السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| عناصر الأمن بلباس مدني في المسيرات

2016-10-05 09:10:07 AM
متابعة
تعبيرية عن زي الامن الفلسطيني (تصوير: الحدث)

 

الحدث- رام الله

 

تكررت، يوم أمس الثلاثاء، حادثة اعتداء عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بلباس مدني على نشطاء مشاركين في مسيرة سلمية تخليداً لذكرى شهداء هبة القدس.

 

ونظم نشطاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم أمس، مسيرة سلمية وسط مدينة رام الله، عبروا فيها عن رفضهم القاطع لمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد من القيادة الفلسطينية في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز.

 

وأفاد شهود عيان، أن أفرادا  بلباس مدني كانوا متواجدين داخل المسيرة، وقاموا بالاعتداء المبرح على النشطاء المشاركين، وتجاوز الأمر ذلك إلى التلفظ بالشتائم النابية عليهم، ومنع الصحفيين من التصوير.

 

الجبهة الشعبية بدورها، أصدرت بيانا رسما حملت  فيه الرئيس محمود عباس شخصياً مسؤولية هذا الاعتداء، مؤكدة أن عناصر من الأجهزة الأمنية بلباس مدني، هم من قاموا بالاعتداء على نشطاء الجبهة.

 

ومما جاء في بيان الجبهة الشعبية أن عناصر من الاجهزة الامنية: "بلباس مدني وبعض البلطجية أقدموا على الاعتداء بالضرب، على مجموعة من الشبان، والفتيات، والتلفظ بألفاظ سوقية وخادشة، وحتى وصل بهم الأمر للتحرش ببعض الفتيات هو تطور خطير في ممارسات أجهزة أمن السلطة، سيكون لها تداعياتها الخطيرة على مجمل العلاقات الوطنية، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، وستواجه بمزيد من الإصرار على مواجهة النهج السلطوي وممارسات الأجهزة الأمنية القمعية".

 

شاهد آخر، أكد على قيام عناصر الأجهزة الأمنية بالتستر خلف لباس مدني، وهو محامي مؤسسة الضمير مهند كراجة، الذي قال إنه تعرض للضرب المبرح والإهانة من قبل عناصر في الأجهزة الأمنية بلباس مدني.

 

وأوضح كراجة، أن أحد عناصر الأجهزة الأمنية الذي يعرفه شخصياً طلب منه الحضور أثناء مظاهرة لحركة فتح وأخرى لنشطاء على دوار الساعة (ميدان ياسر عرفات)، فرد عليه كراجه أنه محامي وسيحضر إليه لكن عليه الانتظار قليلاً لحين تهدئة الاجواء بين المظاهرتين اللتين نشبت بينهما مناوشات.


وأضاف كراجة " أن العنصر الامني قام بالاعتداء عليه وأخبر عناصر أخرى من الأجهزة الأمنية بأنه محامي، وقاموا بالهجوم عليه وضربه على وجهه ورأسه وتمزيق ملابسه."

 

وأوضح أنه استغاث بعناصر المباحث العامة وأخبرهم بأنه محامي إلا أنهم لم يغيثوه.

 

أما الصحفي جهاد بركات، فدون في صفحته على الفيس بوك، يروي حادثة قيام عناصر من جهاز المخابرات العامة بزي مدني، بمنعه من التصوير، وطلب هاتفه الشخصي للتأكد، إن صور سابقاً أو لا.

 

بركات قال: "أثناء ما حصل اليوم على ميدان الشهيد ياسر عرفات الزميل إياد أبو شلبك مصور شاشة نيوز صودرت الذاكرة من كاميرته من أفراد يرتدون لباسا مدنيا، وآخرون منعوا من التصوير من أفراد بلباس مدني.

 

أما أنا فطلب مني شخص بزي مدني أيضا أن يطلع على هاتفي وإذا ما كنت قد صورت، ورفضت ذلك بوجود عدد من الزملاء وتدخلهم مشكورين، وتكرر المطلب من أكثر من شخص وأجبتهم بأنني لم أصور على هاتفي، أصروا على أخذ الهاتف وأصررت على رفض ذلك، عرّفوا على أنفسهم بأنهم من جهاز المخابرات العامة وأحدهم أبرز لنا بطاقة تثبت ذلك.

 

بعد تدخل من الزملاء وأفراد آخرين من الأجهزة الأمنية بلباس مدني، اقتنعوا بأنني لم أصور وفعلا لم أكن قد تمكنت من التصوير.

 

كصحفيين توجهت لنا دعوات لتغطية مسيرة حركة فتح على دوار المنارة وكذلك مسيرة للنشطاء على ميدان الشهيد ياسر عرفات وذهبنا للتغطية، وأي تطور يطرأ في الميدان بالتأكيد من واجبنا وحقنا تغطيته."

 

حادثة اعتداء عناصر الأجهزة الأمنية بزي مدني، أمس الثلاثاء، يعيد إلى الذاكرة ما حصل أواخر العام الماضي، عندما تكررت نفس الحادثة في موقع آخر، لمنع مرور مسيرة غاضبة خلال اندلاع الهبة الجماهيرية، كانت في طريقها إلى حاجز بيت إيل، حيث قام عناصر الأجهزة الأمنية بضرب الشبان متسترين بزي مدني، إلا أن العصي التي استخدموها في ذلك الوقت، هي نفس العصي التي يستخدمها عناصر الأمن، وانتشر حينها كلمة "بيجامة" بشكل واسع، بالإشارة إلى ما ارتداه عناصر الأمن.

 

مدير مؤسسة الحق وأمين عام الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان شعوان جبارين، قال لـ "الحدث": "إن الهدف من وراء تخفي عناصر أجهزة الأمن الفلسطيني بالزي المدني هو لإخفاء الجريمة والتخفي أمام الجمهور."

 

وأوضح: "أنه من السهل تمييز عناصر الأمن المتخفيين بسبب تداخل العمل الرسمي والحزبي، ولأن المجتمع الفلسطيني صغير إذ يسهل تمييز أفراد الأجهزة الأمنية عن المواطنين العاديين."

 

من جهة ثانية، أشار جبارين:" إلى أن تخفي عناصر أجهزة الأمن وراد في العمل الشرطي إذا كان في إطار المهمات الخاصة الهادفة لجمع المعلومات والتحري وليس من أجل الاعتداء على المواطنين."