين في المنافي و الشتات ، أو على الأقل أدعوكم لعدم قبول الإستخفاف بقوة و تماسك شعبنا في المهاجر القسرية ، فليس بإمكان أي كان تجاهل أكثر من نصفنا ، و بعض ذلك النصف يعاني من ويلات القتل و الجوع و التشرد و الإهمال المتعمد ، أنظروا الى ويلات أبناء شعبنا في مخيمات سوريا ، فهم بين قتيل او مشرد او جائع ، و حتى غريق في البحر المتوسط ، أنظروا الى كبرياء و عنفوان شعبنا في مخيمات لبنان ، و فكروا قليلا لماذا كل هذا الإهمال المتعمد ، و كل ذلك النفاق الفلسطيني السياسي ، و كيف للقيادة الفلسطينية أن تطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان و تركها نهبا لطغيان و إرهاب قوى التطرف المسلحة من داعش و القاعدة و أخواتها .
ليس بيننا من لا يدعم و يتمنى وحدة لبنان شعبا و أرضا و سيادة وطنية خالصة ، فهذا البلد الكريم و شعبه النبيل تحملوا الكثير من أجلنا خلال العقود السبعة الماضية ، لكن لبنان الشقيق مثل معظم دولنا الوطنية يمر بوضع دقيق ، فهناك الأرهاب و التطرف المسلح ، و بعض تلك البؤر الإجرامية وجدت لنفسها موضع قدم و تحصنت داخل مخيمات شعبنا ، و بدلا من أن نكون قوة فعلية مستعدة لمواجهة ذلك المستجد الخطير بالتنسيق و التعاون مع الدولة اللبنانية ، نرى و نلمس نزوعا إنهزاميا خطيرا من شأنه تمكين قوى الظلام الإرهابية من رقاب أهلنا في المخيمات ، و إحراج مؤسسات الدولة اللبنانية بدفعها الى مواجهة الاٍرهاب مجردة من حليفها الفلسطيني .
الأصل في معالجة الموضوع أخواتي و أخوتي هو التعاون مع الدولة اللبنانية ، تعاون يبسط أمنا لا يخل بسيادة الدولة اللبنانية ، تعاون نؤدي فيه واجبنا إزاء أهلنا الصامدين في المخيمات و نفي لبنان حقه في كرم الضيافة و قدرة الإحتمال ، تعاون تؤدي فيه الدولة اللبنانية قسطها الكريم من تخفيف أعباء أهلنا الإقتصادية و المعيشية ، و يمنحهم متسعا أرحب لحرية العمل و التنقل ، تعاون يلزم العرب و العالم بواجبات فعلية و خطط تنموية حقيقة كريمة تليق بشعب و جمهور حمى الثورة الفلسطينية بالدم و النار
.
أخواتي و أخوتي
أطلت عليكم كثيرا ، و إني لأفعل ذلك بحكم دقة و حراجة الموقف الراهن ، لأن فتح إما أن تكون الآن ، أو من الصعب أن تكون أبدا ، و لكن لا بد من فصل الختام ، و أقصد به مستقبل الحرب و السلام مع إسرائيل ، و ليس سرا بأن فلسطين لا تكابد إنقساما حول مبادئ السلام و حل الدولتين ، فذلك موضع إجماع حركي و وطني ، و الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية هو هدف وطني يحظى بشبه إجماع وطني .
و لكننا أمام مشكلتين، واحدة مع المحتل الاسرائيلي ، الذي يرفض السلام على أساس حل الدولتين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ، و يعمق الإنزلاق الواقعي الى الدولة الواحدة المتعددة النظم و القوانين و من شأن ذلك تعميق الصراع و ليس حله .
و الثانية تكمن في سياسات القيادة الفلسطينية الراهنة و سعيها لتخدير الشعب بإعتماد مبدأ انتظار ما لن يأتي أبدا ، ففي واقع الأمر أن ما يحدث ليس إنتظار ، بل تعايشا مع المحتل عبر شبكة المصالح الأمنية و الشخصية ، فالوضع الراهن يكاد أن يكون مثاليا لطرفين حاكمين أختارا الجمود و التجميد السياسي ، في حين يواصل الإحتلال طغيانه الإستيطاني و القمعي دون أن يجابه الا ببيانات و كلام لم يعد أحدا يكترث به.
و لا أجد ضرورة لإقتراح بدائلا جديدة للنهج المسيطر ، لأن تلك البدائل نوقشت و أتفق عليها مرارا و تكرارا ، بدء من وثيقة أبطالنا الأسرى ، مرورا بحقوقنا المكتسبة في قرار قبول فلسطين في الجمعية العامة ، وصولا الى قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و علينا أن نسأل من عطل و يعطل كل تلك الأسلحة ، و لمصلحة من ؟
و ما جدوى أي تهديد أو وعيد يترافق مع تعطيب و تعطيل أوراق القوة و الإجماع ؟
أخيرا ، و مرة أخرى أتمنى لإجتماعاتكم كل التوفيق و النجاح دفاعا عن فتح و وحدتها و دورها القيادي الفاعل ، مؤكدا لكم بأن جموع فتح تشخص بأبصارها اليوم الى حيث تلتقون ، و تلك مسؤولية جسيمة يتحدد في ضوئها الكثير من المستقبل العاجل ، كما أدعو كل أبناء الحركة الشرفاء الغيورين و الأمناء على ميراث الشهداء و أحلام و طموحات شعبنا أن يقفوا صفا متراصا و يدا واحدة خلال إجتماعاتكم رافعين شعارا واحدا مقدسا ، شعار " وحدة فتح ضرورة وطنية "
عاشت فتح قوية موحدة
عاشت فلسطين حرة أبية
المجد و الخلود لشهدائنا الأبطال و الحرية لأسرانا البواسل .
و أنها لثورة حتى النصر