الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كدار لـ"الحدث الثقافي": رسمي لم يقتل حتر ومن قتله التطرف

2016-10-02 03:38:05 PM
كدار لـ
كاريكاتير للفنان محمد سباعنة

 

الحدث- روان سمارة

 

 

قال رسام الكاريكاتير المغربي، ومدير تحرير جريدة "بابوبي" الساخرة خالد كدار  إن على الأمن ألا يترك الداعيين إلى العنف والكراهية والقتل دون أن تحقق معهم. 

 

وقال كدار لـ "الحدث" على خلفية اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر بسبب إعادة نشر الأخير لإحدى رسومات  كادر: "إن على الشرطة ألا تترك مثل هؤلاء الداعين إلى الكراهية والعنف والقتل دون أن تحقق معهم، خاصة أولئك الذين يتشبثون بتهديداتهم وتعليقاتهم ولا يعتذرون عنها".

 

وكان كدار قد طالب السلطات المغربية الأسبوع الماضي بتأمين حماية له، بعد تلقيه "تهديدا بالقتل" على فيس بوك، لأنه أعاد نشر رسم كاريكاتري تسبب في اغتيال الكاتب الصحافي الأردني ناهض حتر.

 

وكان رسام الكاريكاتير المغربي قد تلقى تهديدا بالقتل، حسب تدوينة له نشرها على فيس بوك. وقال كدار إنه بعد نشره للرسم الكاريكاتري الذي قتل على خلفيته الكاتب الأردني ناهض حتر، على حائطه، قام شخص بنشر تعليق قال فيه: "إن مصيركم القتل والذبح يا أعداء الله"، ودعا السلطات لتوفير الحماية له، والتحقيق مع الأشخاص "الداعين إلى العنف والكراهية والقتل".

 

واعتبر كدار على صفحته هذا التعليق تهديدا صريحا، ودعوة إلى القتل في حقي، لمجرد إعادتي نشر الرسم الذي تسبب في اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر"، داعيا السلطات المغربية إلى "حمايتنا وحماية حياتنا من مثل هذا الشخص.

 

وفي اتصال مع "الحدث"، قال كدار: "على الشرطة أن لا تترك مثل هؤلاء الداعين إلى الكراهية والعنف والقتل دون أن تحقق معهم، خاصة أولئك الذين يتشبثون بتهديداتهم وتعليقاتهم ولا يعتذرون عنها".

 

ورفض كدار اعتبار نشر الكاريكاتير الذي رسمه ونشره حتر على صفحته الشخصية سببا في قتل الناشط الأردني، وأكد لـ"الحدث" أن المسؤول الأول عن قتله هو التطرف الذي لم يعد انتشاره مقتصرا على البلاد العربية والإسلامية.

 

وأضاف كدار لـ"الحدث": "تعاني المنطقة العربية من غياب الحريات التي هي مساحة الإبداع، وأنا من المؤمنين بأن الحرية هي كل لا يجزأ، ولا يمكن أن تكون الحرية مشروطة، وإلا لن تكون حرية".

 

وكان كدار قد أعاد نشر الكاريكاتير المذكور مع تعليق لـ"شارب" رسام الكاريكاتير الفرنسي ومدير صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة الذي اغتيل سنة 2015 على يد متطرفين داخل مقر الصحيفة في باريس مع 11 عاملا في الصحيفة.

 

ويقول التعليق: "لا أظن أنني أذبح أحدا بريشتي حين أرسم. أنا لا أضع حياة الناس في خطر. عندما يحتاج النشطاء لذريعة لتبرير العنف، فإنهم غالبا ما يجدونها".

 

من جهته أكد رسام الكاريكاتير محمد سباعنة في اتصال هاتفي مع "الحدث" على رفضه للجريمة التي تعرض لها حتر، وقال: "القاتل هو جزء من منظومة نصبت نفسها وصية على الدين، وصار كل عضو فيها قاض يحكم باسم سم الدين وسيفه، وكيف للريشة أن تقف في وجه السيف".

 

وأشار سباعنة لضرورة احترام الأديان، والحفاظ على السلم المجتمعي، فالحرية كما يراها لا تعني المغامرة بالحياة في ظل ما يشهده المجتمع من تطرف.

 

سباعنة الذي يرى في رداة الفعل على مقتل حتر مؤشرا خطيرا لمدى الانحدار الفكري والثقافي الذي تعاني منه المجتمعات العربية قال في حديثه عن حتر: "المشكلة هي أن الناس لا تقرأ، فحتر كان قد نشر توضيحا لسبب نشره للكاريكاتير بعد أن قام بحذفه".

 

وأكمل سباعنة: "أنا لم أكن متابعا لما يكتبه حتر، لكن وبعد حادثة قتله بدأت بقراءة ما كتبه وصدمت أنني أقف أمام رجل كتب كثيرا عن الإسلام، فحتر لم يكن ملحدا أو كافرا، لكنه كان متزنا في تناوله للدين الإسلامي، لكن نشره لهذا الكاريكاتير اتفز الكثيرين ممن أخذوه ذريعة لقتله".

 

ونوه سباعنة لما تعرض له بعد رسمه لكاريكاتير عن الرسول محمد والذي كان ردا على هجوم الصحيفة الدنماركية على شخص الرسول، فقال سباعنة: "كان هذا الكاريكاتير ردا على الصحيفة الدنماركية، وبالرغم من أنه كان من أسوأ ما رسمت من ناحية تقنية إلى أنه حظي على مشاهدات ومشاركات على مواقع التةواصل الاجتماعي أكثر من غيره".

 

وأضاف سباعنة: "لو افترضنا أن الكاريكاتير الذي نشره حتر قد حصل على مئة مشاهدة على صفحته، فقتله بسبب هذا الكاريكاتير جعل الآلاف يشاهدونه، وهذا ما حصل مع الفيلم الأمريكي المسيء للرسول، والذي كان إنتاجه أضعف بكثير من إنتاجات أمريكية أخرى إلا أنه حقق مشاهدات مخيفة بسبب حجم الانتقادات التي وجهت له، ما يعني دعاية مجانية لما نرفضه".

 

وأكد سباعنة على أن رسم الله أو الرسل في الكاريكاتير هو أمر ليس بجديد، لكن مرهون بثقافة المنطقة، ففي إيران أنتجت أعمال تلفزيونية وسنمائية عن الرسل، وفي أوروبا يرسمون الله، لكن ما حصل في كاريكاتير كدار أنه اصطدم بثقافة لا تعي معنى الحرية، ولا تستوعب هذه الأفكار، بل وتتعامل مع من يستخدمها على أنه كافر يزدري الأديان ولا سبيل للخلاص منه سوى القتل".